تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 10 - 06, 10:41 ص]ـ

الأخ الكريم / السوادي

الأخ الفاضل / أشرف بن محمد

جزاكما الله خير الجزاء.

---

نقل الشيخ إحسان العتيبي وفقه الله تعالى في المشاركة الفقودة هذا النقل عن شيخ الإسلام

ابن تيمية رحمه الله تعالى من مجموع الفتاوى (16/ 217 - 220):

قال شيخ الإسلام رحمه الله:

قوله (هل أتاك حديث الغاشية. و جوه يومئذ خاشعة. عاملة ناصبة. تصلى نارا حامية. تسقى من عين آنية) فيها قولان:

أحدهما:

أن المعنى: و جوه في الدنيا خاشعة، عاملة ناصبة، تصلى يوم القيامة نارا حامية، و يعنى بها:

عبَّاد الكفار كالرهبان و عباد البدود، و ربما تؤولت في أهل البدع كالخوارج.

القول الثاني:

أن المعنى: أنها يوم القيامة تخشع أي: تذل و تعمل و تنصب.

قلت: هذا هو الحق، لوجوه:

أحدها:

أنه على هذا التقدير يتعلق الظرف بما يليه أي و جوه يوم الغاشية خاشعة عاملة ناصبة صالية و على الأول لا يتعلق إلا بقوله (تصلى) و يكون قوله (خاشعة) صفة للوجوه قد فصل بين الصفة و الموصوف بأجنبى متعلق بصفة أخرى متأخرة، و التقدير: و جوه خاشعة، عاملة ناصبة، يومئذ تصلى نارا حامية، و التقديم و التأخير على خلاف الأصل، فالأصل: إقرار الكلام على نظمه و ترتيبه لا تغيير ترتيبه.

ثم إنما يجوز فيه التقديم و التأخير مع القرينة أما مع اللبس فلا يجوز لأنه يلتبس على المخاطب و معلوم أنه ليس هنا قرينة تدل على التقديم و التأخير بل القرينة تدل على خلاف ذلك فإرادة التقديم و التأخير بمثل هذا الخطاب خلاف البيان و أمر المخاطب بفهمه تكليف لما لا يطاق.

الوجه الثاني:

أن الله قد ذكر و جوه الأشقياء و وجوه السعداء فى السورة فقال بعد ذلك و جوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية و معلوم أنه إنما و صفها بالنعمة يوم القيامة لا فى الدنيا إذ هذا ليس بمدح فالواجب تشابه الكلام و تناظر القسمين لا إختلافهما و حينئذ فيكون الأشقياء و صفت و جوههم بحالها فى الآخرة.

الثالث:

أن نظير هذا التقسيم قوله (و جوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة. و وجوه يومئذ باسرة. تظن أن يفعل بها فاقرة) و قوله (و جوه يومئذ مسفرة. ضاحكة مستبشرة. و وجوه يومئذ عليها غبرة. ترهقها قترة. أولئك هم الكفرة الفجرة)

و هذا كله و صف للوجوه لحالها فى الآخرة لا فى الدنيا.

الرابع:

أن و صف الوجوه بالأعمال ليس فى القرآن و إنما فى القرآن ذكر العلامة كقوله (سيماهم فى وجوههم) و قوله (و لو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم) و قوله (تعرف في و جوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا)

و ذلك لأن العمل و النصب ليس قائما بالوجوه فقط بخلاف السيما و العلامة.

الخامس:

أن قوله (خاشعة. عاملة ناصبة) لو جعل صفة لهم فىالدنيا لم يكن فى هذا اللفظ ذم فإن هذا إلى المدح أقرب و غايته أنه و صف مشترك بين عباد المؤمنين و عباد الكفار و الذم لا يكون بالوصف المشترك و لو أريد المختص لقيل خاشعة للأوثان مثلا عاملة لغير الله ناصبة فى طاعة الشيطان و ليس فى الكلام ما يقتضي كون هذا الوصف مختصا بالكفار و لا كونه مذموما و ليس فى القرآن ذم لهذا الوصف مطلقا و لا و عيد عليه فحمله على هذا المعنى خروج عن الخطاب المعروف فى القرآن.

السادس:

أن هذا الوصف مختص ببعض الكفار و لا موجب للتخصيص فإن الذين لا يتعبدون من الكفار أكثر وعقوبة فساقهم فى دينهم أشد فىالدنيا و الآخرة فإن من كف منهم عن المحرمات المتفق عليها و أدى الواجبات المتفق عليها لم تكن عقوبته كعقوبة الذين يدعون مع الله إلها آخر و يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق و يزنون فإذا كان الكفر و العذاب على هذا التقدير فىالقسم المتروك أكثر و أكبر كان هذا التخصيص عكس الواجب.

السابع:

أن هذا الخطاب فيه تنفير عن العبادة و النسك إبتداء ثم إذا قيد ذلك بعبادة الكفار و المبتدعة و ليس فى الخطاب تقييد كان هذا سعيا فى إصلاح الخطاب بما لم يذكر فيه) أ. هـ.

ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 01:20 ص]ـ

ما شاء الله على شيخ الاسلام ..

وهذا العلم والتحليل الباهر. آه لو نحصل على تفسيره للقرآن ..

جزييتم خيرا

ـ[علي الكناني]ــــــــ[11 - 10 - 06, 03:41 ص]ـ

أثابك الله ...

ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 02 - 07, 02:43 م]ـ

قال الشيخ / عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:

({عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.

ويحتمل أن المراد بقوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} في الدنيا لكونهم في الدنيا أهل عبادات وعمل، ولكنه لما عدم شرطه وهو الإيمان، صار يوم القيامة هباء منثورا، وهذا الاحتمال وإن كان صحيحًا من حيث المعنى، فلا يدل عليه سياق الكلام، بل الصواب المقطوع به هو الاحتمال الأول، لأنه قيده بالظرف، وهو يوم القيامة، ولأن المقصود هنا بيان وصف أهل النار عمومًا، وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها؛ ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهم في الدنيا).أ. هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير