[منظومة (مشاهد من عبث المصلين في الصلاة) للحكمي (كاملة)]
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 12 - 02, 07:31 ص]ـ
السلام عليكم
هذه أرجوزة من نظم الشاعر عبد الله بن محمد الحكمي، تتألف من 165
بيتا في نقد ما يصدر عن بعض المصلين من عبث وتلهي أثناء الصلاة
أسأل الله أن ينفع بها، وللعلم فقد نزلت في شريط أنشده أحد
المنشدين من إصدار دار البلاغ
المقدمة:
أحمد من أرسل خير الرسل ... محمدا بخير وحي منزل
صلى عليه الله ما غيث همى ... ولاحت الورق على أيك الحمى
وآله وصحبه ومن سلك ... طريقهم وحاد عن درب الحلك
وبعد فالصلاة في الإسلام ... عموده تنهى عن الآثام
لكن ما نراه من إخلال ... بروحها في سائر الأحوال
يبعث في النفس شعور الأسف ... كذاك يدعونا إلى التخوّف
من عدم الإجلال للشعائر ... وعدم الخوف من الكبائر
لذا نظمت ما رأيت من خلل ... وحركات تسخط المولى الأجلّ
سبحانه يعلم كل ما خفي ... فاجتنب الإثم الجلي والخفي
فكان ذا النظم على بحر الرجز ... ملتمسا فيه سداداً من عوز
لعل فيه للنبيه تبصرة ... والله نسأل الهدى والمغفرة
والعون والتوفيق والإخلاص ... والتوبة النصوح والخلاص
الفصل الأول:
إن صلاة بعضنا عجيبة ... بعيدة عن الهدى غريبة
يأتي المصلّي هادئا رزينا ... يحفّه السكون مستكينا
حتى إذا ما كبّر الإمام ... فقل على صلاته السلام
لأنه قد ذهب السكون ... عنه وجاء المارد اللعين
لكل ما نسيه يذكّره ... وبالأمور الملهيات يأمره
فكم رأيت من مصلّ أعجب ... لفعله مثل الصغار يلعب
كأنه من شذب يشّذّب ... أو لدغته في الظلام عقرب
أو جاءه زعروره فأفزعه ... ثم بلسعه الشديد أوجعه
يصلح طاقيّته وغترته ... يزرر الثوب يشدّ لحيته
ينظر فيها أو لها يخلّل ... وتارة ينفضها ويفتل
وربما تسمع إذ يحكّها ... خشخشة لأنه يفركها
أما الحليق فلديه الشارب ... يفتله كأنه محارب
ويصلح الشرّاب حين يركع ... يرجع ما من جيبه قد يقع
عند السجود ويعدّ ما وقع ... من الريالات إذا الفدم رفع
لأنه قد جاءه إبليس ... يقول قد تنتقص الفلوس
يحصل ذا في المسجد الحرام ... عند صلاة الناس في الزحام
وبعضهم يشدّ شعر العنفقة ... حتى ترى شفته كالملعقة
ويصلح الأكمام والمرزاما ... كذا العقال إن جثى أو قاما
وبعضهم يرمي به أمامه ... يجرّه برجله قدّامه
لا يحسن الركوع كي لا يسقطا ... كذلكم يلبسه إن سقطا
وينفض الشماغ قصد التهوية ... كأنما صلاته للتسلية
يمسّها في سائر الأحوال ... كأن ذا من سنن الأفعال
يشدّها من خلفه وربّما ... كوّمها فوق العقال ربّما
مثل الجناحين ترى يديه ... قد نفح البخاخ من عطفيه
وتارة يرفعها أمامه ... لكي يقيم عابثا مرزامه
وتارة بطرفيها يلعب ... كما بذيله يجول الثعلب
وفي الجلوس مطلقا لا سيّما ... في جلستي تشهّديه فاعلما
يا ليتنا نترك لبس الغتر ... وشمغنا أبيضها والأحمر
ونلبس العمائم الكريمة ... تيجان أجدادكم القديمة
وبعضهم يفرقع الأصابعا ... يؤذي بذاك من يصلّي خاشعا
ويصلح السروال مع صدور ... صوت كصوت الوزغ الكبير
لا يسلم الخاشع من أذيته ... بالركل والدفع وسوء هيئته
ينظر للسقف مع التثاؤب ... مراوحا رجليه بالتناوب
وبعضهم يصدر للتثاؤب ... صوتا كصوت التيس في الزرائب
يقول ها ها ها بلا استنكاف ... ولا شعور منه بالإسفاف
وربما أردف بالعواء ... وذلكم من أقبح الأسواء
لا سيّما بين يدي ذي العرش ... القاهر الأعلى شديد البطش
وفي العواء قد أتى لا يعوي ... كذا التمطّي فادر والتلوّي
وبعضهم يمعن في الجشاء ... يحكي رغاء الناقة العجفاء
يفتح فاه وكذاك إن عطس ... آذاك بالصوت الشديد والنفس
لا يعرف الكظم ولا التخميرا ... فكن بهدي المصطفى بصيرا
وبعضهم لريقه يرتشف ... وشعر أنفه الخفيّ ينتف
مع التنخّم كذاك النحنحة ... وعبث بأنفه وكحكحة
يخرج ما في عينه وأنفه ... من قذر يدلكه بكفه
وقد رأيت من يقبل يده ... من بعد فرك العين فاعرف مقصده
وهو سلوك شائن مستقبح ... وفعله من المصلي أقبح
ويسحب المنديل حين يسجد ... إذا رأى علبته ويقعد
للامتخاط تارة والتفل ... وغير ذين من قبيح الفعل
وكل ذا يوقع في التخلف ... عن الإمام وهو إثم فاعرف
إذ وحده يسجد حين يرفع ... إمامه وذاك أمر مفزع
¥