تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وطالب الدكتور التركي بابا الفاتيكان بمراجعة دقيقة للمبادىء الإسلامية ولسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي تكذب فرية الامبراطور البيزنطي وتطاوله على الإسلام ورسوله مبينا أن العالم اليوم لايتحمل أزمات وصراعات أكثر مما يعيشه وأن على عقلائه من زعماء ومؤسسات سواء أكانت دينية أو سياسية أو حضارية أو ثقافية أن تبذل مزيدا من الجهود لتخفيف التوتر العالمي وصراع الثقافات والحضارات وأن تكف عن النيل من الإسلام ونبيه وكتابه وحضارته وأن تستفيد منه في تقوية العلاقات واقرار الامن والسلام ورفع الظلم والعدوان وفي محاربة الارهاب والعنف والتطرف وفي تأصيل القيم الفاضلة.

من جانبه دان مجلس الشورى خلال جلسته العادية الخامسة والثلاثين التي عقدها امس برئاسة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد العبارات التي أطلقها بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر في محاضرته التي ألقاها يوم الثلاثاء الماضي في جامعة استينبرغ بألمانيا والتي تعرض فيها لصفات الله عز شأنه، وللرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ونال فيها من العقيدة الإسلامية.

وأبان معالي الأمين العام للمجلس الدكتور صالح بن عبدالله المالك - في تصريح صحافي عقب ختام أعمال الجلسة «ان المجلس استهل جلسته ببيان شجب واستنكار نصه: إن مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية يعبر عن استيائه لما ذكره رئيس الفاتيكان بينديكت السادس عشر يوم الثلاثاء الماضي خلال محاضرته التي ألقاها في جامعة استينبرغ بالمانيا والتي تعرض فليها لصفات الله عز وجل وللرسول محمد عليه أفضل الصلاة واتم التسليم ونال فيها من العقيدة الاسلامية.

فالله جل جلاله متصف بكل كمال ومنزه عن كل نقص، والرسول محمد عليه الصلاة والسلام، داع الى الحق والخير والعدل، ناه عن الفساد والشر والضلال، وحاشاه ان يوصف بما يناقض ذلك، وحاشا رسالته ان تنعت بالشر والعنف وغير الإنسانية.

إن مجلس الشورى وهو يعلن موقفه ازاء ما ورد في تلك المحاضرة التي مست معتقدات المسلمين وأثارت غضبهم وسخط جماهيرهم، ليعبر عن قلقه من أن تكون هذه العبارات تعكس توجها سلبيا من القيادة المسيحية نحو الإسلام والمسلمين في الوقت الذي ترتفع فيه الدعوات للشعوب كافة إلى الحوار والتسامح وحسن التعايش ونبذ صراع الحضارات.

وتلك العبارات حتي لو كانت مقتبسة فإنها تتعارض مع ما صدر عن الفاتيكان من مواقف معتدلة تجاه القضايا العادلة ودعوته للحوار البناء بين الأديان والحضارات ويخشى المجلس ان ما ورد من عبارات في تلك المحاضرة يزكي التطرف ويهدم أسس الحوار التي تحرص عليها كل الشعوب.

والمجلس في هذا الصدد يهيب ان تتحمل الجهات الرسمية والأهلية مسؤولياتهم بتعزيز فرص التعايش والتعاون لصالح البشرية بدلا من زرع بذور الفتنة والشقاق.

إن مجلس الشورى ليدعو رئاسة الفاتيكان الى تصحيح هذا الخطأ والاعتذار لجميع المسلمين من هذا التجاوز الخطير حتى لا تعد شريكة في الحملات الظالمة التي توجه لمهاجمة دين الاسلام والصاق التهم الباطلة به.

إن مجلس الشورى مع ادانته تلك العبارات ومطالبته بالاعتذار عنها ليناشد الحكومات والمجالس البرلمانية والهيئات والمنظمات الدولية الى استنكار هذه التصريحات التي من شأنها تأجيج الفتن وزرع اسباب الشقاق والنزاع بين الشعوب واثارة العداوات والتنافر، ويؤكد المجلس على دعم منهج الحوار والتفاهم والعمل على تعزيز التعاون بين الشعوب تحقيقا لمصالحها المشتركة وخدمة لغاياتها النبيلة.

وأشار معالي الدكتور صالح المالك الى أن المجلس في دراسته ومناقشته لاصدار البيان شهد تفاعلا من اعضاء المجلس الذين أبدوا تأييدهم له مستنكرين ما عبر عنه رئيس الفاتيكان بينديكت السادس عشر مشددين بضرورة التصدي لمثل هذه التجاوزات الخطيرة التي تعكس توجهات سلبية للفاتيكان، مطالبين الفاتيكان بضرورة الاعتذار الفوري للدول والشعوب الاسلامية عما بدر من رئيسه.

وأكد معاليه أن اعضاء المجلس نوهوا بموقف المملكة الذي طالب الفاتيكان بتوضيح سريع وفوري عن حقيقة موقفه من الإسلام وتعاليمه واصدار توضيح جلي عن تلك التصريحات الصادرة التي أفضى بها رئيس الفاتيكان.

وأصدرت جمعية حقوق الانسان بيانا قالت فيه: ان الجمعية الوطنية لحقوق الانسان في المملكة العربية السعودية اطلعت على ما ذكره البابا بينديكت السادس عشر في محاضرته التي القاها في جامعة استينبرغ في ولاية بافاريا الالمانية والتي هاجم فيها الاسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

والجمعية إذ تأسف لصدور مثل هذه الأقوال من أكبر مرجع ديني في المسيحية، فانها تشعر بان مثل هذه الأقوال العدائية لا تخدم التعايش والسلم العالميين، كما انها تؤجج الصراع بين اتباع الأديان وتوسع الهوة التي تسببت فيها تصريحات بعض السياسيين الغربيين ومواقفهم المعادية للمسلمين وحقوقهم مما يعد انتهاكا واضحا لحقوق الانسان.

والجمعية الوطنية لحقوق الانسان في المملكة العربية السعودية تستنكر هذا التشويه المتعمد للدين الاسلامي الذي اختاره الله خاتما للأديان وأعلى فيه من شأن العلم وأهله والجمعية تطالب غير المسلمين باحترام هذا الدين وتدعو البابا للاعتذار عما صدر منه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير