تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إلى كتاب المنتديات: التذكير بأن ترويج الأحاديث من غير تثبت أمر خطير]

ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 04:51 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

و بعد،

فإنه لا يخفى على أحد مدى انتشار الكثير من الأحاديث الموضوعة والضعيفة بين أفراد المجتمع المسلم، ولجهل الكثيرين بهذا الأمر وخطورته لاقت هذه الأحاديث قبولا واستحسانا عند أفراد المجتمع المسلم، وأصبح الكثير منا يعمل ساعيا لنشرها عن طريق المنتديات الحوارية والرسائل البريدية و الجوالات، ظانا منه أنه يخدم الإسلام و أنه يحسن صنعا، و هو عويل هدم لهذا الدين، و سلاح في يد الضلال المارقين. متجاهلا أو غافلا عن الأحاديث الصحيحة الثابتة عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

ونظرا لخطورة هذا الأمر، ومنطلقا من الحديث المتواتر ("من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار") أخرجه البخاري ومسلم، نذكر أنفسنا و إخواننا بضرورة التثبت في نقل الأحاديث، و ضرورة تمحيصها قبل نشرها و نقلها و تداولها،

و ننبه لخطر ترويج الأحاديث الضعيفه في المنتديات إلا على سبيل تبيان ضعفها و التحذير من روايتها.

لقد شدد العلماء رحمهم الله في خطر رواية الأحاديث الضعيفة فضلا عن المكذوبة و الموضوعة و نسبتها إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

فذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه ما فيه تحذير من الضعيف: " باب النهي عن الحديث بكل ما سمع" مستدلاً بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:

" كفى بالمرء كذباً أن يُحدِّثَ بكلِ ما سمع" رواه مسلم

وذكر الإمام النووي في شرحه لمسلم:

" باب النهي عن الرواية عن الضعفاء" مستدلاً بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:

" سيكون في آخر الزمان ناسٌ من أمتي يُحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم" رواه مسلم.

و قال ابن حبان في صحيحه: " فصل ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب شيئاً إلى المصطفى وهو غير عالم بصحته " ثم ساق بسنده قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:

"من قال علّيَّ ما لم أقل، فلْيتبوَّأ مقعده من النار" حسن رواه أحمد، و قال الشيخ ابن باز متفق على صحته،

و تمامه الحديث: "إياكم وكثرة الحديث عني، من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا، فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار". حسنه الألباني في الصحيحة برقم 1753

فتأمل جيدا هذا الحديث:

ففيه نهى النبي الكريم عن كثرة الحديث عنه صلى الله عليه و سلم، لأنه مظنة الوقوع في الخطأ، و كما جاء في الأثر، من كثر كلامه كثر خطأه،

و فيه النهي عن نقل الحديث إلا بعد التأكد من أنه حق، ومن نسبته للنبي عليه السلام

و فيه أيضا عقوبة من قال على النبي ما لم يقله،

فأنظر يا رعاك الله خطر التقول على النبي صلى الله عليه و سلم بمجرد الظن و دون التثبت من نسبة الحديث إليه عليه السلام، و النبي عليه السلام

وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلّم من الأحاديث الموضوعة فقال:

" مَن كذبَ علَيَّ متعمداً، فلْيتبوَّأ مقعده من النار" متفق عليه

قال النووي في شرح مسلم: إن تعمد وضع الحديث حرام بإجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع. اهـ

قال المناوي في فيض القدير: هذا وعيد شديد يفيد أن الكذب عليه من أكبر الكبائر بل عده بعضهم من الكفر،

قال الذهبي: وتعمد الكذب عليه من أكبر الكبائر، بل عده بعضهم من الكفر، وتعمد الكذب على الله ورسوله في تحريم حلال أو عكسه كفر محض. اهـ

وحكى الحافظ ابن حجر عن الإمام الجويني تكفير الكاذب على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهو قول مرجوح لعدم وجود دليل على كفر الكاذب.

قال الإمام أحمد: يفسق وترد شهادته وروايته ولو تاب وحسنت حالته تغليظاً عليه وغالب الكذابين على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زنادقة.

- وقال صلى الله عليه وسلم "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" رواه مسلم عن المغيرة بن شعبة وهو حديث متواتر جاء عن أكثر من ستين صحابيا،

قتأمل و احذر كي لا تكون من هؤلاء،

و لقد ضرب الصحابة رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في الورع و الإحتياط في رواية الحديث مخافة الكذب على رسول الله، و هي كثيرة نذكر منها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير