تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في رمضان: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال:" عمرة في رمضان تعدل حجة " (أخرجه البخاري ومسلم)، وفي رواية: "حجة معي " فهنيئاً لك ــ يا أخي ـ تحجةمع النبي صلى الله عليه وسلّم.

و- تحري ليلة القدر:

قال صلى الله عليه وسلّم:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (أخرجه البخاري ومسلم)، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله ليلي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر. وفي المسند عن عبادة مرفوعاً:" من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "، وللنسائي نحوه، قال الحافظ: إسناده على شرط الصحيح.

وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً ليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها، فيا من أضاع عمره في شيء، استدرك ما فاتك في ليلة القدر، فإنها تحسب من العمر، العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها، من حرم خيرها فقد حرم.

وهي في العشرة الأواخر من رمضان، وهي في الوتر من لياليه الآخرة، وأرجى الليالي سبع وعشرين ليلة، لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه:" والله إني بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين " وكان أبي يحلف على ذلك ويقول:" بالآية والعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها "

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال:" قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " (رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني)

ز- الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار:

أخي الكريم، أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار منالذكر والدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة،ومنها:

•عند الافطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.

•ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول: " هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له "

•الاستغفار بالأسحار: قال تعالى: (وبالأسحار هم يستغفرون) (الذاريات:18)

وأخيراً .. أخي الكريم ..

وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفيأ ظلال الأعمال الصالحة، أنبهك إلى أمر مهم … أتدري ما هو؟ إنه الإخلاص .. فكم من صائم ليس له من صيامة إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب، أعاذنا الله وإياك من ذلك، ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلّم يؤكد على هذه القضية .. " إيماناً واحتساباً "، وقد حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفاً على أنفسهم، فهذا التابعي الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول: كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيتمخط ويقول: ما أشد الزكام! يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء، وعن محمد بن واسع قال: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة وقد بلّ ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته، ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده، ولا يشعر به الذي جنبه

وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة، وعن أبن أبي عدى قال: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان خرازاً يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشياً فيفطر معهم.

قال سفيان الثوري: بلغني أن العبد يعمل العمل سراً، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه، فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء.

اللهو في رمضان:

أخي ..

أظن أني قد أطلت عليك وأنا أحثك على اغتنام الوقت .. قطعت عليك الوقت، ولكن أتأذن لي أن نعرج سوياً على ظاهرة خطيرة وبخاصة في رمضان، إنها ظاهرة إضاعه الوقت وتقطيعه في غير طاعة الله .. إنها الغفلة والأعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية، قال تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) (طه:124 - 127)، وكم تتألم نفسك،ويتقطع قلبك حسرات على ما تراه من شباب المسلمين، الذين امتلأت بهم الأرصفة والملاعب في ليالي رمضان الفاضلة .. كم من حرمات الله ومعاصيه التي يجاهر بها في ليالي رمضان المباركة .. نعم أن المسلم ليغار على أوقات المسلمين، وعلى زهرة شبابهم أن تبذل في غير طاعة الله.

ولكن .. !!! بأس عليك .. إن الطريق لسعادتك وسعادة إخوانك الدعوة والدعاء. نعم، ودعوة من غفل من أبناء المسلمين وهدايتهم الصراط المستقيم. والدعاء لهم بظهر الغيب لعل الله أن يستجيب فلا نشقى ابداً.

أخوك الناصح

ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[25 - 05 - 07, 11:37 ص]ـ

جزاكم الله خيراً وإليك (20) موعظة من مواعظ شهر رمضان المبارك

http://www.tahhansite.com/pages/I.htm

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير