تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تساؤلات؟]

ـ[المعلمي]ــــــــ[09 - 10 - 06, 12:29 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يخمدْ دخّان مشكلة تحديد أوقات الصلاة بدقة، حتى ظهرت لنا بداية احتراق جديد وهو استقبال عين القبلة أم جهتها؟؟

وبعد الأخذ والرد وضع أحدالإخوة كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية بأن المطلب استقبال جهة القبلة وانتهت المشكلة على خير.

ثم هلّ رمضان على الأبوب مبتسما يا داعي الخير أقبل ويا داعي الشر أدبر، وبدأت تلوح في الأفق سحابة خلاف جديد حول دخول رمضان وهل نعمل بقول الشهود أم بقول أهل الأرصاد، ومازالت المعركة دائرة حتى الساعة.

فالسكينة السكينة يا إخوان، إن الله لم يضيق علينا في اتباع الأحكام ولا طلب منا إدراك الحقائق الخارجية على ماهي عليه، بل يكفي الإمتثال للأوامر سواء وافقنا الحقيقة أم خالفناها ...

فأحكام الشرع المطهر أتت لكل زمان ومكان ويسرت لنا فلو صمنا مُخطئين فلا بأس، المهم أننا تحرينا، وفي السابق عاش الناس عشرات القرون وهم يعتمدون على الرؤية البصرية في تحديد دخول رمضان فسواء أصابوا أم أخطأوا فلا عبرة بموافقة الحقيقة الخارجية بل يكفي الإمتثال، فالله غني عن الصوم وعن العمل، إنما هذه الدار دار اختبار وامتحان للخلق حتى يتبين المطيع من العاصي.

أحيانا أقف مع أصحاب الفلك وأقول: التحري بحسب الإمكان وفي السابق كانت علوم البشر بسيطة فعلق الشرع على ما يتناسب مع حالهم وحال من ماثلهم بإمكاناتهم، فلما تقدم العلم وتمكنا من تحديد القمر ودخول الشهر بدقة أكثر كان لزاما علينا التحري بما يزيد على الرؤية، كما أن رؤية القمر بالمراصد هي رؤية بالعين إلا أنها مكبرة.

وأحيانا أقول: ولو أنني اعتمدت على الرؤية فقد اعتمد عليها كل القرون السابقة وعلق الشرع دخول الشهر وصيامه بها سواء أصابت الحقيقة أم لم تصب ألمهم أن يحدث التحري ..

وفي النهاية ينقلب البصر خاسئا وهو حسير، فهناك مقاصد للشريعة نحن نجهلها ولا ندرك كنهها وقد يأتي يوم من الأيام يَضحك على مراصدنا آخرون والعلم في حذف وفي إضافة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

نسأل الله أن يحسن ختامنا ويرحمنا إذا صرنا إلى لحودنا، وأن يجمعنا في مستقر رحمته عند دار كرامته.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير