تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بإطلاق العنان لشهوات النفس؟ أم على لبس الجديد أم على ماذا يا ترى؟ وتذكر لحظتها كلمة سمعها في خطبة العيد العام الماضي: ليس العيد لمن لبس الجديد، ولكنه لمن رضي عنه ربُّ العبيد، وأعتقه من العذاب الشديد ...

طافت به هذه التساؤلات وهو يقلب طرفه في أولئك الصالحين والعباد وهو يتذكر ما قرأه في بعض الكتب، وهو أن الصالحين يفرحون بالعيد لتمام نعمة الله عليهم ببلوغ الشهر وتمامه، والرجاء يحدوهم من الرب الكريم أن يقبله منهم! وتذكر تلك الكلمة التي سمعها من إمام المسجد، والتي كان الإمام يحيى بن أبي كثير يقولها إذا جاء شهر رمضان: اللهم سلمني لرمضان وسلم لي رمضان، وتسلمه مني مُتقبلا.

خرج صاحبنا من مصلى العيد، وهو يعد نفسه الوعود الصادقة، ويمنيها بالعزمات الأكيدة، ويقول في نفسه: لئن أحياني الله تعالى إلى رمضان القادم ليَرينَّ اللهُ ما أصنع!! ولأعيشنَّ هذه الفرحة التي عاشها الصالحون العاملون ...

هذه ـ أخي الحبيب ـ مشاعر نادم على التفريط، جالت في ذهنه وبسرعة وهو في مصلى العيد ينتظر الصلاة مع المسلمين في عيد الفطر الماضي ...

وهي بالتأكيد مشاعر كل مؤمن في قلبه حسٌ وإدراك لفضائل هذا الشهر الكريم، ومناقبه وعظيم منزلته عند الله ..

ودارت الأيام، وأقبل شهر رمضان، وهاهو اليوم ينقل لكم عزمه وتصميمه ـ بإذن الله ـ على استغلال أيام وليالي هذا الشهر المبارك بكل ما يستطيع!.

ومما زاد من عزمه وتصميمه أنه نظر من حوله، فإذا الموت قد أخذ واحداً من أفراد عائلته، وشخصاً من حيهم الذي يسكن فيه، كما أن زميله في العمل أو الدراسة قد وافته هو الآخر منيتُه .. كل ذلك جعله يحمد الله أن أمهله حتى وصل إلى هذا اليوم راجياً من ربه أن يبلغه الشهر الكريم، فقد تقطع قلبه شوقاً إليه ...

وما له لا يشتاق، وهو يسمع فضائله العظيمة، ومناقبه الكبيرة؟ أليس هو شهر القرآن، والرحمة والدعاء، والمغفرة، والرضوان؟!

ما له لا يشتاق، بل لو تقطع قلبه شوقاً لما كان ـ وربي ـ ملوماً، وهو يسمع قول الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "؟ "ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"؟ "ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"؟

أَيُلام هذا؟! وهو يعلم أن الذي يعده بهذه الكنوز ليس قناة فضائية ولا صحيفة سيارة، بل الذي يعده هو محمد -صلى الله عليه وسلم-؟!.

أًيُلام هذا على شوقه، وهو يسمع حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين " ...

لا تلوموه ـ يا أحبة ـ فهو يعلم أن أبواب الجنة ما فتحت، وأن أبواب النار لم تغلق من أجل الملائكة! ولا من أجل الجبال! ولا من أجل الشجر! ولا من أجل الدواب! بل فتحت أبواب الجنة من أجله هو وإخوانه المؤمنين إنسهم وجنهم ...

نعم! من أجله هو من بين مخلوقات السماوات والأرض! ولا أغلقت أبواب النار إلا لأجله هو ... أفَيُلامُ هذا على فرحه وسروره وغبطته وحبوره؟!

من ذا الذي يلومه؟! وهو يسمع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات" وقد علم أن القرآن ثلاثُمائة ألف حرف تقريباً، أي أنه في الختمة الواحدة له ثلاث ملايين حسنة! وفضل الله أوسع وأعظم ولسنا نعده ولا نحصيه، فإذا ضوعفت الحسنة إلى سبعمائة ضعف، فمن الذي يستطيع عد ذلك؟!.

فنسأل الله تعالى، وهو واسع الفضل والعطاء، ذو المن والجود والكرم والسخاء، نسأله أن يمن علينا وعلى أخينا الكريم باستغلال أيام العمر فيما يرضيه عنا، وأن لا يحرمنا فضله بذنوبنا، ولا نواله بسوء فعالنا، إن ربي لطيف لما يشاء، إنه هو العليم الحكيم.

ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 12:03 م]ـ

لله درك ياشيخ عمر .. ماأجمل ماكتبت!!

وكأني بك تقص شيئا من حالي .. وآمالي.

اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من المقبولين

ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 - 09 - 06, 12:20 م]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..

لله درُّك يا شيخ عمر.

جودةٌ في اقتناص الفوائد، وحسنُ عرضٍ للأوابد، وهكذا فلتكن الفرائد.

موفق أيها الشيخ الهمام، وإلى الأمام.

محبكم في الله

ـ[أبوأسامة عبدالله]ــــــــ[21 - 09 - 06, 01:32 ص]ـ

صدقت ووفقت أبا عبد الله، ولنا أمل أن تكتب سلسلة وقفات مع رمضان والفرآن في هذا الشهر المبارك ....

ـ[زيد الزعيبر]ــــــــ[21 - 09 - 06, 04:05 م]ـ

صدقت ووفقت أبا عبد الله، ولنا أمل أن تكتب سلسلة وقفات مع رمضان والفرآن في هذا الشهر المبارك ....

الإخوة الأفاضل إنما أنا ناقل للموضوع

ولست الشيخ نفسه

بارك الله فيكم

ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[23 - 09 - 06, 12:14 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 04:00 ص]ـ

وتذكر تلك الكلمة التي سمعها من إمام المسجد، والتي كان الإمام يحيى بن أبي كثير يقولها إذا جاء شهر رمضان:

اللهم سلمني لرمضان وسلم لي رمضان، وتسلمه مني مُتقبلا.

عجبا لهذا الضيف،وما يحدثه من أثر في النفوس، إذا أقبل من بعيد،إستبشرت لقدومه النفس مع خوف ورجاء،،و إذا أدبر ترك فيها حسرة الفراق و الندم لما قد فاتها من خيره و ضيعته من كرمه.

عجبا لضيف يكرم مضيفه،

عجبا لضيف تشتاق إليه ولم يأذن بعد للرحيل.

اللهم بلغنا رمضان،اللهم بلغنا ليلة القدر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير