و بأنه متكلم فيه , قال: " فالإسناد ضعيف واه " ذلك هو المعلق على كتاب أبي نعيم المتقدم ذكره: "صفة الجنة". لقد كان يكفي لردع هذا الشاب عن تسرعه في الرد على أولئك الحفاظ و تخطئتهم , أن يفكر قليلا في السبب الذي حملهم على تصحيح الحديث , إنه لو فعل ذلك لوجد أن الصواب معهم , و أنه هو المخطىء في مخالفتهم , و لكن المصيبة إنما هي التزبب قبل التحصرم. والله المستعان , و لا حول و لا قوة إلا بالله.
المراد بالسبعة أحرف سبع لغات في حرف واحد و كلمة واحدة باختلاف الألفاظ و اتفاق المعاني
2581 - (اقرأ القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف).
و في ذلك بيان أن المراد بالسبعة أحرف سبع لغات في حرف واحد و كلمة واحدة باختلاف الألفاظ و اتفاق المعاني , كما شرحه و بينه بيانا شافيا الإمام الطبري في مقدمة تفسيره , كما أوضح أن الأمة ثبتت على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية , و أنه ليس هناك نسخ و لا ضياع , و أن القراءة اليوم على المصحف الذي كان عثمان رضي الله عنه جمع الناس عليه , في كلام رصين متين , فراجعه , فإنه مفيد جدا.
الدعاء هو العبادة
2654 - (من لم يدع الله يغضب عليه).
للحديث شاهدين من حديث أنس , و النعمان بن بشير.
1 - أما حديث أنس فيرويه حماد بن عبد الرحمن الكلبي , عن المبارك بن أبي حمزة عن الحسن عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عن ربه عز وجل: " يا ابن آدم! إنك إن سألتني أعطيتك , و إن لم تسألني أغضب عليك ". أخرجه الطبراني في " الدعاء " (رقم 24). و حماد , وابن أبي حمزة ضعيفان.
2 - أما حديث النعمان , فهو بلفظ: " الدعاء هو العبادة
" , ثم قرأ: * (و قال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) *. أخرجه أصحاب السنن و غيرهم , و صححه ابن حبان و الحاكم و الذهبي و غيرهم , و هو مخرج في " أحكام الجنائز " (ص 246 / المعارف) , و"صحيح أبي داود" (1329) , و " الروض النضير " (888).
و إن مما لا شك فيه أن الاستكبار عن عبادته تعالى و دعائه يستلزم غضب الله تعالى على من لا يدعوه , فشهادة هذا الحديث لحديث الترجمة شهادة قوية لمعناه دون مبناه.
و قد غفل عن هذه الأحاديث بعض جهلة الصوفية أو تجاهلوها , بزعمهم أن دعاء الله سوء أدب مع الله , متأثرين في ذلك بالأثر الإسرائيلي: " علمه بحالي يغني عن سؤاله "! فجهلوا أن دعاء العبد لربه تعالى ليس من باب إعلامه بحاجته إليه سبحانه و تعالى * (يعلم السر و أخفى) * , و إنما من باب إظهار عبوديته و حاجته إليه و فقره , كما تقدم بيانه في المجلد الأول من " الضعيفة " رقم (22).
ريح واحدة لا رياح
2756 - (لا تسبوا الريح , فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح و خير ما فيها و خير ما أمرت به , و نعوذ بك من شر هذه الريح, وشر ما فيها, و شر ما أمرت به).
حديث صحيح , يرويه حبيب بن أبي ثابت عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب مرفوعا.
و في الحديث دلالة واضحة على أن الريح قد تأتي بالرحمة , و قد تأتي بالعذاب , و أنه لا فرق بينهما إلا بالرحمة و العذاب , و أنها ريح واحدة لا رياح , فما جاء في حديث الطبراني عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: " اللهم اجعلها رياحا و لا تجعلها ريحا ". فهو باطل , و قال الطحاوي:"لا أصل له ". و قد صح عن ابن عباس خلافه , كما بينته تحت حديث الطبراني المخرج في الكتاب الآخر:" الضعيفة " (5600).
أن الشيطان قد يتلبس الإنسان و لو كان مؤمنا صالحا
2912 - (يا شيطان اخرج من صدر عثمان! [فعل ذلك ثلاث مرات]).
هو من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه , و له عنه طرق أربعة:
الأولى: عن عبد الأعلى: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الله بن الحكم عن عثمان بن بشر قال: سمعت عثمان بن أبي العاص يقول: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن , فضرب صدري بيده فقال: فذكره.
قال عثمان: " فما نسيت منه شيئا بعد , أحببت أن أذكره ".
¥