تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن هذا الدين كل لا يتجزأ، فمن رام النهوض به، فلينهض به جميعاً، ولا يقتصر على جانب، ويغفل آخر، وإنما القضية في البداءة بالأهم، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل، وبغير هذا فكل إصلاح مهما عظم وبذل له من الأوقات والجهود والأموال فلن يؤتي ثماراً جيدة، وقد يجد البعض نفسه يدور في حلقة مفرغة، كلما أراد الخروج منها عاد من حيث بدأ، فينقضي العمر، ويذهب الزمن، دون حصول مأمول، ولا دفع مكروه.

على شباب الصحوة أن يضعوا نصب أعينهم مهمة عظيمة ألا وهي إعادة الأمة إلى سابق عهدها من الرفعة والعزة والقيام بما أوجب الله عليها من المسؤولية الكبيرة وهي إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وكونها أمة وسطاً تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله على حد قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).

يجب أن يعي الدعاة إلى الله تلك المقالة العظيمة التي أطلقها الإمام مالك -رحمه الله- إمام دار الهجرة عندما قال: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).

إن صلاح أمتنا لن يكون بغير الإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله كما قال عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقد ربط الله مصيرنا بهذا الدين، فلا قيام لنا، ولا قوة لنا، ولا بركة فينا إن تخلينا عنه كما قال الله تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين). وقال تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.

ويقول في جانب البركة والخيرات: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}. والمقصود: أن علماء الإسلام، ودعاته، وطلاب العلم عليهم واجب عظيم في نصر الدين، ونشره بين الناس خاصتهم وعامتهم. وعلى العلماء خاصة أن يتقوا الله في علمهم، وأن يباشروا مهمة الدعوة بأنفسهم، وأن يوجهوا طلاب العلم، والدعاة ويبصروهم بما يصلحهم في أنفسهم، وبما يصلح دعوتهم ويكفل لها الاستمرار على هدي من كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بخطى ثابتة، وسيرة حميدة، وعلى طلاب العلم والدعاة أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أهل العلم، وفي عامة الناس، وأن يسلكوا في دعوتهم جانب الرفق واللين، ومداراة الناس بما لا يترتب عليه مفسدة في الدين، كما يجب عليهم أن يسلكوا السبيل نفسه مع اخوانهم الدعاة الآخرين، وأن يحيوا النصيحة بينهم ملتزمين جانب الرفق واللين، مبتعدين عن التعنيف، والتبكيت. على حد قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه} أخرجه مسلم من حديث عائشة.

هذا والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يردهم إليه رداً جميلاً.

ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 05:05 م]ـ

لابد الدعوة إلى التوحيد ..

وبارك الله فيك أخي الكريم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير