تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لو كانت مع رجل أو شاب من " طبقتها " " "!

{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)} [سورة يوسف 12/ 30 - 32]

ولقد كانت هذ الطبقة فى أوروبا تحت تسلط اليهود من قديم كما مر بنا من قبل، ييسرون لها البغاء المترف فى المدينة، ويوقعونها فى الدين والربا ذى الأضعاف المضاعفة، ويسلبون ثرواتهم عن هذا الطريق.

ثم سنحت لهم الفرصة لإفساد طبقة أخرى من طبقات المجتمع حين تحرر عبيد الإقطاع وجاءوا إلى المدينة شبابا فارها بلا أسر، فيسرت لهم البغاء الشعبى ووضعت " الدولة " حارسة أمينة عليه! وزادت الفرصة سنوحا لإفساد هذه الطبقة – طبقة العمال – حين بدأت المرأة التى هجرها عائلها فى الريف تفد للعمل فى المصانع وتفرط فى عرضها لقاء لقمة الخبز، فار الفساد فى داخل الطبقة قريب المنال.

ولكن هذا وذاك لم يكن كافيا، ولم يكن ليحقق مطامع اليهود فى المجتمع الجديد " المجتمع الصناعى المتطور ".

إن " الأرستقراطية " – سواء الأرستقراطية الإقطاعية البائدة أو الأرستقراطية الرأسمالية الناشئة – لا تستطيع – بفسادها – أن تفسد المجتمع كله، لأنها – دائما – معزولة فى قصورها وحفلاتها الماجنة الخاصة، تحتمى فى داخل تلك القصور من العيون المتطلعة، وتمنع عدواها فى الوقت ذاته عن الناس، لأن جرثومتها " طبقية ط لا تعمل إلا داخل القصور، ولا تعدى إلا أصحاب القصور!

أما إفساد طبقة العمال – وإن كانوا عددا غير قليل ويتزايد على الدوام – فلم يكن يومئذ ليفسد المجتمع الجديد، لأنهم – بعد – طبقة محتقرة مزدراة، تنظر إليها كلتا الطبقتين العلويتين: الطبقة الوسطى والطبقة الأرستقراطية نظرة ازدراء وتعال فلا تنتقل منها العدوى إلى غيرها مهما بلغت هى فى ذاتها من التبذل والفساد ..

ولقد كان المطلوب بالذات هو إفساد الطبقة الجديدة الناشئة فى المجتمع الرأسمالى، التى تسير الأمور – ظاهريا – على الأقل – فى ذلك المجتمع الجديد، وهى الطبقة المتوسطة.

لقد كانت الديمقراطية الناشئة فى المجتمع الرأسمالى الناشئ تنمو تدريجيا، وكانت فى أثناء نموها تبرز بصورة متزايدة هذه الطبقة الجديدة: الطبقة المتوسطة،التى لم يكن لها وجود فى المجتمع الإقطاعى، أو كان وجودها ضعيفا لا يؤبه به.

وفى ظل الديمقراطية كانت هذه الطبقة الجديدة تناضل لكى تصبح هى الطبقة الحاكمة، وتنزع السلطان من الذين استقلوا به من قبل وطغوا به على " الشعب " وهم الأغنياء أصحاب الأموال " ".

كانت المجالس النيابية تتجه رويدا رويدا أن تكون غالبيتها من هذه الطبقة، وكان منها معظم موظفى الدولة فى صورتها الجديدة، من الموظف الناشئ إلى وكلاء الوزارات والوزراء، وكان منها بصفة عامة الطبقة المثقفة التى توجه أفكار المجتمع وتحدد له اهتماماته واتجاهاته الفكرية والسياسية والخلقية والفنية .. الخ " "، وكان منها بصفة خاصة مدرسو المدارس وأساتذة الجامعات، أى جهاز التربية والتشكيل للمجتمع الجديد ..

باختصار كانت هى الأداة الجديدة للحكم فى ظل الديمقراطية الرأسمالية، أيا كان المستفيد الحقيقى من هذه الأداة.

لذلك كان لابد فى تخطيط المخططين من إفساد هذه الطبقة بالذات ن فإن فساد الطبقة الأرستقراطية وطبقة العمال – مع فائدته التى لا شك فيها بالنسبة لليهود – لم يكن ليؤدى الدور المطلوب فى إفساد المجتمع الجديد الذى يراد إفساده بأكمله، إلا أن تفسد الطبقة المتوسطة التى تقوم بالدور الأكبر والأخطر فى رسم الصورة الظاهرة لهذا المجتمع، والتى فى يدها – فى ظاهر الأمر على الأقل – مقاليد السلطان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير