قولك وفقك الله في الوجه الرابع غريب لأني أنقل كلام الأصوليين وتعليلهم وأنهم وإن اختلفوا في تجزؤ الاجتهاد فإن من قال منهم بجوازه قد شرط له شروط الاجتهاد ولم يجعله لكل أحد ممن لم يحصل أدوات الاجتهاد وتعليلهم واضح في هذا.وهذا الكلام لايحتاج أن يكون ناقله مجتهدا.
فلا أدري كيف جعلتَ هذا الكلام هادما لكل ما كتبتُ_ أكرمك الله_؟
وأما الوجه الخامس فأرجو أن تبين لي ماتركت استيعابه مشكورا مأجورا.
وأما الوجه السادس: فالجرأة التي أنكرتها على هؤلاء أنهم يتكلمون في العلم بدون تحصيل أدواته ويرجحون بدون أن يحصلوا آلة الترجيح ويظنون أن مجرد نقل الأقوال وفهمها مع أدلتها كاف في جعلهم مجتهدين مع أنهم لم يحصلوا أدوات الاجتهاد من معرفة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والأصول واللغة بفروعها وغير ذلك من الشروط المعروفة وربما لم يدرس بعضهم غير مسائل الطهارة والصلاة ولو ترقى فالعبادات ثم يرجح فيها غافلا عن الأشباه والنظائر والفروق ونحوها.
ولك أن تطالع كيف يستدل العلماء بالأشباه والنظائر ويتكلمون في الفروق ونظرة في كلام شيخ الإسلام رحمه الله تبين لك ما قصدته بكلامي هذا لتعرف الفرق بين الأصيل والدخيل.
وأما الوجه السابع:فقل لي أنت من هو المتبع؟ وما الفرق بينه وبين المجتهد والمقلد؟
وأما من قال الراجح كذا وهو أهل للترجيح فلاغبار عليه ولا حجر ولكن الكلام فيمن يرجح بدون آلة أو يظن أن مجرد وجود حديث في المسألة يقطع النزاع بدون نظر في صحته عند المتقدمين أو فهمهم له أو وجود معارض قوي أو غير ذلك.
وأما الثامن: فسامحك الله أخي الكريم، أين التشنيع على المعاصرين _اعني كلهم_ في مقالي؟ ومن هم المعاصرون الذين تعنيهم؟ وهل تشنيعى على جهلة المعاصرين أصبح تشنيعا على كل العلماء المعاصرين؟
أوَ كلما دعونا إلى تعظيم السلف ومعرفة قدر النفس رُمينا باحتقار المعاصرين والتشنيع عليهم؟
وأما التاسع فانا لست متعصبا لأحمد وتقليدي له ليس تعصبا وأرجو ان تفرق أنت وغيرك بين الدراسة المذهبية والتعصب المذهبي فقد صار عند البعض كل متمذهب متعصبا، مع أن من ينكر علينا التمذهب أشد تعصبا لمشايخه منا للأئمة مع الفارق بين المقلَّدين من الطرفين.والله المستعان.
وأرجو أن تجيب عما ذكرتُه في المقال الأصلي بدل أن ينقل الكلام إلى نقاش فرعي ونتشتت في بنيات الطريق.
وشكر الله لك اهتمامك بما كتبت ونصحك لي وأسأل الله ان يبصرني وإياك بالحق ويرزقنا التمسك به ويتوفانا عليه.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:20 ص]ـ
سأبدأ أخي الحبيب بالرد من الوجه الرابع لأنه بداية الشروع في المقصود راجيا ألا يُفتح باب من الجدال لن يغلق.
قولك وفقك الله في الوجه الرابع غريب لأني أنقل كلام الأصوليين وتعليلهم وأنهم وإن اختلفوا في تجزؤ الاجتهاد فإن من قال منهم بجوازه قد شرط له شروط الاجتهاد ولم يجعله لكل أحد ممن لم يحصل أدوات الاجتهاد وتعليلهم واضح في هذا.وهذا الكلام لايحتاج أن يكون ناقله مجتهدا.
فلا أدري كيف جعلتَ هذا الكلام هادما لكل ما كتبتُ_ أكرمك الله_؟
وفقكم الله ... أنا لم أهدم كلامك ولكن قصدت محاجتك إلي أصلك الذي بنيت عليه، فإن كان إنكارك عليهم أنهم غير مجتهدين ومع ذلك يتكلمون ويرجحون فأنت أيضاً كذلك وإلا فهم نقلوا ورجحوا وأنت نقلت ونزلت على واقعهم فاستويتم غير أنهم فرعوا ورجحوا وأنت أصلت ونظرت.
علماً أن كلامي لا يشمل هذه النقطة وحدها وإنما الموضوع برمته ... والمقصود أن لغير المجتهد أن يرجح ما دام يحسنه كما سيأتي في الكلام على الاجتهاد والاتباع.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:33 ص]ـ
وأما الوجه الخامس فأرجو أن تبين لي ماتركت استيعابه مشكورا مأجورا.
هو ادعاؤك تأخر فهمهم وركاكة فقههم وضعف ملكتهم والتمسك بما لم يصح وأيضاً طعنهم في أئمة المذاهب ... وانظر قولك (حسبي الله ونعم الوكيل في أقوام يفتون إذا حفظوا بلوغ المرام أو المحرر أو حتى المنتقى فضلا عمن دونهم ممن لم يحفظ الأربعين النووية ويقولون ماعذرنا إن علمنا الحديث أن نخالفه؟ الله المستعان، وهل أدلة الفقه محصورة في الحديث يا عبد الله؟ وهل عرفت صحة الحديث وضعفه باجتهاد أم بتقليد؟ وهل كل من عرف الحديث وصحته ولو باجتهاد صار أهلا لفهمه و لأن يفتي في دين الله؟) اهـ!!! وكذا قولك (وأعجب من ذلك أن يقول الغر المأفون:لعل أحمد لم يطلع على هذا الحديث!!!! وربما يكون في مسنده الذي لم يطالعه الأخرق مرة في عمره) اهـ أليس في هذا تشويه لمن يقول بالنظر وإن لم يحصل أدوات الاجتهاد؟!
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:46 ص]ـ
وأما الوجه السادس: فالجرأة التي أنكرتها على هؤلاء أنهم يتكلمون في العلم بدون تحصيل أدواته ويرجحون بدون أن يحصلوا آلة الترجيح ويظنون أن مجرد نقل الأقوال وفهمها مع أدلتها كاف في جعلهم مجتهدين مع أنهم لم يحصلوا أدوات الاجتهاد من معرفة الكتاب والسنة
وهذا كلام مضطرب إذ المقصود من تحصيل أدوات الاجتهاد فهم الأدلة!!! فكيف يقال فهموا الأدلة ونقلوا الأقوال ثم نمنعهم من النظر والترجيح؟!
¥