الثاني: العفة والفضيلة والحياء التي قد يخدشها هذا الاختلاط، وما ينجم عنه من إضاعة للأخلاق وربما أدى إلى الفاحشة والرذيلة.
فإذا لم يتوفر لأبناء المسلم تعليم مناسب، فإنه لا يترك تعليمهم بل يتقي الله ما استطاع في أبنائه، ويرتكب أخف الضررين ليتحصل أعلى المنفعتين.
فإذا لم يتوفر سوى مدارس مختلطة ولم يتيسر له الانتقال إلى بلد آخر فإنه لا يحجب العلم عن أبنائه، بل يدخلهم المدارس مع بذل الجهد في تحصينهم بالأخلاق والفضائل والتقوى المانعة من كل سوء، كما عليه أن يتواصل مع المدرسة للاطمئنان عليهم، والسعي لتقليل الشر ما أمكن.
كما أن عليه أن يبذل الجهد في البحث عن مدارس منفصلة قدر الإمكان، وإذا كان هناك عدد من المسلمين في تلك البلاد فإنهم مطالبون بإيجاد مدارس مناسبة لهم والسعي للجهات الحكومية بذلك، وقد قال تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" فإذا بذلوا ما بوسعهم من الأسباب التي تسمح لهم بفتح مدارس مناسبة أو على الأقل يكون الاختلاط فيها بنسب أقل، فإننا نرجو ألا يكون عليهم حرج، وقد قال سبحانه وتعالى: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" وقال سبحانه: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" والاختلاط محرم كغيره إذا وجدت معه الفتنة، وهذا ما يغلب عليه لا سيما عند المراهقين والمراهقات، وهذا حال أغلب المدارس المختلطة بينما العلم مطلوب لذاته، والله أعلى وأعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
-فتوى الشيخ محمد المنيعي (الإسلام اليوم)
السؤال
أنا طالب أنهيت المرحلة الثانوية، فأرسلني الوالد خارج البلاد لأجل الدراسة، فأولاً: اكتشفت أنَّ الجامعة بها اختلاط، ثم هم لا يقبلون إلا من قد أخذ سنة إجازة في البيت، فقال لي الوالد: أدخل معهد لتتقوى في اللغة الإنجليزية، فَبَحَث عن أفضل معهد في المدينة ثم أدخلني فيه، ثم تفاجأت بأنه مختلط، وأن النساء لا يلتزمن بالحجاب الإسلامي البتة داخل المعهد، فترى كامل زينتهن ليس جميعهن، ولكن أغلبهن، فما رأي الشرع في أن أكمل الدراسة في المعهد وفي الجامعة أيضاً؟.
الجواب
يبدو لي أنك في بلدٍ يعيش حياة الاختلاط في أكثر شئونه في السوق، والعمل، والمدرسة، فهو شر لا بد منه، فعليك أن تتقي الله، وتغض بصرك عن محارم الله، وعدم الحديث مع النساء إلا في حاجة ماسة؛ فإن المرأة كلها عورة، اللهم إن كان ثمة مدارس أو جامعات ليس فيها اختلاط، فيتعين عليك والحالة هذه الدراسة فيها حتى لا تتعرض للفتنة فضلاً عن أن تقع فيها. انتهى
-فتوى الشيخ سلمان العودة (الإسلام اليوم)
ما حكم تعلم الفتيات لمهنة الطب، مع الحاجة لوجود طبيبات لمعالجة نساء المسلمين في بلادنا، ولا يوجد في بلادنا إلا جامعات مختلطة؟
تعلم الطب من فروض الكفايات على المسلمين، ويدخل في ذلك وجود طبيبات مسلمات لمعالجة النساء والأطفال ونحوهم، هذا فرض على الأمة، ويلحق بهذا الفرض، أنه يجب على الأمة ممثلة في قيادتها الإدارية والعلمية والمالية أن تهيئ المناخ المناسب للتعليم، بعيداً عن الاختلاط، والأوضاع التي تصرف الطالب عن العلم أو تلهيه، أو تصده عن هدفه. فإذا لم يوجد فرص تعليمية، ووظيفية إلا وهي مشوبة بشيء مما يعارض ذلك، فاتقوا الله ما استطعتم، وسددوا وقاربوا، فمن آنس من نفسه رشداً، وقوة وصبراً وقدرة على الاحتمال، وعلى مقاومة المغريات فليخض الغمرات مستعيناً بالله، صابراً محتسباً، ماداً حباله مع حبال الصالحين من أمثاله، ليكون بعضهم عوناً لبعض على مواجهة صعوبات الطريق. أما الضعيف الذي لا يتمالك، ولا يقوى نفسه، ولا يقاوم نوازعه وغرائزه، ويخشى على نفسه الذوبان والانصهار، فليفزع إلى النجاة والسلامة، والبعد عن أسباب الغواية، واجتناب مواطن الفتنة. والأمر يحتاج إلى نظر وصدق، وتأمل، لأنه يُخشى على من يخوض هذه الميادين الفتنة، ويُخشى على من يهرب منها أن يكون من الناكلين:) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ([التوبة: 49].فليتأمل العاقل لنفسه، وليتدبر أمره، فإذا اشتبه عليه فعليه بمداومة الدعاء والتضرع، والاستخارة والابتهال، وسؤال من يثق بعلمهم ودينهم وعقلهم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. انتهى
-فتوى الشيخ عبد المحسن العباد (شرح سنن أبي داود)
السؤال: امرأة تعيش في فرنسا، وتدرس هناك في إحدى الجامعات في الطب، وفي هذه الجامعة يمنعونها من لبس النقاب والقفاز، ويسمحون لها فقط بقماش تضعه فوق الشعر، ويوجد اختلاط، وهي تريد أن تأخذ الشهادة وسوف تتخرج بعد عامين، فما حكم دراستها؟
الجواب: لا تجوز لها هذه الدراسة التي فيها اختلاط، وأما في حق الرجال إذا ما وجدوا إلا هذه الجامعة المختلطة فإن الرجل يدرس، ولكن يجب عليه أن يبتعد عن النساء، وأما المرأة فلا تستطيع أن تبتعد عن الرجال، ولو ابتعدت عنهم لحقوها، والرجل يستطيع أن يبتعد عن النساء، فالمرأة لا يجوز لها أن تدرس مثل هذه الدراسة، والرجل إذا كان مضطراً ولم يجد مكاناً ليس فيه اختلاط فيجوز له ذلك، لكن يجب عليه أن يبتعد عن النساء، وهو يستطيع أن يبتعد عن النساء
و الله أعلم.
¥