تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم يقل المخططون للأمميين بطبيعة الحال إنهم يريدون أن يثيروا الخبال فى صفوفهم – بتشغيل المرأة المتعلمة وإبعادها عن بيتها وعن وظيفتها – وما كان من الممكن أن يكشفوا لهم عن لبتهم ليوقظوهم من غفلتهم، إنما قالوا لهم إنه " التطور "! وإنه تطور " حتمى "! وإنه لابد أن يأخذ سبيله رضيه الناس أم أبوه! أما المرأة فقد قالوا لها إن هذا حقها " الطبيعى " وإنها ينبغى أن تتشبث به ولا تتنازل عنه ولا تتخاذل فى الكفاح من أجله.

وأغريت المرأة بكل وسائل الإغراء لكى تهجر بيتها وتخرج إلى " المجتمع "!

قيل لها إن حبسها على وظيفة الزوجية والأمومة ورعاية النشء هو امتهان لها وإهدار لكرامتها وتعطيل لطاقتها، وهو فى الوقت نفسه تعطيل للمجتمع عن التقدم، فما يستطيع المجتمع أن يتقدم ونصفه حبيس وراء الجدران!

وقيل لها إن الرجل هو الذى حبسها على هذه الوظائف أنانية منه، لتقوم على خدمته، ولينفرد هو بأمور "المجتمع "! وإنها منذ هذه اللحظة ينبغى أن تثور على هذا الوضع المهين، وتقف الرجل عند حده، وتفرض عليه احترامها، وتفرض عليه المشاركة فى أمور المجتمع.ز وإن الوسيلة لهذا كله هو أن تعمل، فإنها حين تعمل تصبح مثله تماما فى كل شئ، فيتنازل عن أنانيته وغطرسته ويحترمها!

ولما قيل إن الدين – لا الرجل – هو الذى خصص للمرأة هذه الوظائف ثارت ثائرتها على الدين، وتمنت فى قرارة نفسها أن يزول سلطانه على النفوس، لتتحر هى وتأخذ مكانتها التى تصبو إليها .. و بذلك جندها الشياطين لمحاربة الدين، تحاربه لحسابها الخاص، فتحاربه بحماسة، وتحاربه بإخلاص! يتحقق للشياطين ما يريدون من إبعاد " الأم " عن الدين، لضمان تنشئة الأجيال المقبلة بعيدا عن حماه ..

وفعلت اللعبة الخبيثة فعلها، وسرت كالسم فى دماء الأمميين.

استقلت المرأة اقتصاديا وتمردت على قوامة الرجل، كما تمردت على الدين والأخلاق والتقاليد .. وانفلتت – كما أريد لها – بلا ضوابط ولا قيود.

وسارع الشياطين إلى انتهاز الفرصة المتاحة من كل جوانبها.

فالآن فلتنشط بيوت الأزياء وبيوت الزينة، بعد أن انحلت العقدة الكبرى التى كانت تبطئ خطى الفساد " "

ولقد كانت الملابس من قبل طويلة وساترة إلى حد ما – برغم ما فيها من زينة – لا تبرز " مفاتن " المرأة بشكل مفضوح. فالآن وقد سنحت الفرصة فلتنشط بيوت الأزياء فى إخراج " المودات " اتى تكشف رويدا رويدا عن هذه " المفاتن "، ولتنشط معها الصحافة لنشر الأمر على أوسع نطاق.

فلتكن هناك مجلات خاصة بالمرأة، وركن خاص بالمرأة فى الصحف والمجلات غير المتخصصة،وليكن حديثها عن " المودة " مغريا إلى الحد الذى لا تفلح الضوابط فى مقاومة إغرائه، خاصة وقد انحلت عقدة الحياء.

ولا شك أن الأحاديث الأولى كانت مهذبة جدا ومتحفظة جدا حتى لا تثير ثائرة المتزمتين من الرجال .. ماذا لو قلنا مثلا: كيف تحافظين على محبة زوجك؟ كيف تبدين أنيقة فى نظر زوجك؟ وأرفقنا بالرسوم التى تبعث على الفتنة مجموعة من النصائح للمرأة المتزوجة لكى تحافظ على أناقتها ورشاقتها حتى تحتفظ بحب زوجها ولا تجعله يشرد عنها؟ وهل يكره الرجل أن تتجمل زوجته من أجله؟!

ثم .. فلنحذ لفظ الزوج .. فهو لفظ ثقيل استخدمناه لتغطية فقط فى مبدإ الأمر .. وما نريد أن يكون ل نصيب أصلا فى هذا المجال .. ثم إنه لم يعد اليوم هو المسيطر .. لقد استقلت المرأة اقتصاديا .. وتستطيع – من سكبها الخاص – أن تنفق ما تنفق على اللباس والزينة، ولا أحد يحرج عليها، ولا أحد يتحكم – بماله – فى تصرفاتها!

فلنقل فقط: كيف تحافظين على أناقتك .. كيف تبدين جميلة .. ز ولينظر إليها من ينظر! زوجها أو غير زوجها! إنها سائرة بأناقتها ورشاقتها فى الطريق، ومن شاء فلينظر ومن شاء فليعرض .. إننا نحث فقط على الأناقة والجمال!

ثم فلنكن أكثر صراحة ..

فلنقل: كيف تجذبين نظر " الرجل " ى رجل! نعم! وماذا فيها؟

ألا ينبغى أن " ينجذب " نظر الرجل ليختار من بين العابرات الرشيقات المتأنقات واحدة ربما تكون شريكة حياته؟!

ثم .. فلنكن أكثر صراحة .. فنحن الآن فى وضع يمكننا من أن نقول كل ما نريد .. وبغير ستار ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير