والذي يستفاد من الحديث أن يؤدي إلى الاغترار بهذا الفعل لأن من رآك تذبح بمكان يذبح فيه المشركون ظن أن فعل المشركين جائز (القول المفيد لابن عثيمين)
وهذا ما حدث نتيجة خروج طلاب العلم من خلال تلك البرامج فظن الكثير من العوام إباحة تلك المحطات وما يخرج منها من الفساد خاصة إذا صاحب البرنامج المعد لطالب العلم إعلانات تجارية وموسيقى غنائية في بداية البرنامج ونهايته ووسطه
فإذا تبين لنا وجوب إنكار المنكر ومن لوازم هذا الإنكار عدم مشاركة من وقع في المنكر بمنكره من مجالسته ومكالمته إلا فيما ينهاه عن منكره وعدم العمل على ما يساعده في الاستمرار بمنكره تبين لنا حرمة ما يقوم به الدعاة منا حفظهم الله من الخروج من خلال تلك المحطات، ولا يتوقف الأمر عند ذلك فهنالك نتائج سلبية خطيرة وكبيرة
منها أن يظن صحة هذا العمل وهذا مشاهد وملموس عند الكثيرين وقد قيل كثيرا وحدث معي عندما كنت أنكر على من يمتلك تلك الأجهزة في بيته فيقال هؤلاء المشايخ يخرجون فيها، وهذا مما يساعد على بقائها، ومعلوم أن أحوال الناس تختلف والغالب عليهم الفساد ومشاهدة برامج الفسق والمجون.
وقليل من الناس من يستغل هذه الفضائيات لمصلحة دينه ودنياه لما يبث أحيانا من
برامج حسنة لا تخالف الشرع ولكنها قليلة والمشاهد لها من الناس قليلون فلا يفتى بالجواز لوجود تلك الفئة القليلة التي يثق في دينها حتى يباح للجميع وقدا قال لي الكثير أن فيها برامج حسنة فأسأله وأنت ماذا تشاهد؟!! فيقول الجميع أسأله فأقول وأيهما أكثر؟!! فيقول مشاهد الغناء والرقص والأفلام. فمثل هذا لا يفتى له أما من كان جوابه مشاهدة البرامج الغير مخالفة للشرع ويثق في نفسه وأهله ويسأل الله الثبات في دينه ويجد في نفسه الوازع الديني على عدم مشاهدة ما يخالف الشرع لوجود بعض القنوات والإذاعات أخيرا الجيدة فلا بأس حينئذ وهؤلاء قليل من قليل.
أقول متعجبا من فعل إخواننا هؤلاء ومشايخنا حفظهم الله
وهل سد باب الدعوة حتى لم يبق لنا إلا تلك المحطات الهابطة؟؟!!! ألا تكفينا المساجد التي يحضرها ملايين المسلمين في بقاع الأرض للتنبيه على مثل هذا الأمر العظيم، ألا توجد الأشرطة المسجلة والتي يسمعها مئات الآلاف منهم هل انتهى الورق ليكتب عليه من الرسائل القصيرة والمفيدة في حرمة هذه المحطات، ألا يكفي وجود محطات خالية من تلك المفاسد ليظهروا من خلالها
أم أن الحضارة الغربية عطلت أفكارنا وجعلناها هي التي تفكر لنا كيف يمكننا القضاء على الباطل منها لنعود بالنهاية إلى أحضانها
إما أن نقول أن هذه المحطات انتشرت ولا مجال للخلاص منها فلا يعني هذا أبدا أن ننغمس ونقع بالباطل الذي يخرج منها فهداية الناس ليست لنا
وأما الاستدلال بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحج قبل البعثة إلى مكة وهي مليئة بالأصنام والشركيات ومن يطوف عراة
وان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الحرم ويطوف بالبيت مع وجود المشركين وامتلاء الحرم بالأصنام وان عمر بن الخطاب صلى بكنيسة القدس وهي مليئة بالصور
فلا يصح هذا القياس فحكم الأصل بوجود الكعبة والطواف حولها يختلف عن حكم الدخول في تلك المحطات والخروج من خلالها فوجود تلك الصور لا يتعلق بأمر الكعبة لينهى عن الطواف حولها ثم أن الطواف بالكعبة أمر جائز شرعا أما الخروج من تلك المحطات إنما ينبني على وجودها ثم أن هذا كان قبل البعثة ولم يعلم الناس بعد حلالهم من حرامهم ومن اجل ذلك لم يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم الكعبة بعد البعثة حتى محيت تلك الصور
سأل شيخ الإسلام رحمه الله
هل الصلاة في البيع والكنائس جائزة مع وجود الصور أم لا؟
فأجاب رحمه الله:
فيها ثلاثة أقوال للعلماء، والثالث وهو الصحيح المأثور عن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه وغيره وهو منصوص عن احمد وغيره انه أن كان فيها صور لم يصل فيها لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة حتى محي ما فيها من الصور
وكذلك قال عمر بن الخطاب: أنا كنا لا ندخل كنائسهم والصور فيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان
وسبحانك اللهم وبحمدك واشهد أن لا اله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
ـ[اسد الدين]ــــــــ[04 - 11 - 06, 02:52 م]ـ
اولا: جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ثانيا: من الذى جعلنى استنكر ذلك الفعل فى نفسى
ان الناس عندنا كانو يستحون من ظهور الاطباق فوق اسطح المنازل اما الان فلا بحجة مشاهدة الشيخ الفلانى حتى ان بعض الشباب مبتدئى الالتزام بدئوا مشاهدة هذه القنوات ثم جرت القنوات الاخرى مماجعل بعضهم ينتكس ولاحول ولا قوة الا بالله
اضف الى ذالك ان هذه الدروس الدعوية لاتفيد علما منهجيا ولوحظ عكوف الكثير عليها مع الزهد فى العلم المنهجى
لا انكر ان هناك بعض الفوائد لكن الضرر اكبر
((اسأل الله ان يستر عنى عيب شيخى)) وان يرد هم الى الحق
¥