من علامات المهدي
2293 - (منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه).
عزاه السيوطي في "الجامع" لأبي نعيم في "كتاب المهدي" عن أبي سعيد و قال المناوي: "و فيه ضعف". و أقول: لم يتيسر لي حتى الآن الوقوف على
إسناده , و مع ذلك فالحديث عندي صحيح لأنه جاء مفرقا في أحاديث. أما أنه من أهل البيت , ففيه ثلاثة أحاديث:
الأول: من حديث أم سلمة. أخرجه أبو داود وغيره بسند صحيح , و هو مخرج في "الضعيفة" تحت الحديث (80) , و في "الروض النضير" (2/ 54).
الثاني: من حديث علي , و هو مخرج في "الروض" أيضا (2/ 53).
الثالث: من حديث أبي سعيد , و هو مخرج في "الروض" أيضا و في "المشكاة" (5454).
و أما صلاته بعيسى عليه السلام , ففيه حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا. "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة , قال: فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال: صل لنا , فيقول لا , إن بعضكم على بعض أمراء , تكرمة الله هذه الأمة ". أخرجه مسلم و غيره , و قد سبق تخريجه برقم (1960). و له شاهد من حديث عثمان بن أبي العاص مرفوعا بالشطر الثاني مطولا. أخرجه أحمد (4/ 216 - 217) و الحاكم (4/ 478) و قال: "صحيح الإسناد". و رده الذهبي بأن المحفوظ أنه من رواية علي بن زيد بن جدعان وحده. يعني و هو ضعيف. و في الباب أحاديث أخرى فيها التصريح بأن الإمام الذي يصلي خلفه عيسى عليه السلام إنما هو المهدي , تراها في " العرف الوردي " للسيوطي (ص81, 83, 84) , و قد مضى منها حديث جابر قريبا (2236). و ختم السيوطي ذلك بما نقله عن أبي الحسن السحري (!): " قد تواترت الأخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيء المهدي و أنه من أهل بيته , ... و أنه يخرج مع عيسى بن مريم , فيساعده على قتل الدجال ... و أنه يؤم هذه الأمة , و عيسى يصلي خلفه ... ".
غزو الكعبة والخسف بالجيش الغازي
2432 - (لا تنتهي البعوث عن غزو هذا البيت , حتى يخسف بجيش منهم).
(فائدة): اعلم أنه لا منافاة بين هذا الحديث و الحديث المتقدم (2427): "لا تغزى مكة بعد إلى يوم القيامة " لأن المثبت من الغزو في هذا غير المنفي في
ذاك , ألا ترى إلى تفسير سفيان إياه بقوله: "إنهم لا يكفرون أبدا و لا يغزون على الكفر".و يؤيده قوله في هذا الحديث: "يخسف بجيش منهم".
فهو صريح في أن هذا الجيش من الكفار , أو البغاة , و إن كان فيهم مؤمنون مكرهون , فهم يؤمون البيت ليغزوا من فيه من المسلمين , فلا تعارض , و الحمد لله.
الفتنة من العراق
2494 - (ألا إن الفتنة ههنا , ألا إن الفتنة ههنا [قالها مرتين أو ثلاثا] , من حيث يطلع قرن الشيطان , [يشير [بيده] إلى المشرق , و في رواية: العراق]).
هو من حديث ابن عمر و له عنه طرق:
الأولى: عن نافع عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو مستقبل المشرق يقول: فذكره. أخرجه البخاري (2/ 275و4/ 374) و مسلم (8/ 180 - 181) و أحمد (2/ 18و92) من طرق عنه. و السياق و الزيادة الأولى لمسلم. و في رواية لأحمد: "كان قائما عند باب عائشة فأشار بيده نحو المشرق". و هو رواية لمسلم. و لفظ البخاري في الموضع الأول المشار إليه: "قام خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة". و في أخرى لمسلم: عند باب حفصة. و هي شاذة عندي.
الثانية: عن سالم عنه مثل رواية نافع الأول إلا أنه كرر الجملة ثلاثا و قال فيها: "ها" , بدل: "ألا". أخرجه البخاري (2/ 384و4/ 374) و مسلم أيضا و الترمذي (2/ 44) , و قال: "حسن صحيح". و أحمد (2/ 23و40و72و140و143) و السياق له في رواية و كذا مسلم و في إحدى روايتي البخاري: "و هو على المنبر .. يشير إلى المشرق". و في الأخرى: "قام إلى جنب المنبر فقال ... ". و في أخرى لأحمد: "صلى الفجر فاستقبل مطلع الشمس , فقال ... ". و إسناده صحيح. و في أخرى له و لمسلم من طريق عكرمة بن عمار عن سالم بلفظ: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال: "رأس الكفر من ههنا ... ". لكن عكرمة فيه ضعف من قبل حفظه , فلا يحتج به فيما يخالف الثقات. و في أخرى لأحمد قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق: ها إن الفتنة ... " الحديث بتمامه. و هو رواية لمسلم. و يشهد لها رواية أخرى له من طريق ابن فضيل
¥