تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" من قام مع أمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " (رواه أهل السنن)

الصدقة:

كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" أفضل الصدقة صدقة في رمضان .. " (أخرجه الترمذي عن أنس)

روى زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: أمرنا رسول الله صلى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، قال فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " ما أبقيت لأهلك " فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ماذا أبقيت لهم؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله " قلت: لا أسابقك إلى شيء أبداً.

وعن طلحة بن يحيى بن طلحة، قال: حدثني جدتي سعدى بنت عوف المرية ـ وكانت محل إزار طلحة ابن عبيد الله ـ قالت: دخل على طلحة ذات يوم وهو خائر النفس، فقلت: مالي أراك كالح الوجه؟ وقلت: ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك؟ قال: لا؛ لونعم حليلة المرء المسلم أنت. قلت: ما عليك، اقسمه، قالت: فقسمه حتى ما بقى منه درهم واحد، قال طلحة بن يحيى: فسألت خازن طلحة كم كان المال؟ قال: أربعمائة ألف.

فيا أخي للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها، واحرص على آدائها بحسب حالك، ولها صور كثيرة منها:

أ -إطعام الطعام:

قال الله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً واثيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) (الانسان:8 - 12)، فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام، ويعدمونه على كثير من العبادات، سواد كان ذلك بإشباع الجائع، او إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر. قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " ياأيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ". (رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني)، وقد قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.

وكان كثيرمن السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عنهما وداود الطائي ومالك ابن دينار وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه، فلم يفطر في تلك الليلة.

وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم،منهم الحسن وابن المبارك.

قال أبو السوار العودي: كان رجا لمن بني عدي يصلون في هذا المسجدد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.

وعبادة إطعام الطعام ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم، فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة:" لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا " كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر على معاونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.

ب - تفطير الصائمين:

قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" من أفطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" {أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني}، وفي حديث سلمان:} من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أحره من غير أن ينقص من أجره شيء، فقالوا يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة هنيئة لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة}.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير