تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي أبا الحسن ... تذكرت قصة أخرى طريفة عن شاب، ابتعثته بلاده إلى أمريكا والمفروض أنه عندما يعود سيفيد بلاده مما تعلمه. قال ذات مرة لصديقه: الأمريكان أغبياء، لأنهم يتعبون في صناعة التلفزيون، ونحن في آخر المطاف نشتريه!!!. (برأيك هل مثل هذا الشخص سيكون مفيدا لبلاده؟)

بالنسبة لكلامك أخي أبا الحسن عن ذم علوم اليونان، فإن المقصود هو ذم الفلسفة السخيفة التي يطلعون بها علينا كل فترة. لو قرأت كتاب الشيخ سفر الحوالي (مقدمة في تطور الفكر الغربي) أو كتاب (المرايا المحدبة) لعبد العزيز حمودة ستجد الغرائب في الثقافة الغربية .. منهم من يريد أن يجعل القصيدة كمعادلة رياضية!!! ... يقيد في جدول تكرار بعض الكلمات، ويحاول أن يستنتج منها شيئا. ومنهم من يحول القصيدة إلى رسومات بيانية (برسم دوائر ومخططات بيانية) وكأننا في محطة للمفاعل النووي ولسنا نتأمل قصيدة لشاعر جاهلي.

كل هذه الفلسفات السخيفة المسماة (البنيوية) ثم (التفكيكية)، ومذاهب تلقي المعرفة (المثالية، التجريبية، ثم النقدية، ثم الحدسية) جاءت نتيجة لأن اليونان وغيرهم ليس لديهم ما يعرفوه، فنظّروا لأشياء سخيفة تحير المرء من تفاهتها. ولكن لماذا لم نشبههم في سخفهم؟ لأن الله منّ علينا بهذا الدين، فجعلك كمسلم مرتاح البال في أمور الغيب. ودعاك للتأمل في خلقه، فكانت انطلاقتك أيها المسلم في علوم الدنيا بطريقة لا تجعلك تنشغل في الكفر والجهل (وسأشرح هذا بعد قليل)،ولذلك كان العلم عندنا يزيد المرء إيمانا. وعندهم يدعون أن الرب لا يسير شيئا في الكون، كما قال بذلك نيوتن.

بعد كل هذه المقدمة أريد ان أؤكد على أن الكيمياء قديما كانت تعني الزندقة والكفر .. فقد كان شغلم الشاغل البحث عن إكسير الحياة (المادة التي تعطي الإنسان خلودا أزليا بزعمهم). ولو أنهم يقرؤون القرآن لعلموا قول الحق تبارك وتعالى (إنك ميت وإنهم ميتون). لذلك فالمسلم لن يتعب نفسه في البحث عن مادة تعطيه خلوداً، بل عن مادة تداويه ... لذلك أرى والله أعلم أن انطلاقة الحضارة الدنيوية تركزت بشكل كبير وتنامت في عهد المسلمين.

أظن أني أتعبتك من كثرة الكلام .. لم يتبق لي إلا أمراً هاماً ربما سيصدم القراء قليلاً. في الكيمياء يمكن تحويل مادة البلوتونيوم إلى يورانيوم. ومن هذا اليورانيوم تتم صناعة الأسلحة النووية.

بل يمكن تحويل ذرة الكلور إلى يود بزيادة (بروتون ونيوترون) وربما كان الأمر بالعكس (أي من يود إلى كلور) فلم أعد اذكر الآن. الشاهد أن تحويل المواد أمر ممكن .. لكن في حدود ضيقة. بل هناك علم في الأدوية يرشدك إلى كيفية تحويل مادة معقدة لا فائدة منها إلى مادة علاجية باضافة مادة أخرى عليها. آمل من الشيخ شاكر أن يبحث الأمر مرة أخرى، وأعده أني سأجلب له المصدر في غضون شهرين بإذن الله.

وحسب علمي فإن الكيميائيين لا يشغلون بالهم في البحث عن تحويل لعناصر الأرض. بل في اكتشاف مواد جديدة والبحث عن فوائد لها. لذا أرى أن الكيميائي في هذا الزمان لا يفكر مثل الكيميائيين القدامى. لسبب واحد أن المواد التي سيهدرها على أمر قد يراه مستحيلا، ستكلفه الكثير!!.

أما قضية تكوير الأرض ... فالخلاف في كروية الأرض أو امتدادها قديم يبن المفسرين. وربما كان الشيخ القحطاني يميل إلى القول بامتداد الأرض، والمطلوب من المسلم ألا يخجل من مثل هذا الخلاف. فقد كنا أي المسلمين على خلاف بين قولين. ولسنا كغيرنا من الغربيين الذين أعدوا محاكمة لبقرة واتهموها بالشعوذة والسحر، ثم حرقوها؟ الشاهد هو أننا عندما قصرنا معرفتنا على النصوص الشرعية والعلوم المتعلقة بها حكمنا دولاً ولم نؤذ بقرة!. اما هم فبسبب انحراف نصوصهم الدينية عن الحق قتلوا خلقاً كثيرا بالحرق، ثم عرجوا إلى البقر فقتلوه منه أيضاً!، ثم اتفقوا أن يحدوا من طغيان الكنيسة لأن الحق قد يكون مغايرا لقول الكنيسة .. ولكن الخير هو فعل ما تقوله الكنيسة.

هل تسيطيع أن تفهم هذه العبارة الأخيرة؟ الحق يختلف عن الخير عند النصارى!. أما عندنا فالحق ما جاء به الله وهو خير لنا ولا خير في سواه.

بقي لك أبا الحسن أن تذكر لنا لماذا ذم القحطاني المهندسين؟!

الأخ الفاضل أبو مالك العوضي ... أين وجدت من يزعم أن بإمكانه تحويل التراب إلى ذهب؟؟

ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[26 - 10 - 06, 07:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

أخي الكريم شاكر توفيق العاروري المعلومات التي ذكرتها أفادتني معلومة كنت أطلبها وأبحث عنها.

ولكن ماقصدته هو التأكيد على أن علماء المسلمين اهتموا بالعلوم وشجعوا عليها.

حيث أن أخي الكريم أبو الحسن العسقلاني عنون موضوعه بما يلي:

"هل من مقالة تبين رأي علماء الأمة سلفا و خلفا في العلم (غير العلوم المتعلقة بالشريعة) "

وسامحني لأني لم أوضح قصدي.

أما بالنسبة للقول الذي نسبته للإمام الشافعي، فقد ذكره البيهقي، مناقب الشافعي:2/ 116،وابن حجر، توالي التأسيس:66،والذهبي، سير أعلام النبلاء:10/ 57.

ونقل الذهبي عن الإمام الشافعي في سير أعلام النبلاء أيضا (10/ 57) قوله:

"لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه."

والله أعلم وأحكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير