قد جاء فيه عن رسول الله ... من الوعيد زاجر للاهي
تلكم صفات العابثين تحصل ... بين يدي مهيمن لا يغفل
الفصل الثاني:
أما رجال المال والأعمال ... فالأصل عندهم شرود البال
إلا القليل من ذوي الصلاح ... الصاعدين في ذرى الفلاح
فكم ترى يا حسرتا من قائم ... خلف الإمام وهو مثل النائم
يعبث في صلاته لا يدري ... كأنه في سنة أو سكر
بل ربما لم يدر هل للظهر ... أدى فيا ويلاه أو للعصر
يسابق الإمام بل لم يعلم ... ماذا تلاه يا له من مأثم
يعبث في الركوع والسجود ... وفي القيام فادر والقعود
يخلع نظارته إن سجدا ... كذلكم يلبسها إن قعدا
يهز رأسه يمسّ أذنه ... بل بعضهم يكون هذا ديدنه
يغمض عينيه وحينا يلمح ... وجيده يحكّه أو يمسح
ينظر في الساعات إن أطالا ... إمامه يا ويحه ويالا
وبعضهم للبشت دوما يصلح ... يضمه حينا وحينا يفتح
ويحمل النداء والجوالا ... فإن مشى أبصرته مختالا
لا يقفل الجوال حين يدخل ... لمسجد كذا النداء يهمل
من أجل أن يعرف من يتصل ... به وهذا مسلك لا يقبل
بل بعضهم يخرجه ليعرفا ... رقم الذي هاتفه وا أسفا
فكم بذا الفعل من الإخلال ... بطاعة الجبار ذي الجلال
والله إني قد رأيت واحدا ... وهو يصلي راكعا وساجدا
يحرك الثقاب في الأسنان ... منفذا وساوس الشيطان
يقرع رأسه ولم أدر السبب ... لذلك الفعل فقل ياللعجب
بين لي بعض الكرام السببا ... فقال لي يحك ذا لا عجبا
فقلت بل أعجب ثم أعجب ... ولا أزال حائرا أستغرب
نصحته لكنه لم يمتثل ... ورد رد هازل غير وجل
وتارة يلمس ما من نفسه ... وضوءه منتقض بلمسه
تراه لليسرى عليه واضعا ... وفوقها اليمنى وليس خاشعا
لا سيّما في هيئة الصلاة ... بين يدي منزّل الآيات
فهل بهذه الصلاة تبرأ ... ذمته كلا ومن ذا نرأ
لأنه من ربه لم يستح ... ومن يكن ذا شأنه لم يفلح
يبرك كالبعير في السجود ... بل إنه ينحط كالجلمود
ينظر في الكفين والأظافر ... يقرض قرض الفأر للدفاتر
يفعل ذا بعض الشباب فلمه ... هذي القذارة ألا يا قوم مه
بل إن بعض الشيب يفعلونه ... وأصبح الصغار يدمنونه
وكم ترى من عبث لا يمكن ... تعداده وفعله لا يحسن
كاللمس للجيوب في القيام ... والحك للأكف والأقدام
والانتقال من مكانه إلى ... سواه دون حاجة ألا فلا
والفرك لليدين كالمبرود ... والمسح للخدين كالمكمود
بل بعضهم تشعر باستخفافه ... وإن نصحت لجّ في سفسافه
يجمح دوما كبعير المعصرة ... أما يداه فكذيل البقرة
حين تذبّ الحشرات المؤذية ... عن جسمها وما قصدت التسوية
فهي محقة وهو مبطل ... وعن جميع ما جنا سيسأل
إن لم يتب إلى المهيمن العلي ... ويتّبع سبيل خير الرسل
صلى عليه ذو الجلال ما علا ... نجم وما أدجى ظلام وانجلى
الفصل الثالث:
وإن يكن من بلد الأفغان ... ومسلمي الهند وباكستان
لا بد من مس ذيول القمص ... يفعل هذا بعضهم فخصص
لكنه لم دونما تقدما ... أكرم بمن شرع الإله عظما
الفصل الرابع:
وبعضهم يفعل في السرّية ... فعل إمام القوم في الجهرية
يسلك ذا المسلك بعض الشيب ... مخالفين سنة الحبيب
صلى عليه ربنا وسلّما ... ما طمست شمس النهار الأنجما
كالجهر بالآيات والأذكار ... وفيه شغل للقريب الجار
وجلّهم يجمع بين الجهر ... والعبث المزري فلذ بالصبر
ولتسألن مولاك كشف الغمة ... وأن يمنّ بصلاح الأمة
الفصل الخامس:
أما صلاة النشأ فهي أشنع ... يشينها الإضحاك والتدافع
قد تركوا من دونما توجيه ... ودون تأديب ولا تنبيه
لذا رأينا كل ما لم يخطر ... في البال من فعل قبيح منكر
فهل أضعنا معشر الآباء ... أمانة الإصلاح للأبناء
وكم بليت بهم فأفسدوا ... علي ما به جميعا نسعد
وهو الخشوع للذي كلفنا ... جل وعز وإلينا أحسنا
لذا أصلي وسط العمال ... من بلد الهند أو البنغال
إذ نادر أن يعبثوا فلتعجب ... لما نرى في بلدي واستغرب
لكنهم بالثوم قد تبخروا ... والزيت والفلفل قد تعطروا
وإن هذا دون ذلك الخلل ... فلنتق الله ونحذر الزلل
فالعمل الكثير في الصلاة ... يبطلها فاحذر من السوءات
الفصل السادس:
وإنّ من أئمة المساجد ... من وقعوا في تلكم المصائد
وانفردوا بحركات جلّها ... مستهجن ولا يليق فعلها
فبعضهم أحدث في الجهرية ... ما لم يكن من قبل في البرية
¥