ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[30 - 11 - 06, 12:12 م]ـ
إذا المقصد من عد الآي التذكر وعدم النسيان
وهذا يخرج هذا الفعل من السلف عن موطن الخلاف في هذا الموضوع, إذ كلامنا في الإتيان بحركات خفيفة باليدين تعين على التدبر ومدى مشروعية ذلك أو دخوله في باب الابتداع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - 11 - 06, 01:59 م]ـ
أخي الحبيب أبا فاطمة الحسني وفقه الله سلام الله عليك وبعد:
الأخ الحبيب المسيطير -وفقه الله- إنما يعني بالحركة المعِينة على التدبر: الحركة الخفيفة اليسيرة، التي قد لا ليحظها الناظر، وتكون أشبه بالإشارات ...
وأخرج الإمام أحمد (11081) قال: ثنا أبو معاوية ومحمد بن عبيد. ومسلم في صحيحه (2849) - والسياق له- قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب -وتقاربا في اللفظ-، قالا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح» - زاد أبو كريب-: «فيوقف بين الجنة والنار» -واتفقا في باقي الحديث-، «فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت قال ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا قال فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت قال فيؤمر به فيذبح قال ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت قال ثم قرأ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم:39]» وأشار بيده إلى الدنيا.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[30 - 11 - 06, 09:25 م]ـ
أخي الحبيب / أشرف
حبذا لو تتنبه لمحل النزاع قبل أن تورد أي أدلة, وذلك أن هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم هو من باب التفسير, وأنا أقول بموجبه, ولا دلالة فيه على تحريك اليد أثناء التلاوة بقصد التدبر, وهذا فهم البخاري حيث جعل حديث أبي سعيد هذا في كتاب التفسير (4730)
وبارك الله فيكم جميعا ..
أخوكم المحب ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - 11 - 06, 11:09 م]ـ
أخي الحبيب أولًا الحديث عند البخاري من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، وليس فيه «وأشار بيده»، وهذا التصريح سبق وبينت أنه من رواية أبي معاوية ومحمد بن عبيد، عن الأعمش، وأبي معاوية أحفظ لحديث الأعمش من حفص بن غياث.
ثانيًا الحديث حجة على الترجمة لا العكس.
ثالثًا البخاري رحمه الله يقطّع الحديث ويعدّد التراجم له بما يفتح الله عليه من فقه، فليس معنى أن البخاري رحمه الله وضع الحديث في كتاب التفسير، أن تقصر فقه الحديث على ما تفضلت به، وإلا لضاق مجال الفقه جدا.
رابعًا في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أشار بيده عند تلاوته لآية معينة، وهذا أصل في الإشارة باليد عند تلاوة بعض الآيات، فما المانع من القياس عليه، وقد سبق قول ابن أبي مليكة عن عدّ الآي في الصلاة بقوله «إنه أحفظ»، وهذا فقه صالح، وإذا كان العدّ «في الصلاة» قد قال أهل العلم -السابق ذكرهم- أنه «لا بأس به» هكذا بلا قيد ولا شرط، فالأمر خارج الصلاة أوسع ... ، إذا كان بعض الناس يتدبّر أكثر بإشارة يسيرة تعينه على التدبّر، فما المانع، علمًا أنه قد تأتي هذه الإشارة لأحدنا بشكل ((عفوي)) دون قصد من عمق الاستغراق في التدبّر ...
وهذه المسائل مما تتسع لها الصدور، ولا نلزم أحدا بهذا الفهم ...
والله الموفق.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - 12 - 06, 06:25 ص]ـ
أخي الحديث مخرجه واحد عن أبي سعيد
فقراءة النبي صلى الله عليه وسلم للآية في هذا المقام هي من باب تعليم أصحابه وتفهيمهم, وقد كان قبلها يحدثهم بما سيكون يوم القيامة من الإتيان بالموت كأنه كبش أملح .. آلخ
فالواجب أن لا نأخذ جزءا من الحديث ونترك النظر في مناسبته وسياقه, فأنا لا أنكر أنك إذا كنت تعظ أناس وتلوت آية أن تبين لهم وجه إيرادها ووجه تعلقها بما تقوله لهم بكلام أو إشارة, هذا ما جاء في الحديث
الحجة تقوم لك لو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو فمر بهذه الآية ففعل كذا .. مثل ما روي أنه كان إذا مر بآية عذاب استعاذ ونحو ذلك .. فهذا الاستدلال به على مشروعية الاستعاذة عند تلاوة آيات العذاب استدلال مستقيم واضح, ولو كان استدلالك بنظيره لقامت الحجة لك ووجب الستليم لما تقول
والكلام في تعمد تحريك اليد لاستجلاب التدبر عند التلاوة, وهذا التحريك عند أخونا الحبيب المسيطير نفع الله به تحريك مقصود وليس عفوي, كما أنه يفهم من استئناسه بفعل بعض الشيوخ ممن حكى أنه رآه يفعل ذلك في الصلاة أن ذلك التحريك يكون ملاحظا أحيانا
هذا الذي أنكرته أخي الحبيب, فإن كان لك جواب على هذا تحديدا فأنا والله أسعد الناس به .. وكنت أرجو أن لا يتوسع النقاش لهذه الدرجة كما هي رغبة صاحب الموضوع حتى لا يضيع مقصده الأصلي, ولكن ما باليد حيلة, ولا بد لنا من المذاكرة التي أرجو الله أن ينفعني بها, ولعل من الجوانب الإيجابية في ذلك أن يرفع الموضوع باستمرار فيستفاد من أصله ومما أورد عليه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
¥