عجبا للمسيح بين النصارى والى الله ولدا نسبوه
أسلموه إلى اليهود و قالوا إنهم من بعد قتله صلبوه
فلئن كان ما يقولون حقا وصحيحا فأين كان أبوه
حين خلى ابنه رهين الأعادي أتراهم أرضوه أم أغضبوه
فإذا كان راضيا بأذاهم فاشكروهم لأجل ما صنعوه
وإذا كان ساخطا غير راضٍ فاعبدوهم لأنهّم غلبوه
والذي يدلّك على سخف عقولهم، أن ّالصليب الذي ينبغي أن يحرقوه،ويهينونه لأنهّ قد صُلب عليه إلههُم ـ كما يزعمون ويكفرون ـ يحترمونه غاية الإحترام، بل يقدّسونه ويعبدونه!!
والعجب من هذا المفتري الأفّاك، المرتكس بالضلالات السخيفة، أن ينتقد عقيدة التوحيد الإسلامية، في نقاءها الألاّق، بالحقّ البراقّ،
عقيدة التوحيد التي نزل بها أوّل الأنبياء آدم عليه السلام، وتسلسلت عبر موكب الأنبياء، إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، بضياءها، وصفاءها، وحلاوتها، تشرق بها الفطر السليمة، وتشع بأنوارها القلوب المستقيمة،
{قُلْ ْيَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: واصفا أمّة النصارى المحرّفة لدين المسيح عليه السلام:
(المثلثة أمة الضلال،وعباد الصليب، الذين سبوا الله الخالق مسبة ما سبه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد، الأحد، الفرد، الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ولم يجعلوه أكبر، من كلّ شيء، بل قالوا فيه ماتكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض،وتخر الجبال هدا.
فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح أبنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته، والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى، إلى أن قتل ومات، ودفن، فدينها عبادة الصلبان، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر، والأصفر،في الحيطان، يقولون في دعائهم: يا والدة الإله ارزقينا! واغفري لنا، وارحمينا، فدينهم شرب الخمور، وأكل الخنزير، وترك الختان، والحلال ما حلله القس، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب وينجيهم من عذاب السعير) .. إنتهى من هداية الحيارى لإبن القيم.
ووالله، إنيّ لأحسب هذا البابا المزعوم، يعلم علم اليقين أن محمدا صلى الله عليه وسلم، هو الرسول الحق الذي بشر به عيسى عليه السلام وأمر بإتباعه، ولكنّه يجحد، كما جحد الذين من قبله،
وتعالوا لنقرأ هذه الشهادة من أحد الأساتذة في علم اللاهوت، الإستاذ ابراهيم فلوبرس، يتحدث عن قصة إسلامه:
(بعد ذلك ـ أي بعد التحاق ابراهيم فلوبرس الأستاذ بكلية اللاهوت، بكلية اللاهوت 1945م ـ درسنا مقدمات العهد القديم والجديد، والتفاسير، والشروحات، وتاريخ الكنيسة، ثم تاريخ الحركة التبشيرية، وعلاقتها بالمسلمين، وهنا نبدأ دراسة القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، ونتجه للتركيز على الفرق التي خرجت عن الإسلام أمثال الإسماعيلية، والعلوية، والقاديانية، والبهائية … وبالطبع كانت العناية بالطلاب شديدة ويكفي أن أذكر بأننا كنا حوالي 12 طالباً وُكّل بتدريسنا 12 أستاذاً أمريكياً و7 آخرين مصريين، كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا المستقبلية مع المسلمين ونستخدم معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن … والإسلام بالنقاط السوداء في تاريخ المسلمين! كنا نحاور الأزهريين وأبناء الإسلام بالقرآن لنفتنهم، فنستخدم الآيات مبتورة تبتعد عن سياق النص، ونخدم بهذه المغالطة أهدافنا ... واستفادنا من كتابات عملاء الاستشراف أمثال طه حسين الذي استفادت الكنيسة من كتابه (الشعر الجاهلي) مائة في المائة، وكان طلاب كلية اللاهوت يعتبرونه من الكتب الأساسية لتدريس مادة الإسلام!
وعلى هذا المنهج كانت رسالتي في الماجستير تحت عنوان (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين) سنة 52 والتي أمضيت 4 سنوات في إعدادها من خلال الممارسة العملية للوعظ والتبشير بين المسلمين من بعد تخرجي عام 48.
¥