والأحاديث يفسر بعضها بعضاً، وفي رواية للبخاري من حديث أبي هريرة: ((فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)) [8].
وأما قول من قال: ((فاقدروا له)) أي ضيقوا عليه واجعلوه تسعاً وعشرين فهو قول غير صحيح والأحاديث الصحيحة تبطله، والله أعلم.
وأما الاعتماد على الشهادة التي تأتي من القاضي الشرعي بالسودان وقد يجوز أن يكون الشاهد فاسقاً أو كافراً لتركه الصلاة أو دعائه الأموات أو الاستغاثة بهم ونحو ذلك.
فالجواب: أن يقال إن شرط قبول الشهادة في هذا وغيره أن يكون الشاهد مسلماً عدلاً، فإذا كان القاضي صاحب توحيد وسنة ويهتم بالشهادة ويعتني بالشهود ولا يقبل إلا العدول وجب اعتماد ما يرد منه، أما إذا كان بخلاف ذلك فليس على إثباته عمل، وإنما يعتمد في مثل هذا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون)) [9] وفي لفظ: ((الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس)) [10] وكلها أحاديث صحيحة. فإذا صام المسلمون الذين أنت منهم صمت معهم، وإذا أفطروا أفطرت معهم والحمد لله على تيسيره وتسهيله، والسر في ذلك، والله أعلم، كراهة الشريعة للاختلاف، وترغيبها في الاتفاق والائتلاف. جعلني الله وإياكم من أهلها ومنَّ الله على المسلمين جميعاً بالتمسك بها وتحكيمها والتحاكم إليها إنه سميع قريب.
[1] خطاب صدر من مكتب سماحته عندما كان نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1383 هـ إجابة عن أسئلة مقدمة من الأخ م. م. ح. وهذا أحدها.
[2] رواه البخاري في الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان برقم 1767، ومسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1799
[3] رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون برقم 697
[4] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له
[5] رواه البخاري في الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان برقم 1767، ومسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1799
[6] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1796
[7] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له
[8] رواه البخاري في الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الهلال فصوموا)) برقم 1909.
[9] رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون برقم 697
[10] رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء في الفطر والأضحى برقم
منقول من موقع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى