وهذا سبب سياسي قوي الأثر إذا ما اخذ في الاعتبار اغتنام شدة تمسك الحنابلة في التشهير من قبل خصومهم بمذهبهم الذي كان بمثابة المرتع الخصيب للمناوئين له إن قل للذين يهدفون لاحلال مذاهبهم محله من هنا تضافرت عوامل عدة على محاصرته في كل مكان ولا أقوى شاهد لذلك من قصة إجراء الصلح مع رئيس الحنابلة والشيخ أبى إسحاق الشيرازي ريئس ألاشعرية بواسطة الوزير النظام حين لم يكن ذلك الصلح ألا مؤامرة على إبعاد زعيم الحنابلة الشريف أبى جعفر عن ممارسة الحياة العلمية في جوامع بغداد ومدارسها وذلك عندما أنهي الوزير ما جرى فخرج في الجواب إلى الخليفة أي في المحضر عرف ما أنهيته في حضور ابن العم يعني الشريف ابن عمه الحنبلي شيخهم كثر الله في الأولياء مثله وحضور من حضر من أهل العلم
والحمد لله الذي جمع الكلمة وضم الألفة فليؤذن للجماعة في الانصراف وليقل لابن أبى موسى انه قد افرد له موضع قريب من الخدمة ليراجع في كثير من الأمور الدينية وليترك بمكانه فلما سمع الشريف هذا قال: فعلتموها
ولم يكتف بهذا بل لما كان الناس يدخلون عليه مديدة قيل له: قد كثر استطراق الناس دار الخلافة فاقتصر على من يعين دخوله
فتلك الأسباب مجتمعة ضيقت الخناق عنى انتشاره بين المسلمين ولذلك جاء فيما صوره المرحوم تمور باشا في قوله قلنا:
مهما يكن من انتشاره في من البلدان فإن مقلديه فيها قليلون في كل عصر
والى ذلك يشير الخفاجى في الريحانة في ترجمة زين الدين محمد الأنصاري الخزرجى بقوله تفقه على مذهب أحمد بن حنبل
فكان لطلابه سهل المورد عذب المنهل وللناس فيما يعشقون مذاهب وهم في كل عصر اقل من القليل وهكذا الكرام كما قيل:
يقولون لي قد قل مذهب أحمد ............. وكل قليل في الأنام ضئيل
فقلت لهم: سهلا غلطتم بزعمكم ............. ألم تعلموا أن الكرام قليل
وما ضرنا أنا قليل وجارنا ............. عزيز وجار ألا كثيرين ذليل
ولم نسمع بغلبته على ناحية إلا على البلاد النجدية وكثير من نواحي الجزيرة العربية الآن وعلى بغداد في القرن الرابع واستفحل أمره منذ حوالى 323 هجري على ما تقدم
ولا يفوتني تعليل لقلة اتباعه ذكره ابن خلدون بما يشبه الذم في صورة المدح إذ يقول فأما أحمد بن حنبل فمقلده قليل ليعد مذهبه عن الاجتهاد وأصالته في معاضدة الرواية وللأخبار بعضها ببعض واكثر هم بالشام والعراق من بغداد ونواحيها وهم اكثر الناس حفظا للسنة ورواية الحديث
يريد بقوله ذلك لبعد مذهبه عن الاجتهاد من أعمال الرأي والبحث عن الأدلة الفرعية التي لا نص فيها أو تخالف النصوص لان في يد إمامه الأدلة من النصوص متوافرة بما معها لا يحتاج لغير الأصالة المعاضدة بالرواية وهل بعد هذا فضيلة
انتهى
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[31 - 10 - 06, 09:16 م]ـ
بارك الله الله فيك يا شيخ أحمد ..
زدنا من الفوائد ..
............................................
أين نجِد الكتاب .. ؟
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[01 - 11 - 06, 12:13 ص]ـ
الكتاب بحثت عنه في المكتبات ولم أجده
وهو موجود في المكتبات العامة في المملكة
وكان له نسخ في مكتبة بالطائف قرب مسجد العباس إلا أنها نفدت
وحدثني أحد باعة الكتب بمكة أن المؤلف أتى بنفسه وأخذ النسخ الباقية (والعهدة عليه)
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[01 - 11 - 06, 12:38 ص]ـ
إذا أردت صورة من الكتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25939
ـ[محمدحجازي]ــــــــ[01 - 11 - 06, 04:03 ص]ـ
مصورة الكتاب عندي لمن يرغب فى الحصول عليها من اهل القاهرة.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[02 - 11 - 06, 12:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخ ابن عاشور الحنبلي حفظه الله
أرجو من تعقيبات الأخوة أن تكون قد وجدت غايتك
لأن الكتاب اهداني إياه أحد الأخوة منذ ثلاثة اعوام وهو عائد من العمرة
وقال لي أنهم يوزعونه مجانا فتذكرني به جزاه الله خيرا
أما الزيادة من الفوائد سأفعل ذلك ما استطعت
وإليك هذه الفائدة السريعة من الكتاب
سبب اعتزال الإمام أحمد التدريس
بعد وفاة الواثق وتولي المتوكل وزوال الغمة وانكشفت عن المسلمين كابوسها أصبح الإمام أحمد يحدث الحديث أصحابه
وبمحاولة المتوكل التكفير عما لحق الإمام أحمد من الأذى بسبب ثلاثة من خلفاء بني عباس بتقريبه من سدة السلطة العليا، حيث طلب من الإمام أحمد أن يحدث ابنه ـ المعتز ـ مما كان سببا في اعتزال الإمام أحمد التدريس في الحديث ـ صيانة لقدسيته أن تهان بإخضاعه لغير أهله وعلى غير سنته ـ
ـ[ايهاب اسماعيل]ــــــــ[18 - 12 - 09, 04:59 م]ـ
الاخ محمد حجازى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ممكن تترك لى رقم جوالك لاننى فى حاجة لمصورة الكتاب وجزاك الله خيرا
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:20 م]ـ
رحمه الله , المؤلف توفي قبل أقل من سنة.
و له كتاب آخر اسمه "مصطلحات الفقه الحنبلي"لا يقل أهمية عن "مفاتيح الفقه الحنبلي"
¥