تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - البقرة (286) , 2 - آل عمران (200)

3 - النساء (176) , 4 - المائدة (120)

5 - الأنعام (165) , 6 - الأعراف (206)

7 - التوبة (129).

ايزار المؤمن

2506 - (ما استجار عبد من النار سبع مرات في يوم إلا قالت النار: يا رب إن عبدك فلانا قد استجارك مني فأجره , و لا يسأل الله عبد الجنة في يوم سبع مرات إلا قالت الجنة: يا رب! إن عبدك فلانا سألني فأدخله الجنة)

(فائدة): لقد اعتاد بعض الناس في دمشق و غيرها التسبيع المذكور في هذا الحديث جهرا و بصوت واحد عقب صلاة الفجر , و ذلك مما لا أعلم له أصلا في السنة المطهرة , و لا يصلح مستندا لهم هذا الحديث لأنه مطلق , ليس مقيدا بصلاة الفجر أولا , و لا بالجماعة , و لا يجوز تقييد ما أطلقه الشارع الحكيم , كما لا يجوز إطلاق ما قيده , إذ كل ذلك شرع يختص به العليم الحكيم. فمن أراد العمل بهذا الحديث , فليعمل به في أي ساعة من ليل أو نهار , قبل الصلاة , أو بعدها. و ذلك هو محض الاتباع , والإخلاص فيه. رزقنا الله تبارك و تعالى إياه. و أما حديث: " إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم: "اللهم أجرني من النار" سبع مرات .. " الحديث , فهو ضعيف كما تراه محققا في "الضعيفة" (1624) فلا تغتر بمن حسنه , فإنها زلة عالم , و لا بمن قلده , فإنه لا علم عنده. ثم طبع "مسند أبي يعلى" بتحقيق الأخ حسين سليم أسد , فإذا به يضيف حديث الترجمة! و يقول في التعليق عليه: "إسناده ضعيف , يونس هو ابن خباب , قال يحيى بن سعيد: كان كذابا .. ". ثم أفاض في نقل أقوال الأئمة في تضعيف يونس هذا , ثم نقل عن "مجمع الزوائد" (10/ 171) أنه قال: "رواه البزار , و فيه يونس بن خباب , و هو ضعيف".

قلت: أصاب البزار , و أخطأ المعلق المشار إليه خطأ فاحشا , و خلط خلطا قبيحا بين راويين , أحدهما ثقة , و هو يونس بن يزيد الأيلي في إسناد أبي يعلى , و الآخر واه , و هو يونس بن خباب , و ذلك لمجرد التقائهما في الاسم و الطبقة , و إن اختلف شيوخهما والرواة عنهما! و الواجب في مثل هذا التأني و التحري في شأنهما حتى يتمكن من التعرف على شخصيتهما , و إلا وقع في الخطأ و لابد , كما حصل للمشار إليه ذلك لأن البزار رحمه الله قد ساق الحديث بأسانيد له عن يونس بن خباب كما في "كشف الأستار" (4/ 51) منها قوله: و حدثنا يوسف بن موسى: حدثنا جرير بن عبدالحميد عن ليث عن يونس بن خباب عن أبي علقمة عن أبي هريرة به. و من هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (1/ 9/68) من طريق أخرى عن جرير به , إلا أنه وقع فيه: "أبي حازم بن يونس". و أظن أن قوله: " ابن يونس " خطأ من الناسخ أو الطابع , فإنه في "حادي الأرواح" على الصواب من الطريق نفسها. على أن قول يونس بن خباب: "عن أبي حازم" غير محفوظ عن يونس و الظاهر أنه من تخاليط ليث , و هو ابن أبي سليم , كان تارة يرويه هكذا , و تارة عن أبي علقمة , كما في رواية البزار , و هو الصواب عن يونس , لأنه كذلك هو في الطرق و الأسانيد المشار إليها عند البزار. و يؤيده طريق أخرى عند الطيالسي في " مسنده " قال (2579): حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال: سمعت أبا علقمة - قال شعبة: حدثني يونس بن خباب سمع أبا علقمة عن أبي هريرة - و لم يرفعه يعلى إلى أبي هريرة قال: قال: "من سأل الله الجنة سبعا قالت الجنة .. " الحديث. فقد دارت الطرق الصحيحة على يونس بن خباب عن أبي علقمة عن أبي هريرة , بينما طريق أبي يعلى تدور على جرير بن حازم الذي لم يذكر في تلك الطرق عن يونس , فتبادر في ذهن ذلك المعلق أن يونس في هذه الطريق هو يونس بن خباب في تلك الطرق , و ليس كذلك , لاحتمال أن يكون راويا آخر متابع , و هذا هو الراجح , لأن جرير ابن حازم من المعروف من ترجمته أنه يروي عن يونس بن يزيد الأيلي كما تقدم , فهذا هو ملحظ أولئك الحفاظ الذين صرحوا بصحة الحديث , و أنه على شرط الصحيحين. فهل خفي هذا على ذاك المعلق فوقع في الخطأ , أم أصابه غرور بعض الشباب بما عندهم من علم ضحل بهذا الفن الشريف؟! ذلك ما لا أدريه , و لكنني فوجئت بمعلق آخر اطلع على تصحيح الحفاظ المشار إليهم , و هم ضياء الدين المقدسي , و المنذري , و ابن القيم , بل و أضاف إليهم رابعا , و هو الحافظ ابن كثير! ثم أخذ يرد عليهم بأن يونس بن خباب ليس من رجال الشيخين ,

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير