[كيف نجمع بين هذين النصين عن تمني الموت؟]
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[08 - 10 - 06, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نجمع بين قوله تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا تَمَنَّوْا الْمَوْتَ؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 10 - 06, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي أسامة بارك الله فيك لا تعارض بين النصين ووجه ذلك:
أن الآية ليس فيها تمني الموت ويعلم ذلك بالرجوع لتفسير الآية فالمراد: إن كنتم تزعمون _ والخطاب لليهود _ أنكم على هدى وأن محمدا وأصحابه على ضلالة فادعو بالموت على الضال من الفئتين إن كنتم صادقين فيما تزعمونه والمراد هنا المباهلة وهي كقوله تعالى في سورة البقرة: {قل إن كانت لكم الدار الاخرة خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين} ومثلها مباهلة النصارى في سورة آل عمران كما في قوله تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعو ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} وكذا مباهلة المشركين في قوله تعالى: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا}
قال ابن تيمية: (فأخبر عن اليهود أنهم لن يتمنوا الموت أبدا وكان كما أخبر فلا يتمنى اليهود الموت ابدا وهذا دليل من وجهين من جهة إخباره بأنه لا يكون أبدا ومن جهة صرف الله لدواعي اليهود عن تمني الموت مع أن ذلك مقدور لهم وهذا من أعجب الأمور الخارقة للعادة وهم مع حرصهم على تكذيبه لم تنبعث دواعيهم لإظهار تكذيبه بإظهار تمني الموت) الجواب الصحيح (6/ 75)
وقال ابن القيم: (قال الله تعالى: فتمنوا الموت إن كنتم صادقين البقرة: 94 قلت: هذه الآية فيها للناس كلام معروف قالوا: إنها معجزة للنبي أعجز بها اليهود ودعاهم إلى تمني الموت وأخبر: أنهم لا يتمنونه أبدا وهذا علم من أعلام نبوته إذ لا يمكن الاطلاع على بواطنهم إلا بأخبار الغيب ولم ينطق الله ألسنتهم بتمنيه أبدا وقالت طائفة: لما ادعت اليهود: أن لهم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس وأنهم أبناؤه وأحباؤه وأهل كرامته كذبهم الله في دعواهم وقال: إن كنتم صادقين فتمنوا الموت لتصلوا إلى الجنة دار النعيم فإن الحبيب يتمنى لقاء حبيبه ثم أخبر سبحانه: أنهم لا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم من الأوزار والذنوب الحائلة بينهم وبين ما قالوه فقال: ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم البقرة: 95 وقالت طائفة منهم محمد بن إسحاق وغيره هذه من جنس آية المباهلة وأنهم لما عاندوا ودفعوا الهدى عيانا وكتموا الحق: دعاهم إلى أمر يحكم بينهم وبينه وهو أن يدعوا بالموت على الكاذب المفتري و التمني سؤال ودعاء فتمنوا الموت وادعوا به على المبطل الكاذب المفتري
وعلى هذا فليس المراد: تمنوه لأنفسكم خاصة كما قاله أصحاب القولين الأولين بل معناه: ادعوا بالموت وتمنوه للمبطل وهذا أبلغ في إقامة الحجة وبرهان الصدق وأسلم من أن يعارضوا رسول الله بقولهم: فتمنوه أنتم أيضا إن كنتم محقين أنكم أهل الجنة لتقدموا على ثواب الله وكرامته كانوا أحرص شيء على معارضته فلو فهموا منه ما ذكره أولئك لعارضوه بمثله
وأيضا فإنا نشاهد كثيرا منهم يتمنى الموت لضره وبلائه وشدة حاله ويدعو به وهذا بخلاف تمنيه والدعاء به على الفرقة الكاذبة فإن هذا لا يكون أبدا ولا وقع من أحد منهم في حياة النبي ألبتة وذلك لعلمهم بصحة نبوته وصدقه وكفرهم به حسدا وبغيا فلا يتمنوه أبدا لعلمهم أنهم هم الكاذبون وهذا القول: هو الذي نختاره والله أعلم) مدارج السالكين (2/ 276)
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[09 - 10 - 06, 12:56 ص]ـ
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
تم تعديل الأخطاء
## المشرف ##
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[10 - 10 - 06, 07:13 م]ـ
بارك الله فيك
تصويب
وهي كقوله تعالى في سورة البقرة: {قل إن كانت لكم الدار الاخرة خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين}
في سورة البقرة قال تعالى {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 10 - 06, 07:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أسامة على التصويب
ـ[ابن القرشي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 09:37 ص]ـ
{ولن يتمنوه أبدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين}