(إذا قمت إلى الصلاة فكبِّر، ثمَّ اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن، ثمَّ اركع حتى تطمئنَّ راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئنَّ جالساً، ثمَّ اسجد حتى تطمئنَّ ساجداً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلِّها).
ـ و رأى حذيفة رضي الله عنه رجلاً يصلي و لا يقيم ظهره، فلمَّا فرغ قال له: أيألم ظهرك، قال: لا،قال: لوأنَّك متَّ على حالتك هذه متَّ مخالفاً لسنة رسول صلى الله عليه و سلم.
ـ و عن النعمان بن مرَّة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ما ترون في الشارب و الزاني و السارق) ـ و ذلك قبل أن تنزل الحدود ـ قالوا: الله و رسوله أعلم، قال: (هنَّ فواحش، و فيهنَّ عقوبة، و أسوأ السرقة الذي يسرق من صلاته) قالوا: و كيف يسرق من صلاته يا رسول الله، قال: (لا يتمُّ ركوعها و لا سجودها).
_ و قال صلى الله عليه و سلم: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوِّل الله رأسَه رأس حمار، أو يجعل صورته صورة حمار).
ـ و قال صلى الله عليه وسلَّم: (إيَّاك والالتفات في الصلاة، فإنَّه هَلكة).
ـ وسئل عن الالتفات في الصلاة فقال: (هواختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد).
(فصل)
(في خُلُق المسلم)
وقد أمر الله تعالى بيرِّ الوالدين و صلة الأرحام و الإحسان إلى الأيتام والمساكين وإكرام الضيف.
ـ قال الله تعالى: {و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً، و بذي القربى واليتامى و المساكين و الجار ذي القربى والجار الجنب و الصاحب بالجنب و ابن السبيل و ما ملكت أيمانكم إنَّ الله لا يحبُّ من كان مختالاً فخوراَ}.
ـ و قال صلى الله عليه و سلم: (من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم جاره، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
ـ و قد نهى الله تعالى عن عقوق الوالدين و قطيعة الأرحام،قال الله تعالى: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمَّهم و أعمى أبصارهم، أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها}.
ـ و قال صلى الله عليه و سلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر) ثلاثاً قلنا: بلى يارسول الله، قال: (الإشراك بالله، و عقوق الوالدين) وكان متكئاًَ فجلس، فقال: (ألا وقول الزور، و شهادة الزور) فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت.
ـ و قال صلى الله عليه و سلم: (أيها الناس عدلت شهادة الزور إشراكاً بالله) ثمَّ قرأ النبي صلى الله عليه و سلم: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور}.
ـ و قال صلى الله عليه و سلم: (من أعان على خصومة وهولا يعلم أحقٌ هو أوباطل فهو في سخط الله حتى ينزع، ومن مشى مع قوم يُرِي أنه شاهدٌ و ليس بشاهد فهو كشاهد الزور).
ـ و قال صلى الله عليه و سلم: (من كتم شهادةً إذا دُعِي إليها كان كمن شهد بالزور)، و قد قال الله تعالى: {و لا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنَّه آثمٌ قلبه}.
ـ وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إنيكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا و إن تلووا أو تعرضوا فإنَّ الله كان بما تعملون خبيراً}.
ـ و قد نهى الله تعالى عن الظلم في الدماء والأموال و الأعراض فقال: {ألا لعنة الله على الظالمين}.
ـ و قال صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع: (إن دماءكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا).
ـ وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (يا عبادي إتي حرَّمت الظلم على عبادي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).
ـ و قال صلى الله عليه و سلم: (الظلم ظلمات يوم القبامة).
¥