ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 10 - 06, 05:57 م]ـ
بارك الله فيكم
وهذا تعليق خفيف مادام أن الموضوع رفع وجدت فيه بعض الاعتراضات
نقل الجواز صاحب "الفتح الرباني لترتيب المسند"عن زيد بن ثابت
ونقل النووي في "المجموع"عن الشيخ أبي حامد أنه حكاه عن زيد بن أسلم.
من روى هذه وما صحتها؟
وكيف لا يصفه بذلك من سبقه علماء لمثل هذا القول؟!
مع بقاء مطالبتي بإثبات ذلك عنهم، لكني لم أر أنهم سبقوك للقول بأنه لا دليل عليه، وكان الاعتراض لا على انتحال القول ولكن على التعبير بمثل ذلك التعبير على مسألة عليها الجماهير.
وها أنت تؤول:" ويعتزلن الصلاة" بالمكان، فكما ترى أقل ما يقال: إن دلالة النص محتملة، والقاعدة: " إذا تطرق الدليل للاحتمال بطل به الاستدلال"
من المقطوع به أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بكل تلك الألفاظ، وإنما هذا من تعبير الرواة فيجب الرجوع لأصحها وأكثرها، وإذا رجعنا لذلك وجدنا أن الرويات المتكاثرة متظافرة على هذا المعنى الذي ذكرته وهو اعتزال المصلى.
وأما قاعدة إذا تطرق الاحتمال ... الخ
فالمقصود بها إذا كان الاحتمال مساويا، إما مطلق الاحتمال = فلا؛ إذ معظم الأدلة تتطرق إليها الاحتمالات، وأنت قد استدللت في هذا الموضوع بعدة أدلة كلها تطرق لها الاحتمال بل والاحتمال القوي، فما الداعي لذكرها على تقريرك هذا؟!
وظواهر النصوص معنا: " غير ألا تطوفي ولا تصلي " فلم يمنعها النبي صلى الله عليه وسلم من دخول المسجد الحرام
سبق الجواب عن هذا، وبيان وجه كونه خارج عما نحن فيه.
ولنا أيضا: أن بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم كانت تعتكف معه في المسجد وهي مستحاضة، والدم يسيل منها، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يمنعها!
الاستحاضة غير الحيض، فلم تمنع المستحاضة من صلاة ولا طواف فالمسجد من باب أولى.
أم المؤمنين تستفسر من نبيها وسيدها حينما أمرها أن تدخل المسجد مع أنها حائض لظنها - كما هو ظن الكثير من الناس - أن الحائض لا يجوز لها أن تدخل المسجد، فبين لها النبي صلى الله عليه وسلم ألا حرج!!
[ثم علقتُ على كلامك هذا بقولي: وأما تشبيهها بكثير من الناس وأنه (ظن) أيضا = فعجيب جدا!]
ثم قلتَ:
وما العجب في هذا؟!! فالذي يوحى إليه هو النبي صلى الله عليه وسلم لا أم المؤمنين عائشة!!!
يا أخي أم المؤمنين من سادات فقهاء الأمة، وكان يرجع إليها كبار الصحابة، فمن أين يأتيها هذا الظن الذي تبني عليه حكم، ومن بعث بالحق زوجها؟ ثم كيف تقول: (كما هو ظن الكثير من الناس) هذا التعبير فيه نظر جملة وتفصيلا، وكأنك تتحدث عن أوهام اعتادها وتوارثها العوام ليس لها أصل من أثر ولا نظر!
وهل في هذا الفعل المجرد دلالة على تحريم دخول الحائض المسجد؟! بل هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم فيه لطف معاملته لزوجه.
هذا الفعل المجرد الخارج عن العادة يؤخذ مع مجموع الأدلة المفيدة للحكم، وهو معها يرفع ويدفع الاحتمالات التي توردها، ولا ينبغي الاعتراض على مفردات الأدلة من غير نظر لما تشكله في مجموعها من دلالة ومعنى.
هذا استشكال منها فبينه بعلها ونبيها بأنه لا ضير في دخولها المسجد وهي حائض، ولا أدري ما الذي يمنع من دخلت أن تمكث؟!!
يمنعها الفرق بين الحكمين مع دلات الآية.
وحديث لا أحل المسجد لحائض، وغيرها. هذا حديث ضعيف لا تقوم به حجة.
هذا الحديث مختلف فيه فقد ضعفه غير واحد، وصححه ابن خزيمة وحسنه غير واحد وليس بشديد الضعف مع أنه لم يعتمد عليه بمفرده، وسبق أن قلت الاعتراض على مفردات الأدلة لا ينبغي أن يغفل عمّا تفيده باجتماعها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 10 - 06, 06:02 م]ـ
" تحفة الأحوذي ... وأعمال الحج مشتملة على ذكر وتلبية ودعاء ولم تمنع الحائض من شيء من ذلك
لم أخالفك في هذا نعم أعمال الحج مشتملة على ذكر و ... وليست هي أعمال الحج.
فالطواف والسعي والوقوف سيذكر فيها الحاج ربه ... لكن ليس الذكر هو المراد بعمل الحاج وإنما الوقوف والطواف والسعي؛ فتأمل.
وإنما أوردتُ لك كلام العراقي لتعجبك من قولي إنه ليس من أعمال الحج المكث في المسجد لذكر الله ... فبينت لك أن هذا قول الجمهور ليزول عنك العجب،ولا تظن أن هذا قول اخترعته من عندي!
¥