ومعاملة الجميع بنفس المعاملة مما لا يرضاه الرب عز وجل ولا يقره العقل ولا تستقيم به الحياة.
ثالثا / أن أمر القتال لم يبتدئ من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بل ان هناك من الانبياء من قاتل أعداءه بل من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام كموسى عليه السلام وداود عليه السلام وغيرهما صلوات الله وسلامه على جميع أنبياء الله ورسله.
الوقفة الثالثة
أن دين الإسلام جاء بدعوة الناس بالتي هي أحسن يقول الله عز وجل {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}
ويقول عز وجل {وقولوا للناس حسنا} ويقول عن نبيه صلى الله عليه وسلم {وما أرسلناك الا رحمة للعالمين}.
ودعا سماحته البابا الى التأمل كثيرا في دين الإسلام وكثرة المطالعة في القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية بإنصاف وتجرد.
من جانبها، استنكرت الامانة العامة لرابطة العالم الإسلامي ما نسبته وسائل الاعلام العالمية لبابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر الذي تضمن مساسا بالإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وافتراء على سيرته.
وبينت الرابطة أنه من الخطأ استحضار البابا مقولة افتراء تاريخية قديمة على الإسلام سجلها امبراطور بيزنطي في كتاب أصدره في القرن الرابع عشر الميلادي عصر الظلام والانغلاق زعم فيها (أن نبي الإسلام لم يأت ألا بأشياء شريرة وغير انسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف). كما أعربت الرابطة عن استنكارها لوصف الإسلام بالتناقض مع العقل وذلك من خلال القول (ان أرادة الله في الإسلام لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق).
جاء ذلك في بيان أصدرة معالي الامين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي قال فيه ان حديث بابا الفاتيكان كان مفاجأة غير متوقعة وأن الشعوب والمنظمات الإسلامية التي تتطلع الى الحوار والتعايش والتعاون المشترك مع الشعوب والمنظمات العالمية تلقته بخيبة أمل كبيرة لصدوره من شخصية لها مسؤولية كبيرة في أتباع دينها وموقعها يفرض عليها أن تكون على دراية بالإسلام وحضارته وأن لاتسهم في الصراع العالمي.
وأبان أن المسلمين في العالم وهم مليار ونصف المليار من البشر يستنكرون أشد الاستنكار التطاول على رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ووصف ماجاء به بالشر مذكرا معاليه بتعامله عليه السلام مع غير المسملين بالرحمة {وما أرسلناك الا رحمة للعالمين} وبالحوار الامثل {ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن} والعدالة معهم في كل شيء {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} والاحسان الى الناس {ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.
وأكد الدكتور التركي أن دين الإسلام يحث على اعمال العقل والتفكير وهو يدعو الانسان الى الاستفادة من قواه العقلية والنفسية والبدنية في اعمار الارض وتحقيق العيش الامن فيها مشيرا الى أن الدعوة الى التفكير واستخدام العقل وردت في كثير من ايات القرآن الكريم مثل قوله سبحانه وتعالى {لعلكم تتفكرون} و {لعلكم تعقلون} وغير ذلك من الدعوة الى التفكر في خلق الله وتدبر اياته في الكون وفيما أنزل على رسله من كتب ختمت بالقرآن الكريم الذي جاء مصدقا لما سبقه من الكتب.
وأوضح معالي الامين العام لرابطة العالم الإسلامي أن حضارة الإسلام وابداع المسلمين في مختلف العلوم التي تنهض بالبشر وتصلح مجتمعاتهم وفق أسس سليمة واستفادت الحضارة الغربية من ذلك في عصر نهضتها كل ذلك واقع لا ينكر وتطبيق عملي لتعاليم الإسلام وقال إن العقل والمنطق يتعلقان بالانسان أما ارادة الله سبحانه وتعالى فليست محلا للقياس البشري.
وحذر من خطورة تكرار المقولات التاريخية التي برزت من قبل في قرون الظلام مشيرا الى أنها تؤجج المشاعر وتثير الاحقاد وتؤدي الى الكراهية بين الشعوب وتؤثر سلبا على التعايش الانساني وعلى سلامة الحوار بين أتباع العقائد والحضارات المختلفة الذي تبذل فيه جهود أقليمية وعالمية لا تخفي.
وأضاف أن رابطة العالم الإسلامي والمنظمات والمراكز الإسلامية الممثلة فيها تدعو الفاتيكان لعدم أتاحة الفرصة لدعاة الصراع بين الحضارات لبث الفتنة ودفع الشعوب والثقافات والحضارات المختلفة الى الصدام.
¥