تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وله كان فى ذلك شك لمن يرقب سير الأمور؟

هذه هى الفتاة قد تعلمت على خط الرجل تماما من الألف إلى الياء .. من التعليم الابتدائى حتى الجامعة .. و" أثبتت جدارتها " فى كل مرحلة من هذه المراحل، بل تفوقت على الرجل فى كثير من الأحيان .. فلماذا لا تعمل كما يعمل؟! ما الذى يمنع؟!

الدين؟ الأخلاق؟ التقاليد؟!

لقد رفع " الرج " هذه الشعارات كلها فى وجه المرأة ليصدها عن السير فى هذا الطريق ..

وقال المدافعون كما قالوا كل مرة: إن الرجل يخشى على مكانته التقليدية وتميزه التقليدى، ويخشى منافسة المرأة له فى ميدانه الوحيد المتبقى له بعد أن تخلى عن تفرده فى جميع الميادين بفعل الكفاح " المر " الذى خاضته المرأة لنيل حقوقها .. وسيتخلى عن هذا الميدان كذلك رضى أم أبى .. لأن خطى " التطور الحتمى " ستجبره فى النهاية على التسليم.

ولكن الرجل لم يتنازل عن تفرده فى هذا المجال بسهولة، وظل يرفع تلك الشعارات يحاول بها أن يصد المرأة عن اللحاق به فى هذا الميدان ..

هل كان يؤمن حقيقة بالدين والأخلاق والتقاليد؟

كلا! إنما هو مجرد سلاح يستخدمه فى المعركة حين يظن أنه سلاح مفيد!

ولكن الشياطين دخلوا مرة أخرى يستغلون الفرصة السانحة أقصى ما يستطيعون من استغلال.

دخلوا ليثيروا فى قلب المرأة حقدا جارفا على الدين والأخلاق والتقاليد .. على أساسا أن كل ما تطالب به المرأة هو حقوقها المشروعة، وأن الذى يقف فى سبيل نيلها لهذه الحقوق هو هؤلاء الأعداء الثلاثة: الدين والأخلاق والتقاليد .. فلتذهب جميعها إذن إلى غير رجعة، لتنال المرأة حقوقها وتستريح.

واكن هذا لأمر يراد ..

كان يراد إحراج صدرها ضد الدين والأخلاق والتقاليد لتنسلخ هى منها أولا، ثم لا تربى أبناءها عليها فيما بعد، لأن ذلك هو الضمان الوحيد لإفساد المجتمع فسادا لا رجعة فيه!

لقد جرب المخططون من قبل محاولة إفساد المجتمع عن طريق إفساد الرجل وحده فلم تنجح التجربة بالصورة المطلوبة .. إن الشاب مهما فسد فى فترة شبابه فإنه يعود إلى ما لقنته له أمه فى طفولته من مبادئ الدين والأخلاق والتقاليد، حتى إذا أخذ يؤسس أسرة أسسها على تلك القيم التى تلقاها من قبل، ولم تفلح الفترة التى انفلت فيها فى شبابه فى تحويله إلى المسار الجديد ..

وعندئذ أدركوا أنه لابد من إفساد الأم ذاتها لكى لا تلقن أطفالها تلك " المبادئ " التى تعرقل خطوات الشياطين .. وساروا بها تلك المسيرة الطويلة فى طريق الفساد، ولكن الحواجز – أو بقايا الحواجز – ما تزال تمنعها أو تبطئ خطواتها على الطريق .. فلتكن المعركة إذن حامية بين المرأة وبين الدين والأخلاق والتقاليد، لكى تحطمها بنفسها، ولكى تكون فى مناعة كاملة منها حين تصبح أما ذات أطفال .. فلا تبذر فى نفوسهم تلك البذور السامة التى يكرهها شعب الله المختار ن أشد ما يكره من شئ على الإطلاق!

لقد كانت مسألة إقحام المرأة فى ميدان العمل جزءا رئيسيا من الخطة الشريرة.

فإخراجها من البيت لتتعلم، وإشاعة الاختلاط والصداقات بين فتيان الجامعة وفتياتها، وتعويد المجتمع على قدر من الفساد الخلقى، وتحطيم التقاليد التى كانت تمنع ذلك كله .. كل ذلك مفيد ولا شك، ولكنه ليس كفاية!

ما زالت المرأة – بقدر ما – خاضعة للرجل فى الأسرة والمجتمع، وما زال هذا القدر من الخضوع – على ضآلته بالنسبة لما كان من قبل – عائقا يعوق المرأة عن مزيد من الفساد ن لأن الرجل – بأنانيته كما يقولون، أو بشئ من التعقل والتفكير وعدم الاندفاع – يعارض فى توسيع مجالات المرأة، ويريد أن يربطها بوظيفتها وببيتها وأولادها، ولك كله يعوق خطوات الشياطين.

لذلك كان لابد من إخراج المرأة نهائيا من سيطرة الرجل، ليتم للمخططين كل ما يريدون.

وهل من وسيلة لكسر هذه السيطرة أفعل من أن تعمل المرأة و" تستقل " اقتصاديا عن الرجل؟

لقد عملت المرأة من قبل فى المصانع، ولكن الطبقة العاملة كما قلنا لم يكن لها وزن فى توجيه المجتمع .. والفساد الخلقى فى هذه الطبقة – رغم فائدته الجزئية للمخططين – لا يكفى وحده ولا يؤتى الثمرة المطلوبة، إنما لابد كما أسلفنا من إفساد الطبقة الوسطى، أداة التوجيه الجديدة فى المجتمع الجديد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير