أم أنثى ? مسلم أم كافر ? و صدقه المستعين به ثم صدق هذا الحاضرون عنده , فقد شملهم جميعا وعيد قوله صلى الله عليه وسلم: " من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول , فقد كفر بما أنزل على محمد " , و في حديث آخر: " .. لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ".
فينبغي الانتباه لهذا , فقد علمت أن كثيرا ممن ابتلوا بهذه المهنة هم من الغافلين عن هذه الحقيقة , فأنصحهم - إن استمروا في مهنتهم - أن لا يزيدوا في مخاطبتهم على قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اخرج عدو الله " , مذكرا لهم بقوله تعالى * (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) *. و الله المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله.
كتاب يوم القيامة والجنة والنار
من أهوال يوم القيامة والاستغاثة بآدم
2460 - (إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن , فبيناهم كذلك استغاثوا بآدم فيقول: لست صاحب ذلك , ثم بموسى , فيقول كذلك , ثم محمد صلى الله عليه وسلم , فيشفع بين الخلق , فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة , فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا , يحمده أهل الجمع كلهم).
(فائدة): قوله صلى الله عليه وسلم: "استغاثوا بآدم" , أي: طلبوا منه عليه السلام أن يدعو لهم , و يشفع لهم عند الله تبارك و تعالى. و الأحاديث بهذا المعنى كثيرة معروفة في "الصحيحين" , و غيرهما. و ليس فيه جواز الاستغاثة بالأموات , كما يتوهم كثير من المبتدعة الأموات! بل هو من باب الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه , كما في قوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه .. ) الآية. و من الواضح البين أنه لا يجوز - مثلا - أن يقول الحي القادر للمقيد العاجز: أعني! فالميت الذي يستغاث به من دونه تعالى أعجز منه , فمن خالف , فهو إما أحمق مهبول , أو مشرك مخذول لأنه يعتقد في ميته أنه سميع بصير , و على كل شيء قدير , و هنا تكمن الخطورة لأن الشرك الأكبر , و هو الذي يخشاه أهل التوحيد على هؤلاء المستغيثين بالأموات من دون الله تبارك و تعالى , و هو القائل: (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين. ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها). و قال: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير).
تم وبحمد الله الجزء الرابع من سلسلة عون الودود لتيسير ما في السلسلة الصحيحة من الفوئد والردود وهي تحتوي على جميع ما ذكره الشيخ الالباني رحمه الله من فوائد في المجلد الخامس والسادس من السلسلة الصحيحة