ألا يعي من يقرأ قوله تعالى (قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آبائكم) قل يا محمد للكفار أولو جئتكم بأهدى أي بخير وأفضل مما وجدتم عليه آباءكم, أفضل مما وجدتم عليه آبائكم ثم يقولون بعد ذلك كان آباؤنا يفعلون ذلك وما أنكر عليهم المشائخ القدماء1.
وبعد تحايلهم على اللجنة جعلوا هذه الإشكالات حجة يقنعون بها خصمهم ولبسوا على العوام بذلك فمن هذه الإشكالات ...
- أنهم يقولون نحن لم نزد عبادة في الشرع في هذه الليلة وإنما هي عادة أخذناها عن آبائنا.
- ويقولون أيضاً أن تخصيصنا لهذه الليلة من سائر الليالي فمثلها مثل مايخصص بعض العوائل أن يوم الجمعة يتم اللقاء في بيت والدهم ويأكلون الغداء عنده.
- ويقولون أيضاً أننا في هذه الليلة لانخصص أدعية كما يفعل في ليلة الإسراء والمعراج ومولد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما نجتمع لنأكل العشاء فقط.
* أما الرد على هذه الإشكالات:
فالإشكال الأول:
أنكم تقولون لم نزد عبادة في الشرع في هذه الليلة , ومن قال أنكم زدتم عبادة في هذه الليلة بل أصلتم عبادة في الشرع بجعل هذه الليلة عيداً1 تجتمعون فيه وإن قلتم بأننا لم نجعله عيداً فأقول
ما الفرق بينكم وبين العيد إلا الصلاة.
الإشكالات الباقية تجيب عليها اللجنة
وإن مما دعاني إلى الإهتمام في الحديث عن هذه الليلة، خوفي أن يصبح لها إهتمام أكبر كما حصل في المدن الساحلية , فإنهم يهتمون بهذه الليلة أشد الإهتمام, ومعظم النار من مستصغر الشرر, وإليك السؤال الذي وجه للشيخ بن جبرين حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد،،
فضيلة الشيخ/عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين حفظه الله ونفعنا بعلومه آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نعلمكم أنه توجد لدينا عادة منتشرة في منطقة الخليج وهي الإحتفال بمناسبة يسمونها "القرقيعان" في الخامس عشر من شهر رمضان من كل سنة ولهم لباس خاص يلبسونه للبنات يسمى المخنق ويوزعون فيه الحلويات والمكسرات على الأطفال ولهم أهازيج خاصة في هذه المناسبة يردد فيها الأطفال عبارات منها (أعطونا الله يعطيكم ... أعطونا من مال الله) وقد يطوفون على البيوت لجمع هذه القرقيعان وفرحة الأطفال في هذه المناسبة لاتقل عن فرحتهم بالعيدين وربما أشد وقد حاول بعض الأشخاص معرفة أصل هذه العادة فلم يهتدوا إلى شئ مؤكد , فمن قائل أنها حدثت في أيام الدولة العباسية , ومنهم من يقول أنها عيد للفرس والمجوس , ومنهم من يقول أنها مأخوذة عن بعض أعياد النصارى الذين سبق أن استعمروا المنطقة كعيد الهلوبن والباربارا فالله أعلم بأصلها ولكن انتشارها في المناطق الساحلية دون وسط الجزيرة يشعر بأنها وصلت من إحتكاك خارجي
ويحدث أحياناً وليس دائماً في هذه المناسبة بعض الأمور منها:
- رقص النساء في حفلات عامة تحضرها سيدات المجتمع كما يقولون.
- توزيع علب من الفضة فيها هذا القرقيعان.
- قيام بعض الأولاد بالطواف على البيوت وطرق الأبواب وطلب الحلويات والمكسرات وإذا لم يعطوا رموا الباب أو النوافذ بالحجارة وسبوا وشتموا أهل البيت.
- أن الإحتفال بهذه المناسبة صار يعد نوعا من الفلكور الشعبي الذي يعرض في المعارض على أنه من تراث المنطقة.
فالمرجو منكم تبيين حكم الإحتفال بهذه العادة في هذا اليوم المعين وحكم ما يتفرع عنها من الأعمال والمظاهر ليعلم الناس حكمها ويستنيروا بفتواكم والله يوفقنا وإياكم لكل خير
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وبعد,,
فهذا العيد لا أصل له في الشرع ولا في العرف العام وحيث أنه يحتوي على هذه الأعمال وعلى الرقص والطرب وإظهار الفرح وما ذكر في السؤال فإنه بدعة محدثة يجب إنكارها والقضاء عليها ولا يجوز إقرارها والمساهمة فيها.
قاله /عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين
عضو الإفتاء
وصلى الله على محمد و آله وصحبه وسلم
في 13/ 9 / 1413هـ.
إلى كل من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
¥