, و هو سيء الحفظ , لكن موافقته لأخيه في بعضه , و لحديث جابر في بعضه الآخر , دليل على أنه قد حفظ و الله أعلم.
التقاط الجمرات من منى لا المزدلفة
2144 - (عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة).
أخرجه مسلم (4/ 71) و النسائي (2/ 49) و البيهقي (5/ 127) و أحمد (1/ 210و213) عن أبي الزبير عن أبي معبد عن عبد الله بن عباس عن الفضل ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس حين دفعوا عشية عرفة و غداة جمع: "عليكم بالسكينة" , و هو كاف ناقته حتى إذا دخل منى فهبط حين هبط محسرا قال: فذكره. قال: و النبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده كما يخذف الإنسان. و صرح أبو الزبير بالتحديث في رواية لأحمد و غيره.
(فائدة): ترجم النسائي لهذا الحديث بقوله: "من أين يلتقط الحصى؟ " , فأشار بذلك إلى أن الالتقاط يكون من منى , و الحديث صريح في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمرهم به حين هبط محسرا , و هو من منى كما في رواية مسلم و البيهقي و عليه يدل ظاهر حديث ابن عباس قال: قال لي رسول الله غداة العقبة و هو على راحلته: هات القط لي , فلقطت له حصيات هن حصى الخذف , فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء , و إياكم و الغلو في الدين , فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. أخرجه النسائي و البيهقي و أحمد (1/ 215و247) بسند صحيح و وجه دلالته إنما هو قوله: " غداة العقبة " , فإنه يعني غداة رمي جمرة العقبة الكبرى , و ظاهره أن الأمر بالالتقاط كان في منى قريبا من الجمرة , فما يفعله الناس اليوم من التقاط الحصيات في المزدلفة مما لا نعرف له أصلا في السنة , بل هو مخالف لهذين الحديثين على ما فيه من التكلف و التحمل بدون فائدة!
وجوب الرمل على أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم
2573 - (ارملوا بالبيت ليرى المشركون قوتكم).
أخرجه أحمد (1/ 373): حدثنا روح حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن أيوب بن جبير عن # ابن عباس #: أن قريشا قالت: إن محمدا و أصحابه قد وهنتهم حمى يثرب , فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم العام الذي اعتمر فيه قال لأصحابه: فذكره , فلما رملوا قالت قريش: ما وهنتهم. هذا سند صحيح على شرط مسلم. و قد علقه البخاري في " صحيحه " (5/ 86) عن حماد بن سلمة به نحوه , و تابعه حماد بن زيد عن أيوب به نحوه , و لفظه: " و أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط , و يمشوا ما بين الركنين ليري المشركين جلدهم , فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم , هؤلاء أجلد من كذا و كذا! ". و في " المسند " (1/ 305) طريق آخر رواه عن أبي الطفيل عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل (مر الظهران) في عمرته بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشا تقول: ما يتباعثون من العجف! فقال أصحابه: لو انتحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحمه و حسونا من مرقه أصبحنا غدا حين ندخل على القوم و بنا جمامة , قال: " لا تفعلوا و لكن اجمعوا إلي من أزوادكم " , فجمعوا له و بسطوا الأنطاع فأكلوا حتى تولوا , و حثا كل واحد منهم في جراب , ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد - و قعدت قريش نحو الحجر - فاضطبع بردائه ثم قال: " لا يرى القوم فيكم غمزة " , فاستلم الركن ثم دخل حتى إذا تغيب عن الركن اليماني مشى إلى الركن الأسود , فقالت قريش: ما يرضون بالمشي , إنهم لينقزون نقز الظباء , ففعل ذلك ثلاثة أطواف فكانت سنة , قال أبو الطفيل: و أخبرني ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في حجة الوداع. و سنده صحيح على شرط مسلم أيضا. و أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " (3/ 3 / 1) من الوجهين. و رواه مسلم (4/ 64) من طريق الجريري عن أبي الطفيل نحوه. و هو مخرج في " الإرواء " (4/ 315). ثم روى من طريق عطاء عن ابن عباس قال: " إنما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم و رمل بالبيت ليري المشركين قوته ".
¥