ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 04:59 م]ـ
رائية الخاقاني
موسى بن عبيد الله الخاقاني أبو مزاحم ت: 325هـ
أقول مَقالاً مُعجِباً لأولِى الحِجْرِ ولا فخر إن الفخر يدعو إلى الكِبْرِ
أعلِّمُ في القَول التلاوةَ عائذاً بمولاي من شر المباهاةِ والفخر
وأسألُه عَونِى على ما نويتُه وحفظِىَ في ديني إلى منتهى عُمرِي
وأسألُه عنِّي التَّجاوزَ في غَدٍ فما زالَ ذا عَفْوٍ جميلٍ وذا غَفْر
أيا قارىءَالقرآن ِأحْسِنْ أداءَهُ يضاعِفْ لكَ اللّه الجزيلَ من الأجرِ
فما كلُّ مَن يتلُو الكتابَ يُقيمُه وما كلُّ مَن في النَّاس يُقرئُهُمْ مُقرِى
وإنَّ لنا أخْذَ القراءة سنَّةُ عن الأولين المقرئينَ ذوى السَّترِ
فللسَّبعةِ القُرَّاءِ حقُ على الوَرى لإِقرائهم قرآنَ ربِّهم الوِتْر
فبالحرمَينِ ابن الكثير ونافعُ وبالبصرةِ ابنُ العلاءِ أبو عمرو
وبالشامِ عبدُ اللّه وهْو ابنُ عامِرٍ وعاصُم الكوفىُّ وهْو أبو بكرِ
وحمزةُ أيضا ًوالكسائِىُّ بعده أخو الحِذْقِ بالقرآن والنحو والشعر
فذُو الحِذْقِ مُعطٍ للحروفِ حُقُوقَها إذا رتَّلَ القرآن أو كان ذا حدْر
وترتيلُنا القرآن أفضل للذى أُمرنا به من مُكثِنا فيه والفِكرِ
وأمَّا إنْ حَدَرنا درسنا فمُرَخَّصٌ لنا فيه إذْ دينُ العبادِإلىاليُسْر
ألا فاحفَظُواوصْفِى لكم مااختصرْتُه ليدرى به مَن لم يكن منكمُ يدرى
ففى شَرْبةٍ لو كان علمِى سَقَيتُكمْ ولم أُخفِ عنكم ذلكَ العِلمَ بالذَّخْر
فقد قُلتُ فى حُسْنِ الأداءِ قصيدةً رجوتُ إلهى أن يَحُطَّ بها وزْري
وأبياتُها خمسون بَيتاً وواحدٌ تُنظَّمُ بيتاً بعدَ بيتٍ علىالإثْرِ
وباللّه توفيقِى وأجرِى عليه في إقامتنا أبياتَ إعرابِه الزُّهْر
ومن يُقمِ القرآنَ كالقِدْحِ فليكن مطيعاً لأمرِ اللّه في السرِّ والجَهرِ
ألا اعْلَمْ أخي أنَّ الفَصاحةَ زَيَّنَتْ تلاوةَ تالٍ أدْمَنَ الدَّرسَ للذكر
إذا ما تلى التَّالِى أَرقَّ لسانَه وأَذهبَ بالإِدمانِ عنه أذى الصَّدر
فأول عِلم الذِّكرِ إتقان حِفْظِه ومعرفةٌ في اللَّحنِ فيه إذا يجري
فكنْ عارِفاً باللَّحنِ كَيما تزيله وما للذى لا يعرف اللحنَ من عذر
وإن أنتَ حَقَّقتَ القراءَة فاحذر الزِّ يَادَةَ فيهاواسأَل العَونَ ذاالقَهْرِ
زِنِ الحرفَ لا تُخرِجْه عن حَدِّ وزنِه فوَزْنُ حروفِ الذِّكرِ من أفضلِ البِرِّ
وحكمُكَ بالتَّحقِيقِ إن كنتَ آخِذاً على أحدٍ ألا تزيدَ على عَشْرِ
فبَيِّنْ إذَنْ ما ينبَغِى أن تبِينَهُ وأَدغِمْ وأخفِ الحرفَ في غيرِ ما عُسْرِ
وإنَّ الذى تخفيه ليس بمُدْغَم ٍ وبينهما فرقٌ فعرِّفْهُ باليُسْرِ
وقلْ إنَّ تسكينَ الحروفِ لجَزْمِها وتحريكها للرفع والنصب والجرِّ
فحرِّكْ وسكِّنْ واقطَعَنْ تارةً وصِلْ ومَكِّنْ وميِّزْ بينَ مدِّكَ والقَصْرِ
وماالمَدُّ إلاّ في ثلاثةِ أحرُفٍ تُسَمَّى حروفَ اللِّينِ باح بها ذِكْرِى
هي الألِفُ المعروفُ فيها سكونُها وياءٌ وواوٌٌ يَسكُنانِ معاً فَادْرِ
وخَفَّفْ وثَقِّلْ واشْدُدِ الفَكَّ عامداً ولا تُفْرطَنْ في فَتْحكَ والكسر
وما كانَ مهموزاً فكن هامِزاً له ولا تهْمِزَنْ ما كانَ يَخفَى لدى النَّبْر
وإنْ تكُ قبل الياءِ والواو فتحةٌ وبعدَهما هَمزٌ همزْتَ على قَدْر
ورَقِّقْ بيانَ الراءِ واللاَّمِ يَنْذَرِبْ لسانُكَ حتى تنظِمَ القولَ كالدُّرِّ
وأَنعِمْ بيانَ العَينِ والهَاءِ كلما درسْتَ وكنْ في الدَّرسِ معتدِلَ الأمرِ
وقِفْ عندَ إتمامِ الكلامِ موافقاً لمُصحَفِنا المَتْلُوِّ في البرِّ والبحْرِ
ولا تُدْغمنَّ الميمَ إن جِيتَ بعدَها بحرفٍ سِواها واقبلِ العِلمَ بالشُكرِ
وضَمُّكَ قبلَ الواوِ كنْ مُشبِعاً له كما أشبَعُوا إياكَ نعْبُدُ في المَرِّ
وإن حرف لِينٍ كان من قبلُ مدْغَماً كآخرِ ما في الحَمْدِ فامدُده واسْتجْرِ
مَدَدْتَ لأنَّ السَّاكنَينِ تَلاقَيَا فصارَ كتحريكٍ كذا قال ذو الخُبْرِ
وأُسمِى حُروفاً ستَّةً لِتَخُصَّها بإظهارِ نونٍ قبلَها أبدَ الدَّهرِ
فحاءٌ وخاءٌ ثم هاءٌ وهمزةٌ وعينٌ وغينٌ ليسَ قَولِيَ بالنُّكْرِ
فهذِى حُروفُ الحَلْقِ يَخْفَى بَيَانُها فَدُونَكَ بَيِّنْها ولا تَعْصِيَنْ أمرِى
ولا تَشْدُدِالنُونَ التي يُظْهِرُونَها كقولكَ من خَيْلٍ لدى سورة الحَشْرِ
وإظهارك التنوينَ فهو قِياسُها فَقِسْهُ عليها فُزْتَ بالكاعِبِ البِكْرِ
وقَدْ بَقِيَتْ أشياءُ بعدُ لطيفةٌ يلَقَّنُها باغِى التعلُّمِ بالصبْرِ
فلابْن ِ عبيدِ اللّه موسَى علىالذى يُعَلِّمُه الخيرَ الدعاءُ لدَى الفَجْرِ
أجابك فينا ربُّنا وأجابَنا أخي فيكَ بالغُفرانِ منه وبالنَّصْر
http://www.daraleman.org/forum/uploa...yh-khaqani.rar
قيل إنها أول ما ألف في التجويد، والله أعلم.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 08:52 م]ـ
جزاك الله خيرًا.
يقول الشيخ فهد الميموني:
". ولا شك أن المبتدئين الفاتحين لينبوع التصنيف في فن ما يعتري باكورتهم ضرب من النقص حيث تعوز مؤلفاتهم إلى التكميل و الاستدراك كالحاصل الواقع في باقي العلوم الشرعية .. ".
¥