[ما هو الغرض من الاتيان ب (لا) في قوله لا أقسم بيوم القيامة]
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:25 ص]ـ
[ما هو الغرض من الاتيان ب (لا) في قوله لا أقسم بيوم القيامة]
وهل من عادة العرب عند القسم ان تسبق المقسم به بلا وبارك الله فيكم
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:28 ص]ـ
ذكر الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح رسالته (أصول في التفسير) أن العلماء علي ثلاثة أقوال في هذه المسألة
1 - (لا) زائدة وجاءت للتوكيد
2 - (لا) للتنبيه يعني تقدريها (لا) انتبه , ثم يقسم (أقسم بيوم القيامة)
3 - (لا) للنفي لتدل علي أن الأمر واضح لا يحتاج إلي قسم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 11:50 ص]ـ
تلخيص معناها عند الشيخ الشنقيطي من كلام الشيخ عطية سالم، قال:
خلاصة ما ساقه رحمة الله تعالى علينا وعليه:
قال: الجواب عليها من أوجه:
الأول، وعليه الجمهور أن لا هنا صلة على عادة العرب، فإنها ربما لفظت بلفظة لا من غير قصد معناها الأًلي، بل لمجرد تقوية الكلام وتوكيده كقوله:
ما منعك إذا رأيتهم ضلوا ألا تتبعني. يعني أن تتبعني.
وقوله: لئلا يعلم أهل الكتاب.
وقوله: فلا وربك لا يؤمنون.
وقول امرئ القيس:
فلا وأبيك ابنة العامري ... لا يدع القوم أني أفر
يعني وأبيك، وأنشد الفراء لزيادة لا في الكلام الذي فيه معنى الجحد، قول الشاعر:
ما كان يرضى رسول الله دينهم ... والأطيبان أبو بكر ولا عمر
يعني وعمر، وأنشد الجوهري لزيادتها قول العجاج:
في بئر لا حور سرى وما شعر ... فإفكه حتَّى رأى الصبح شجر
والحور: الهلكة: يعني في بئر هلكة، وأنشد غيره:
تذكرت ليلى فاعترَتني صبابة ... وكاد صميم القَلب لا يتقطع
والوجه الثاني: أن لا نفي لكلام المشركين المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: أقسم: إثبات مستأنف.
وقيل: إن هذا الوجه، وإن قال به كثير من العلماء، إلا أنه ليس بوجيه عندي، لقوله تعالى في سورة القيامة {وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوامة}، لأن قوله {وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوامة} يدل على انه لم يرد الإثبات المستأنف بعد النفي بقوله أقسم والله تعالى أعلم.
الوجه الثالث: أنها حرف نفي أيضاً ووجهه أن إنشاء القسم يتضمن الإخبار عن تعظيم المقسم به. فهو نفي لذلك الخبر الضمني على سبيل الكناية. والمراد أنه لا يعظم بالقسم، بل هو في نفسه عظيم أقسم به أولاً. وهذا القول ذكره صاحب الكشاف وصاحب روح المعاني، ولا يخلو عند يمن نظر.
الوجه الرابع: أن اللام لام الابتداء، أشبعت فتحتها. والعرب ربما أشبعت الفتحة بألف والكسرة بياء والضمة بواو. ومثاله في الفتحة قول عبد يغوث الحارث:
وتَضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قَبلي يَسيرا يمانيا
فالأصل: كأن لم تر، ولكن الفتحة أشبعت.
وقول الراجز:
إذا العجوز غضبت فطلق ... ولا ترضاها ولا تملق
وقول عنترة في معلقته:
ينباع من ذفري غضوب جسرة ... زيافة مثل العتيق المكدم
فالأصل ينبع، يعين العرق ينبع من الذفري من ناقته، فأشبعت الفتحة فصارت ينباع، وقال: ليس هذا الإشباع من ضرورة الشعر.
ثم ساق الشواهد على الإشباع بالضمة والكسرة، ثم قال: يشهد لهذا لوجه قراءة قنبل: لأقسم بهذا البلد بلام الابتداء، وهو مروي عن البزي والحسن. والعلم عند الله تعالى اهـ. ملخصاً.
فأنت ترى أنه رحمة الله قدم فيها أربعة أوجه صلة، ونفي الكلام قبلها، وتأكيد للقسم، ولام ابتداء. واستدل له بقراءة قنبل أي لأقسم متصلة، أما كونها لام ابتداء لقراءة قنبل والحسن، فقد تقدم أن ابن جرير لا يستجيز هذه القراءة لإجماع الحجة من القراء على قراءتها مفصولة {لا} أقسم.
ولعل أرجح هذه الأوجه كلها أنها لتوكيد القسم، كما ذكر ابن جرير عن نحويي الكوفة والله تعالى أعلم.
" أضواء البيان "