تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أقسام الناس في نصوص الصفات]

ـ[العزيز بالله]ــــــــ[13 - 12 - 02, 03:10 ص]ـ

[أقسام الناس في نصوص الصفات]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمدلله والصّلاة والسّلام على رسول الله وبعد:

فإنّ من المعلوم من دين الله بالضّرورة أنّ الله قد حصر طريق الهداية إليه في وحيه المنزّل على أنبيائه، وأنّه تعالى قد أرسل الرّسول ليبيّن للنّاس ما نُزّل إليهم، فاجتمع أنّه الحق محصور في العلم بالغيب والعمل بالشّرع في نصوص الكتاب العزيز، ونصوص السّنّة المشرّفة، وكلّ ما سوى ذلك فهو تبع لهما، كما قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}.

ولهذا تكفّل الله تعالى لهذه الأمّة بحفظ هذين الأصلين: فقال: {إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون}، وقال e : ( تركت فيكم ما لإن تمسّكتم به فلن تضلّوا أبداً كتاب الله)، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (قد أمرنا الله تعالى باتباع ما أنزل إلينا من ربنا وباتباع ما يأتي منه من الهدى وقد أنزل علينا الكتاب والحكمة كما قال تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به} والحكمة من الهدى قال تعالى: {وإن تطيعوه تهتدوا} والأمر باتباع الكتاب والقرآن يوجب الأمر باتباع الحكمة التي بعث بها الرسول وباتباعه وطاعته مطلقا. وقال تعالى: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} وقال تعالى: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم}.

وقد أمر بطاعة الرسول في نحو أربعين موضعا كقوله تعالى: {قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} وقوله تعالى: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين}، فهذه النصوص توجب اتباع الرسول وإن لم نجد ما قاله منصوصا بعينه في الكتاب كما أن تلك الآيات توجب اتباع الكتاب وإن لم نجد ما في الكتاب منصوصا بعينه في حديث عن الرسول غير الكتاب. فعلينا أن نتبع الكتاب وعلينا أن نتبع الرسول واتباع أحدهما هو اتباع الآخر) 1.

ثمّ إنّه بعد عصر الصّحابة رضي الله تعالى عنهم بدأ الخلاف يدبّ بين المسلمين، ونشأ عن ذلك حدوث الفرق الّتي أخبر بها الصّادق المصدوق e في الحديث المشهور: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).

وقد تنوّعت بدع هذه الفرق في شتى جوانب الدّني، فمنها المحدث في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته، ومنها المحدث في قدر الله ومشيئته وإرادته وعلمه، ومنها المحدث في أصحابه ومنها المحدث في الإيمان والأسماء، ومنهم المحدث في الزّهد والسّلوك، وغير ذلك كثير.

ولئن تباينت بدع تلك الفرق وتنوّعت وتباعدت، فإنّها كلّها تشترك في أمر واحد لازم لكلّ من أحدث في دين الله مالم يأذن به، ألا وهو: ترك الكتاب والسّنّة كمصدر للعلم والاهتداء، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى جعلوها قابلة لإعمال الفكر والنّقد بل والمعارضة تارة بالرّوغان عنها وتارة بالمواجهة والتّحدّي بل وبالرّدّ الصّريح أحياناً.

وإذا كان المجال هنا هو الكلام في جانب الأسماء والصّفات، فسنذكر بإذن الله تعالى أقسام النّاس في التّعامل مع نصوص الصّفات بشيء من الاختصار مع الحرص على عدم الإخلال بجزء من المادّة، والله الموفّق.

أوّلاً: نصوص الصّفات: نظرة عامّة.

من المعلوم أنّه لا يُعلم شيء من صفات الله تعالى وأسمائه إلاّ عن طريق النّصوص الشّرعيّة، وإذا كان شيء من هذه الصّفات يمكن أن يثبته العقل فإنّ الأصل فيه لابدّ أن يكون النّصوص والعقل تابع له، مع اعتقاد أنّ العقل الصّحيح لا يعارض النّقل الصّحيح.

وإذا كان كذلك، فيجب التّنبيه في هذا الباب إلى الآتي:

1. إنّ نصوص الصّفات أقسام:

. فمنها نصوص القرآن: وهي قطعيّة في ثبوتها وقطعيّة في دلالتها.

. ومنها نصوص السّنّة: وهذه منها المتواتر المستفيض وهو مفيد للقطع في ثبوته ودلالته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير