الإيمان هو أساس المجتمع الإسلامي، كما أن التوحيد (الإيمان بوجود الله ووحدانيته) هو لبُّ هذا الإيمان. كما تهدف تعاليم الإسلام وأحكامه في المرتبة الأولى إلى حماية هذا الإيمان والمحافظة على عقيدة التوحيد نقية خالصة. وحتى يمكننا المحافظة على المجتمع الإسلامي نقيا من أي شائبة من شوائب الشرك بالله تعالى، فعلينا أن نعلنها حربا لا هوادة فيها على كل التقاليد والممارسات التي نشأت في مجتمعات بعيدة عن هدي الله، وفي أجواء الشرك والوثنية.
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشبه بالكفرة بقوله " من تشبه بقوم فهو منهم ". فعلى المسلمين أن يصغوا لحديث رسول الله وأن يكفوا عن التشبه بالكفار والاحتفال بأعيادهم. فقد حرَّم الإسلام تحريما قاطعا التشبه بغير المسلمين في عاداتهم الاجتماعية وطقوسهم الدينية وخاصة عباد الأوثان أو عباد الشيطان. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليصبن الله عليكم العذاب صبا، ولئن دعوتم فلن يستجاب لكم " رواه الترمذي.
ومن وجهة نظر إسلامية، فإن عيد الهالوين هو أحد أسوأ الأعياد بسبب أصله الوثني. فلا شك أنه يحرم المشاركة بالاحتفال بهذا العيد، حتى وإن بدت بعض الممارسات في هذا العيد برئية أو فيها بعض الخير، إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول " كل بدعة ضلالة ". الدارمي، حتى وإن اعتبر بعض الناس ذلك أمرا طيبا. كما أن هناك من يقول أن عيد هالوين اليوم لا علاقة له البتة بعبادة الشيطان، فهذا لا يغير من الأمر شيئا، وتبقى المشاركة بالاحتفال بذلك العيد حراما.
وتعتبر مشاركة المسلمين في مثل هذه الاحتفالات مظهرا من مظاهر ضعف إيمانهم، أو نبذا للرسالة التي أتى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله سبحانه ليخرجنا من ظلمات الجاهلية.
طقوس وخرافات وممارسات باطلة:
لا يصح للمسلمين أن يتشبهوا بالكفار سواء في الأخلاق والتصرفات أو في العادات والتقاليد، كما لا يصح لهم تقليد الكفرة في ممارساتهم الفاضحة المخلة بالأدب والحشمة. إذ أن التشبه بالكفرة في تصرفاتهم سيؤثر في موقف المسلمين من الكفرة وقد يجعل المسلمين يميلون إلى طريقة حياة الكفار التي تعج بالممارسات الفاضحة المخلة بالأدب والحشمة.
ويسعى الإسلام إلى إبعاد المسلمين عن كل الممارسات والعادات اللا أخلاقية، وبذلك يهيئ المناخ المناسب الذي يكون فيه القرآن والسنة هما النبع الصافي الأصيل الذي تتغذى عليه العقول وتصاغ وفق تعاليمه الأخلاق والتصرفات.
ويجدر بالمسلم أن يكون مثالا يحتذى في الإيمان والأخلاق، ولا يليق به أن يتبع الآخرين اتباعا أعمى وأن يتشبه بهم، معتمدا فيما يقتبسه من خلق وعادة على ما عند الأمم الأخرى من عادات وتقاليد.
حتى ولو أن امرأ رأى أن يشارك في احتفالات هالوين دون الإيمان بالخلفية التاريخية لهذه المناسبة، فإن هذا الإنسان يبقى بلا شك آثما لمشاركته في العيد الوثني ...
فعلى الآباء المسلمين أن يعلموا أبناءهم وجوب الابتعاد عن الباطل وطقوسه، وألا يتشبهوا بغير المسلمين في عاداتهم وأعيادهم. فلو زرعنا في قلوب أبنائنا مشاعر الاعتزاز بدينهم، فإنهم سينأون بأنفسهم عن حضور احتفالات هالوين وغيرها من الأعياد غير الإسلامية، مثل أعياد الميلاد، والذكرى السنوية، وعيد الحب .. وغيرها من الأعياد فقد جاء في حديث الذي رواه البخاري أن الساعة لن تقوم حتى يتبع المسلمون سنن من كان قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع.
جاء في الحديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل محدثة ضلالة " رواه البخاري.
وجاء أيضا " إذا رأى الناس العاصي ولم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بالعذاب " أبو داوود، النسائي الترمذي
وجاء أيضا " من تشبه بقوم فهو منهم "
ماذا نفعل في يوم هالوين:
أثبتنا بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتفال بعيد هالوين حرام في الإسلام،والمتعين فعله في هذه الليلة أنه:
- لا يصح أن يرسل الآباء المسلمون أولادهم للطواف على البيوت وجمع الحلوى في ليلة هالوين.
- علينا أن نشرح لأولادنا السبب الذي يجعلنا لا نحتفل بعيد هالوين.
ويمكن لمعظم الأولاد أن يتفهموا السبب لو أننا عرضناه بصدق وصراحة، وخاصة عندما نظهر بهجتنا وفرحنا في الأعياد والمناسبات الإسلامية. فعلينا أن نخبر أولادنا عن العيدين (قد اقترب شهر رمضان وعيد الفطر، وهذا هو الوقت المناسب لتهيئتهم لاستقبال العيد).
وجدير بالذكر أنه حتى المسلمين الذين يمكثون في البيت، ويقدمون الحلويات لأولئك الذين يقرعون بابهم، فإنهم بذلك يعتبرون مشاركين بهذه الاحتفالات. ولتجنب ذلك أطفئ أنوار الباب الأمامي ولا تصغ لقرع الباب، وأعلم جيرانك بحكم الإسلام في المسألة، وأعلمهم أن المسلمين لا يشاركون في احتفالات هالوين، وبيِّن لهم السبب. ولا شكَّ أنهم سيصغون لك، ويقدرون مشاعرك، وسيحترمونك لصراحتك. فقد جاء في الحديث أن " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من استجاب له" رواه الترمذي.
والله أعلم.
انتهى النقل و هو من
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528619756