ـ و قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خبراً منهم و لا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكنَّ خيراً منهنَّ و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان و من لم يتب فأولئك هم الظالمون، يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظنِّ إنَّ بعض الظنِّ إثم و لا تجسَّسوا و لا يغتب بعضكم بعضاً أيحِبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخِيه ميتاً فكرهتموه و اتقوا الله إنَّ الله توَّابٌ رحيمٌ، يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكرٍ و أنثى و جعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنَّ الله عليمٌ خبير}.
(خاتمة)
فيجِب علينا و عليكم التواصي بالحق والتناصح فيه.
ـ قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنَّكم شنآن قزمٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هوأقرب للتقوى}
ـ و قال صلى الله عليه وسلَّم: (الدين النصيحة) قلنا: لمن يا رسول الله، قال: لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين وعامَّتهم).
ـ و قال صلى الله عليه وسلَّم: (من رأى منكم منكراً فليغَيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانِه، فإن لم يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف الإيمان).
ـ و قال صلى الله عليه وسلَّم: (ألا فكلُّكم راعٍ و كلُّكم مسؤولٌ عن رعِيَّته، الإمام راعٍ و مسؤول عن رعِيَّته، والأميرُ راعٍ و مسؤولٌ عن رعِيَّتِه، والرجلُ راعٍ في أهلِ بيتِه و مسؤولٌ عن رعِيَّتِه، والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجِها و مسؤولةٌ عن رعِيَّتِها، و الخادم راعٍ في مال سَيِّدِه و مسؤولٌ عن رعِيَّتِه، والأمير راعٍ و مسؤولٌ عن رعِيَّتِه، ألا فكلُّكم راعٍ و كلُّكم مسؤولٌ عن رعِيَّته).
فنسأل الله الكريم أن يجعَلَنا و إيَّاكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أن يوفقنا و إيَّاكملما يحِبُّه و يرضاه، و يجنِّبنا ما يسخطه و يأباه، سبحان ربِّك ربِّ العِزَّة عَمَّا يصِفون، و سلامٌ على المرسلين، و الحمد لله ربِّ العالمين.
وصية نافعة
لعموم أهل العلم والتبيان
للشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
(1313هـ ـ 1376هـ)
رحمه الله تعالى
ترجمة المؤلف
هو الشيخ العالم الورع الزاهد فيصل بن عبدالعزيز بن فيصل بن حمد آل مبارك العلاَّمة المحدث الفقيه المفسِّر الأصولي النحوي الفرضي.
- وُلِدَ رحمه الله في حريملاء عام 1313هـ، فحفظ القرآن صغيراً، ثمَّ طلب العلم على علماء حريملاء في وقته، ومنهم:
1 - جدّه لأُّمِّه الشيخ العالم الورع ناصر بن محمد الراشد رحمه الله.
2 - وعمّه العلاَّمة الشيخ محمد بن فيصل المبارك رحمه الله.
- ثمَّ طلب العلم على علماء الرياض، فأخذ الفقه عن فقهاء عصره مثل:
3 - الشيخ العلاَّمة عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار النجدية.
4 - والشيخ العلاَّمة المفتي محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله.
5 - والعلامة الفقيه محمد بن عبدالعزيز بن مانع رحمه الله.
6 - وأخذ علم الحديث عن محدِّث الوقت العلاَّمة الشيخ سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله.
7 - وأخذ علم النحو عن سيبويه عصره الشيخ حمد بن فارس رحمه الله.
8 - وأخذ علمَ الفرائض عن أفرض أهل زمانه الشيخ عبدالله بن راشد الجلعود رحمه الله.
وأخذ عن كثيرٍ غيرهم من أفذاذ العلماء رحمهم الله أجمعين.
إجازاته العلميَّة:
ـ أجازَهُ الشيخُ سعدُ بنُ حَمَدٍ بنِ عَتِيقٍ محدث الديار النجدية بتدريس أمهات كتب الحديث، و كذلك أمهات كتب مذهب الإمام أحمد.
ـ ثمَّ أجازه الشيخ سعد إجازة خاصَّة في علم التفسير.
ـ وكذلك أجازه الشيخ عبدالله بن عبدالعزيزالعنقري بجميع مرويَّاته.
ـ و قد أجازه الشيخ عبدالعزيز النمر إجازةَ الفتوى عام 1333 هـ، وكان إذ ذاك في العشرين من عمره.
تلاميذه:
تخرَّج على يدي الشيخ رحمه الله أجيالٌ من طلبة العلم، وليَ كثيرٌ منهم القضاء في عدَّة جهاتٍ.
من أبرزهم:
7 - الشيخ إبراهيم بن سليمان الراشد - رحمه الله- قاضي الرياض ووادي الدواسر.
8 - الشيخ عبدالرحمن بن سعد بن يحيى -رحمه الله- قاضي الرياض وحريملاء.
9 - ابنُ عمِّه الشيخ فيصل بن محمد بن فيصل المبارك - رحمه الله - رئيس هيئة الحسبة وعضو مجلس الشورى بجدة.
¥