تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" إن الاختلافات الموجودة بين الرجل والمرأة لا تأتى من الشكل الخاص للأعضاء التناسلية، ومن وجود الرحم والحمل، أو من طريقة التعليم، إذ ا، ها ذات طبيعة أكثر أهمية من ذلك. إنها تنشأ من تكوين الأنسجة ذاتها ومن تلقيح الجيم كله بمواد كيمائية محددة يفرزها المبيض .. ولقد أدى الجهل بهذه الحقائق الجوهرية بالمدافعين عن الأنوثة إلى الاعتقاد بأنه يجب أن يتلقى الجنسان تعليما واحدا، وأن يمنحا قوى واحدة ومسئوليات متشابهة ..

والحقيقة أن المرأة تختلف اختلافا كبيرا عن الرجل .. فكل خلية من خلايا جسمها نتحمل طابع جنسها .. والأمر نفسه صحيح بالنسبة لأعضائها .. وفوق كل شئ بالنسبة لجهازها العصبى. فالقوانين الفسيولوجية غير قابلة لين مثل قوانين العالم الكوكبى. فليس فى الإمكان إحلال الرغبات الإنسانية محلها. ومن ثم فنحن مضطرون إلى قبولها كما هى. فعلى النساء أن ينمين أهليتهن تبعا لطبيعتهن ولا يحاون تقليد الذكور، فإن دورهن فى تقدم الحضارة أسمى من دور الرجال، فيجب عليهن ألا يتخلين عن وظائفهن المحددة؟.

ولكن الجاهلية – من جانبيها كما قلنا – ركزت على المقدرة العقلية أكثر من أى شئ آخر، فخسر المعارضون حين نجحت الفتاة بل تفوقت أحيانا على الولد، وهلل المدافعون وأمنونا فى إثارة الضجة حول قدرة الفتاة التى لا تقف عند حد، ومساواتها التامة للرجل فى كل شئ!

حقيقة إن قضية الوظيفة والاستعداد النفسى قد أثيرت من جانب المعارضين، ولكنها أثيرت بروح التحقير والامتهان، لا على أساس توزيع الوظائف والتكاليف على شقى النفس الواحدة مع المساواة فى الإنسانية كما قال رب العالمين ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم:

{خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [سورة النساء 4/ 1]

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [سورة آل 3/ 195]

{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} [سورة النحل 16/ 97]

" إنما النساء شقائق الرجال " " ".

لذلك كانت موضع الرفض الكامل من الفريق الذى تصدى للدفاع عن المرأة، وكانت موضعا لتنديدهم بعنجهية الرجل المتغطرس على غير أساس!

وما نقول إن إثارتها على النحو الصحيح كما شرعها الله كانت ستجدى شيئا فى الدوامة التى أثيرت حول "قضية المرأة " ووجهت توجيها معينا منذ البدء يخدم أغراض الشياطين، إنما نقول إنه لو كانت الحياة فى المجتمع قد سارت منذ البدء على هدى المنهج الربانى لما وجد الشياطين قضية يثيرونها ويلعبون بها على النحو الخطير الذى فعلوه.

وحين نجحت الفتاة فى الدراسة وساوت الولد أو تفوقت عليه أحيانا فهل كان هناك شك فى الخطوة التالية؟!

طالبت – أو طولب لها – بدخول الجامعة!

ويبدو الأمر طبيعيا جدا ومنطقيا جدا .. بينما تبدو المعارضة قائمة على خير أساس!

وعلى أى حال فقد قامت المعركة المعتادة كما قامت من قبل مع كل خطوة سابقة وكما قامت من بعد فى كل خطوة لاحقة.

قال المعارضون: إن نجاحها فى المرحلة الثانوية لا يعتبر دليلا على مقدرتها على الدراسة الجامعية، فالجامعة شئ آخر غير الدراسة الثانوية!

وقالوا: إن التعليم الجامعى لا يناسب طبيعتها (وهى هنا الطبيعة الرقيقة اللطيفة) فهةو تعليم جاف لا يناسب إلا الذكور!

وقالوا: إن مكان الفتاة الطبيعى هو البيت، لتكون زوجة وأما وراعية أطفال، وليس هو الجامعة البعيدة كل البعد عن طبيعتها والمعطلة لها عن وظيفتها طوال مدة الدراسة.

وقالوا: إنها تفعل بالدراسة الجامعية؟ وما حاجتها إليها حين تصبح ربة بيت وزوجة وأم أطفال؟!

وقالوا: إنها تتزوج – عادة – فى السادسة عشرة أو السابعة عشرة .. فمتى تذهب إلى الجامعة؟!

وقالوا: إن ذلك يخالف التقاليد ..

وصمد " المدافعون عن حقوق المرأة " .. لهذه الهجمات كلها، وكأنهم – الآن – قد اصبحوا يعرفون النتيجة! إنها مسألة وقت فحسب!

أما المخططون فما كانوا ليكشفوا أوراقهم كاملة من أول لحظة فذلك ينافى " فن " اللعب، كما أنه قمين بإفساد اللعبة بكاملها!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير