تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حال السلف في رمضان]

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[16 - 09 - 06, 12:56 م]ـ

[حال السلف في رمضان]

أخي المسلم .. أختي المسلمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالأشواق والتحيات العطرة، أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله، نسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته ومستقر رحمته. وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة، أرجو أن تقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح، حفظكم الله ورعاكم.

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟

قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة: 185).

أخي الكريم:

•خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:

•خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

•تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.

•يزين الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة والأذى ثم يصيروا إليك.

•تصفد فيه الشياطين.

•تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.

•فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.

•يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.

•لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة من رمضان.

فيا أخي الكريم:

شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقله؟ بالانشغال باللهو وطول السهر، نتضجر من قدومه ويثقل علينا، نعوذ بالله من ذلك كله.

ولكن العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح، والعزيمة الصادقة على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، سائلين الله الإعانة على حسن عبادته.

وإليك أخي الكريم الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان:

ـ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " (أخرجه البخاري ومسلم)

وقال:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " (أخرجه البخاري ومسلم)، ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " (أخرجه البخاري)، وقال:" الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم " (أخرجة البخاري ومسلم)

قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (أخرجه البخاري ومسلم) {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما} (الفرقان: 63، 64)، وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه، قالت عائشة رضي الله عنها: " لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ".

وكان عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان نصف الليل أيقظه أهله للصلاة، ثم يقول لهم الصلاة الصلاة .. ويتلو {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} (طه:132)، وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} (الزمر:9) قال: ذاك عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، قال ابن أبي حاتم: وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة.

وعن علقمة بن قيس قال: بت مع عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حية يرتل ولا يراجع يسمع من حوله ولا يجع صوته، حتى لم بيق من الغسل إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف، ثم الوتر.

وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين ـ يعني بمآت الأيات ـ تحتى كنا نعتمد على العصى من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير