تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عقبة أمام المد الشيعي]

ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[03 - 11 - 06, 11:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[عقبة أمام المد الشيعي]

(!)

بعد الثورة الإسلامية في إيران والتي جعلت من أولياتها نشر المذهب الشيعي في العالم الإسلامي واجه القائمون على تنفيذ هذه الأولية عقبة كأداء تمثلت في كون المذهب الشيعي لا يرى مشروعية الجهاد إلا مع الإمام المعصوم ,ولم تكن هذه الفكرة محل تقية أو إخفاء لدى مراجع الشيعة كأمثال محمد باقر الصدر في كتابه (اقتصادنا) وهذا يعني للشعوب الإسلامية المتطلعة إلى التخلص من زمن الهزيمة أن عليها تأجيل التفكير في حلول عسكرية إلى أمد غير محدد , وكان المراجع الشيعة على اقتدار تام لتأويل هذا القول أو إيجاد مخارج فقهية له لولا أن التاريخ الشيعي بات أمام جميع المطالعين فقيرا بالرموز الجهادية منذ تأسيسه في مقابل مذهب الأكثرية السنية الممتلئ منذ نشأة الإسلام بعمالقة الجهاد ابتداء بالصحابة الكرام دون استثناء وأبطال الفتوحات الإسلامية من التابعين مرورا بنور الدين زنكي وصلاح الدين والظاهر بيبرس وانتهاء برموز المقاومة ضد الاستعمار الغربي في العصر الحديث , بل إن التاريخ الشيعي ملطخ بنماذج سيئة من أعداء الإسلام كابن العلقمي ونصير الدين الطوسي وإسماعيل الصفوي.

هذه العقبة حتمت على حكماء الشيعة والمسئولين عن تحقيق المطامح الدعوية -وربما التوسعية-للمذهب الشيعي – وربما الدولة الشيعية –أن يقدموا للأمة الإسلامية في هذه الأوقات الحالكة نماذج وضاءة تجيب مباشرة عن أي تساؤل حول الجهاد في المذهب الشيعي دون الحاجة إلى تكلف فتوى بهذا الشأن أو الالتفات إلى التاريخ النضالي الفقير ومحاولة العبث به.

فكان حزب الله اللبناني أنسب ما يكون للقيام بهذا الدور لاسيما وقد تكاملت فيه عدد من المواصفات لا توجد في فرع آخر من فروع هذا الحزب في العالم الإسلامي.

فليس فرع الحزب في لبنان بحاجة إلى تأسيس أرضية جماهيرية كما هو الحال في الفروع الأخرى , كما أن العدو جاهز ولا يحتاج إلى صناعة بل هو عدو من الطراز المطلوب حيث يلتقي جميع المسلمين على عداوته كما يلتقون على قبلة واحدة الأمر الذي يجعل صيتهم ذائعا فيما إذا حققوا أمجادا على حساب هذا العدو , كما أن اضطلاع حزب الله بهذه المهمة كفيل بإنساء الذاكرة اللبنانية والعربية والفلسطينية جرائم منظمة أمل الشيعية والتي اقترفتها أثناء الحرب الأهلية بحق المخيمات الفلسطينية رغم أن هذه الجرائم لم تحض حتى الساعة بظهور إعلامي نظرا للظروف التي أحاطت بوقوعها أو لأمور أخر الله أعلم بها ونسجل هنا علامة استفهام هل هذا التجاهل حتى اليوم لكونها منظمة شيعية؟

إلى هنا ولا اعتراض على القصة إذ لا بأس أن يقال: إن من حق كل طائفة تعتقد صحة تعاليمها أن ترسخ قدمها وتدعوا إلى مذهبها وليكن من نتائج ذلك تعزيز نفوذها وإحكام سيطرتها لاسيما إذا صحب ذلك تصحيح بعض مفاهيمها والتكفير عن بعض ما يحسب التكفير عنه من أخطاء الماضي , لا بأس بكل ذلك , لكن القصة لم تنته.

تقاطعت مصالح الشيعة مع مصالح أعداء الإسلام – ولاحظ أنني أقول تقاطعت ولم أقل حتى الآن توافقت وأقول تقاطعت ولم أقل حتى الآن تآمرت – فقوة حزب الله ونفوذه تعنيان استحالة قيام دولة حقيقية في حدود إسرائيل الشمالية حيث لا يمكن لدولة لبنان نزع أسلحة هذا حزب قوي يتبنى مقاومة المحتل كما أن هذا الحزب لا يمكنه الانصياع لدولة ما زال يخيفها هاجس الحرب الأهلية ولا بأس أن يعطي العدو حزب الله بعض المكاسب المعنوية التي تكفل لهم تحقيق المد الفكري وهي في حقيقتها لا تؤثر على دولة إسرائيل إذ إنها مطالبات بأسرى لن يخسر اليهود ولو أطلقوهم جميعا ومزارع لا تتجاوز مساحتها الأربع كيلو مترات تتجاوزها مطامح الصهاينة كثيرا , والخاسر الحقيقي جراء تلك المطالبات هم اللبنانيون جميعهم والسنة منهم على الخصوص أما الصهاينة فإن نجاح حزب الله في نشر طروحاته الدينية التي ليس في أصلها معاداة لليهود على حساب طروحات أخر يعد مكسبا لا بأس في أن يدفع ثمنا له مكاسب ضئيلة تعود اليهود على تقديم أكبر منها في سبيل الوصول إلى غايات أكثر بعدا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير