تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث لا نكاح إلا بولي - رواية ودراية]

ـ[العملاق]ــــــــ[12 - 12 - 02, 06:52 ص]ـ

[حديث لا نكاح إلا بولي - رواية ودراية]

د. صلاح الدين بن أحمد الإدلبي

المدرس بكلية الدراسات العربية والإسلامية بدبي

ملخص البحث

المرأة المسلمة الصالحة القانتة يخطبها الخاطب إلى وليها، فيستأمرها الولي أو يستأذنها في أن يعقد لها عقد زواجها، فإذا رضيت الخاطب زوّجها منه وليها، ويمنعها الحياء أن تفكر بتزويج نفسها دون أن يعقد لها الولي أو من يأذن له.

ولكن هل من حقها أن تفعل؟! وهل لها الحق في أن تزوج نفسها دون الولي كما لها الحق في أن تتصرف بأموالها؟!

جمهور العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين على أنها لا تملك ذلك، وأنه لا بد من الولي أو من يأذن له الولي في عقد النكاح، وذهب نفر من أهل العلم إلى أنه يجوز لها ذلك إذا زوجت نفسها من كفء، لكنه لا يستحب. ولكن ألم يأت الحديث عن رسول الله e أنه قال: ((لا نكاح إلا بولي))؟! فهل صح سنده وثبتت نسبته؟

هذا ما دفعني إلى خوض غمار هذا البحث والكتابة في هذا الحديث: أولا من حيث الرواية بجمع طرقه وتتبع أسانيده، وثانيا: من حيث الدراية بدراسة تلك الأسانيد المتعددة الكثيرة لمعرفة ما صح سنده منها، ثم كان لا بد من استعراض مناقشة الإمام الطحاوي رحمه الله للاستدلال بهذا الحديث، وبيان رجحان ما فهمه الجمهور منه.

* * *

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على الرحمة المهداة والنعمة المُسْداة سيدنا محمد الصادق الأمين. وعلى آله الأبرار وأصحابه الأخيار والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد، فإن من أهم المسائل الفقهية التي تمس واقع المسلمين اليوم ما يتصل منها ببناء الأسرة المسلمة، وإقامة هذه اللبنة من لبنات صرح المجتمع الإسلامي.

ولا يمكن أن تنشأ الأسرة المسلمة إلا في ظل نظام الزواج، المؤسس على ما يرضي الله تعالى ورسوله e ) والله ورسوله أحق أن يرضوه ([التوبة 6].

ومما اتفقت عليه الأمة -في ذلك النظام التشريعي الرباني -أن الرجل الحر البالغ العاقل يمكنه أن يعقد بنفسه عقد نكاحه لنفسه، ولكن مما اختلفت فيه الأمة أن المرأة الحرة البالغة العاقلة هل يمكنها أن تعقد بنفسها عقد نكاحها لنفسها؟ أي دون وليها؟ أو لا بد من الولي يعقد لها أو يأذن في ذلك لمن يتوخى فيه حسن النيابة عنه؟

خضت غمار هذا البحث منطلقاً من الحديث النبوي ((لا نكاح إلا بولي))، وقسمته حسب الخطة التالية:

المبحث الأول: حديث ((لا نكاح إلا بولي)) من حيث الرواية.

المبحث الثاني: حديث ((لا نكاح إلا بولي)) من حيث الدراية.

- أهم نتائج البحث

وأسأل الله تعالى التوفيق والتسديد بفضله ومنه وكرمه.

المبحث الأول: حديث (لا نكاح إلا بولي) - من حيث الرواية

روي هذا الحديث عن النبي e من طريق جماعة من الصحابة، منهم أبو موسى الأشعري، وعبد الله بن المسجد الحرامعود، وعمران بن الحصين، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وعائشة، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأنس بن مالك، وأبو أمامة، وسمرة بن جندب، وضي الله عنهم.

فأما حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: فروي من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَبيعي ([1]) ويونس بن أبي إسحاق السَبيعي ([2])، وشَريك بن عبد الله النخعي ([3])، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله ([4]) وزهير بن معاوية ([5])، وقيس بن الربيع ([6])، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي ([7])، وأبي حنيفة النعمان ([8])، ورَقَبة بن مَصْقَلة العبدي ([9])، كلهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه أبي موسى الأشعري، عن رسول الله e أنه قال: ((لا نكاح إلا بولي)).

وروي كذلك من طريق سفيان الثوري ([10]) وشعبة بن الحجاج ([11]) عن أبي إسحاق السبيعي به.

وروي من طريق سفيان الثوري ([12]) وشعبة بن الحجاج ([13]) وأبي الأحوص سلام بن سليم ([14]) ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن النبي e مرسلا لم يذكروا فيه عن أبي موسى الأشعري.

فتبين من هذا أنه قد اختلف في إسناد هذا الحديث على أبي إسحاق وصلا وإرسالا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير