تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السؤال: هناك نقاط مهمة , عند الكلام على الأشخاص , ونقدهم؛ إيجاباً أو سلباً.

ـ[أبوحاتم]ــــــــ[16 - 12 - 02, 09:21 م]ـ

يقول الشيخ / سلمان العودة ـ حفظه الله ـ جواباً عن هذا السؤال:

الجواب:

ـ عملية النقد والتقويم عملية خطيرة جداً. إذ من بيده حق تقويم , أو نقد الآخرين , ومن الذي أعطى فلاناً حق نقد الآخرين , ولم يعط غيره هذا الحق؛ ليتسلط عليه وينقده؟!

ـ نقد العلماء والطعن فيهم أصبح عند البعض وسيلة وغاية في نفس الوقت , وهذا منحنى خطير لم نعرفه , ولم نقرأ عنه عند سلفنا الصالح.

ـ أصبح النقد والتقويم عند قوم من قبيل نشر السلبيات , وتنقص الآخرين , حتى لو كانت مسألة اجتهادية يكون المخطئ فيها له أجر؛ فأصبح الغرض هو الإسقاط , والتشهير , وتصفية الحسابات مما يقود إلى معارك كلامية طاحنة , لا تخفى على أحد.

والكلام على الأشخاص نقداً وتقويماً؛ كثيراً ما يخلط فيه البعض بين الذات والفكر , فأحياناً يحاكم كل منهما بخطأ الآخر.

ـ إن من أبرز الإشكاليات الآن: المغالاة في النقد والتقويم , لدى فئة الشبيبة. وهذا يدل على أن ثمة خطأ تربوياً في النشأة.

ـ أيضاً: تربية الشباب على روح النقد , والتقويم؛ يبنى فيهم الاعتداد بالذات , الذي يولد الكبر والنظر للآخرين نظرة دونية , وهذا لا يخفى أثره على المجتمع الإسلامي.

ـ وأرى تربية الشباب على تقدير الآخرين , واحترامهم , والاستفادة من جوانب الخير عندهم.

ـ ولقد ذكر ابن كثير - رحمه الله - أن لمز العاملين لله , من صفات المنافقين؛ فقال: وهذه أيضاً من صفات المنافقين , لا يسلم أحد من عيبهم , ولمزهم في جميع الأحوال , حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم. إن جاء منهم أحد بمال جزيل , قالوا: هذا مراءٍ , وإن جاء بشيء قليل , قالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا.

ـ ومن الإشكاليات أن الثقل الفكري للنقد والتقويم أصبح على حساب العمل , والإنتاجية الإسلامية؛ فأصبح البعض الآن بدل أن ينتج؛ نسمع منه: هذا كلام وعظي , خال من الفكر , وهذا فكر مجرد يقسي القلب , وهذا لم يقدم فكرة في كتابه , وهذا فتح الباب على مصراعيه , وهذا منغلق لا يدري ما وراء ثوبه , وهذا , وهذا ..... !!

ـ أخطر من هذا أن يتعدى الأمر إلى الجماعات العاملة في الساحة , فلا تَجِدُ هَمَّ بعضها إلا الحطّ من الجماعة الأخرى.

ـ إن كثيراً من النقد يكون ملوحاً , أو مصرحاً بسلامة الناقد من العيوب , أو إذا أردت أن تبرئ نفسك؛ فانقد الآخرين!

إننا نريد تربية الشباب على سؤال نفسه:

ماذا عندي لكي أقدمه لأمتي؟

ماذا عندي من الأخطاء؟

ما البديل , لو كان الآخرون على خطأ؟

أين الجوانب الإيجابية؛ للإشادة بها وتثميرها؟

من هنا أيها الإخوة! نعلم أننا بحاجة ماسّة لمن يغرس فسيلة في مكانها المناسب , بل ووقتها المناسب. بركلة تستطيع أن تهدم جداراً , لكن بناءه يحتاج إلى وقت وجهد!

المرجع: أجوبة الشيخ / سلمان العودة على أسئلة الحوار في السقيفة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير