[رد شبهة: مسلمي الأمم السابقة لا يوفون ثلث الجنة فيدخلها غير المسلمين!!]
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 06:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال بعض من يثيرون الشبه ويتركون المحكمات من النصوص هداهم الله:
المسلمون الآن مليار وثلث, وعلى افتراض أن أكثرنا في الجنة, فعند النظر للأحاديث الواردة في أن هذه الأمة نصف أو ثلثي أهل الجنة كما في بعض الروايات نتسائل من أين سيأتي الثلث الباقي وهو يمثل مئات الملايين من البشر؟
هل فعلا كان هناك من أتباع باقي الأنبياء هذا العدد الهائل مع كون الأمم السابقة قليلة, وإنما حصلت كثافة البشر في هذه الأزمان المتأخرة, كما نعلم قلة من اتبع الأنبياء من الأمم السابقة, فبالتالي يمكن القول بأن الجنة سيدخلها غير المسلمين برحمة الله! كاليهود والنصارى ممن بعد البعثة حيث أن أعدادهم كبيرة يتصور أن تصل لهذا العدد!!
هكذا نقل لي أحدهم أنه دخل في نقاش مع رجل طرح هذه الشبهة, وكان الجواب حينها بأن هذا من المتشابه وأن النصوص المحكمة تبين أنه اليهود والنصارى في النار.
وهذا رد فيه شيء من التفصيل لهذه الشبهة
فبعد التسليم بأن الجنة سيدخلها المليارات من المسلمين, وأن ثلث هذا العدد والذي هو مئات الملايين أو أكثر سيكون من غير أمة محمد أمة الإجابة.
فإن هذا لا يلزم منه أن من سيدخلها من غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم من غير المسلمين سواء كانوا من أمة الدعوة أو الأمم السابقة, وإثبات ذلك من ستة أوجه:
الوجه الأول: أن النصوص المحكمة دلت على كفر اليهود والنصارى وكل من اتخذ غير الإسلام دينا وخلودهم في النار, وهذا لا يحتاج لتقرير لذا نكتفي بدليلين من الكتاب ودليل من السنة: قال تعالى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا سورة النساء, فكل من كفر ببعض الرسل فهو الكافر حقا وإن آمن ببعض. وقوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} آل عمران 58
وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يسمع أحد من هذه الأمة يهوديا أو نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا أدخله الله النار) أخرجه مسلم.
الوجه الثاني: أن ذات الدليل الذي استشهد به صاحب الشبهة ينقض شبهته:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " .. والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة, وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة .. " متفق عليه: أخرجه البخاري 6528 ومسلم 377.
فنفس دليله تضمن نفي دخول غير المسلم للجنة.
الوجه الثالث: أن نفس دليله تضمن نقض أصله الذي بنى عليه شبهته, وهو أن عدد الأمم السابقة قليل بالنسبة لعدد أمة محمد:
فالحديث صرح بعكسه: ففي حديث عبد الله بن مسعود السابق:
" .. والذي نفس محمد بيده, إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة, وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة, وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود, أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر " وفي رواية: " ما أنتم في ما سواكم من الأمم إلا كالشعرة السوداء ... " مسلم 388
وكذا من حديث أبي سعيد الخدري المتفق عليه والذي أخرجه البخاري في الرقاق برقم 6530 وفيه " إن مثلكم في الامم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود, أو كالرقمة في ذراع الحمار " وقد أخرجه مسلم 379 و380 وفيه " إن مثلكم في الأمم " وفيه 380: " ما أنتم يومئذ في الناس " وفيه في رواية جرير عن الأعمش: " إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود. أو كالرقمة في ذراع الحمار " وفي رواية وكيع وأبو معاوية عن الأعمش: " ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود.
الوجه الرابع: أن ما دل عليه الحديث الذي استدل به صاحب الشبهة من نقض أصله الذي بنى عليه شبهته, قد دلت عليه الأحاديث الأخرى التي بمعناه مثل:
¥