تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[البيوت لا تكاد تسلم من الصور .... فهل تدخلها الملائكة .. ؟]

ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 03:36 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

البيوت في زماننا هذا ... لا تكاد .. تخلوا .. من صورة ..

إما ... في فراش أو إناء أو معلب أو ملبوس أو كتاب مدرسي .. ونحوها ..

فهل ... تدخلها الملائكة الكرام ... ؟

ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 05:14 م]ـ

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

[[ ... فإن اقتناء الصور على أقسام

## القسم الأول: أن يقتنيها لتعظيم المصور، لكونه ذا سلطان أو جاه أو علم أو عبادة أو أبوة أو نحو ذلك،

فهذا حرام بلا شك،

ولا تدخل الملائكة بيتاً فيه هذه الصورة، لأن تعظيم ذوي السلطة باقتناء صورهم ثلم في جانب الربوبية وتعظيم ذوي العبادة باقتناء صورهم ثلم في جانب الألوهية.

## القسم الثاني: اقتناء الصور للتمتع بالنظر إليها أو التلذذ بها،

فهذا حرام أيضاً، لما فيه من الفتنة المؤدية إلى سفاسف الأخلاق.

## القسم الثالث: أن يقتنيها للذكري حناناً أو تلطفاً،

كالذين يصورون صغار أولادهم لتذكرهم حال الكبر،

فهذا أيضاً حرام للحوق الوعيد به في قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الملائكة لا تدخل بيتاً في صورة " (1).

## القسم الرابع: أن يقتني الصور لا لرغبة فيها إطلاقاً، ولكنها تأتي تبعاً لغيرها،

كالتي تكون في المجلات والصحف ولا يقصدها المقتني، وإنما يقصد ما في المجلات والصحف من الأخبار والبحوث العلمية ونحو ذلك،

فالظاهر أن هذا لا بأس به، لأن الصور فيها غير مقصودة،

لكن إن أمكن طمسها بلا حرج ولا مشقة، فهو أولي.

## القسم الخامس: أن يقتني الصور على وجه تكون فيه مهانة ملقاة في الزبل، أو مفترشة، أو موطوءة،

فهذا لا بأس به عند جمهور العلماء،

وهل يلحق بذلك لباس ما فيه صورة لأن في ذلك امتهاناً للصورة ولا سيما إن كانت الملابس داخلية؟

الجواب: نقول لا يحلق بذلك،

بل لباس ما فيه الصور محرم على الصغار والكبار، ولا يلحق بالمفروش ونحوه، لظهور الفرق بينهما، وقد صرح الفقهاء] حمهم الله بتحريم لباس ما فيه صورة، سواء كان قميصاً أو سراويل أم عمامة أم غيرها.

وقد ظهر أخيراً ما يسمي بالحفائظ، وهي خرقة تلف على الفرجين للأطفال والحائض لئلا يتسرب النجس إلى الجسم أو الملابس، فهل تلحق بما يلبس أو بما يمتهن؟

هي إلى الثاني أقرب،

لكن لما كان امتهاناً خفياً وليس كالمفترش والموطوء صار استحباب التحرز منها أولي.

## القسم السادس: أن يلجأ إلى اقتنائها إلجاء،

كالصور التي تكون في بطاقة إثبات الشخصية والشهادات والدراهم

فلا إثم فيه لعدم إمكان التحرز منه،

وقد قال الله تعالى: [وما جعل عليكم في الدين من حرج] [الحج: 78].

فيه مسائل:

الأولى: التغليظ الشديد في المصورين.

الثانية: التنبية على العلة، وهي ترك الأدب مع الله، لقوله: " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ".

الثالثة: التنبية على قدرته وعجزهم، لقوله: " فليخلقوا ذرة أو شعيرة ".

الرابعة: التصريح بأنهم أشد الناس عذاباً.

الخامسة: أن الله يخلق بعدد كل صورة نفساً يعذب بها المصور في جهنم.السادسة: أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح.

## السابعة: الأمر بطمسها إذا وجدت.

##فيه مسائل:

الأولى: التغليظ في المصورين. تؤخذ من قوله: " أشد الناس عذاباً .. " الحديث.

الثانية: التنبيه على العلة، وهي ترك الأدب مع الله، تؤخذ من قوله: " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ".

فمن ذهب يخلق كخلق الله، فهو مسيء للأدب مع الله عز وجل لمحاولته أن يخلق مثل خلق الله تعالى، كما أن من ضاده في شرعه فقد أساء الأدب معه.

الثالثة: التنبيه على قدرته وعجزهم، لقوله: " فليخلقوا ذرة أو شعيرة ".

لأن الله خلق أكبر من ذلك وهم عجزوا عن خلق الذرة أو الشعيرة.

الرابعة: التصريح بأنهم أشد الناس عذاباً. لقوله: " أشد الناس عذاباً .. " الحديث.

الخامسة: أن الله يخلق بعدد كل صورة نفساً يعذب بها المصور في جهنم.

لقوله: " يجعل له بكل صورة نفس يعذب بها في جهنم ".

السادسة: أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح. لقوله: " كلف أن ينفخ فيها الروح. لقوله " كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ "، وهذا نوع من التعذيب من أشق العقوبات.

السابعة: الأمر بطمسها إذا وجدت. لقوله: " أن لا تدع صورة إلا طمستها ".

وتؤخذ من حديث الباب أيضاً: الجمع بين فتنة التماثيل وفتنة القبور،

لقوله: " أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته "، لأن في كل منهما وسيلة إلى الشرك.

ويؤخذ منه أيضاً: إثبات العذاب يوم القيامة، وأن الجزاء من جنس العمل، لأنه يجعل له بكل صورة صورها نفي فتعذبه في جهنم.

ويؤخذ منه: وقوع التكليف في الآخرة بما لا يطاق على وجه العقوبة]]

انتهى من شرح العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله لكتاب التوحيد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير