[عدم تعلق الاستقامة بالرسميات والمظاهر- الحوالي]
ـ[عبد]ــــــــ[07 - 11 - 06, 12:05 ص]ـ
• عدم تعلق الاستقامة بالرسميات والمظاهر
• الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
• من محاضرة: يا شباب
((تذكرون عبارات ابن القيم رحمه الله في أثر الأوضاع والرسوم وخطرها على هذا الدين والتعامل، وعلى الإيمان، بل حتى على الاعتقاد، الرسوم وهي الرسميات كما نسميها والأوضاع المعتبرة أحياناً.
فمثلاً: القاضي لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر .. القاضي يخرج بخشوع .. التزام ولا يتكلم ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً ثم يذهب إلى مجلس القضاء ثم كذا .. هذا شيء تقرر في الحياة الإسلامية المتأخرة، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخالطون العامة، وتأخذ بيده العجوز والجارية ويقضي حاجتها ويحدث هذا ويخاطب هذا، ويذهب إلى السوق ويضع يده في الطعام ويقول: {ما هذا يا صاحب الطعام؟ من غشنا فليس منا} ما كانت هناك هذه الرسوم، وإذا تكلمنا قلنا: الداعية كذا، والشاب الملتزم كذا، ونحن في كل مرة نضع رسوماً فباعدت بيننا.
صور لمظاهر طالحة تخفي سرائر صالحة
كثير منا أبوه يصلي والحمد لله، بل الكثير يصلي في جماعة، لكن ترى الواحد منا متحرجاً، فلا يأخذ إخوانه في الله إلى عند والده!!
لماذا؟
الوالد ليس ملتزماً يا شيخ.
كل واحد منا بذنبه، حتى أبوك صنفته إلى ملتزم أو غير ملتزم، حقيقة لا بد أن تعيد النظر، أنا لا أقول: أطلب منك أن تقر منكراً أعد النظر أنت في مفهومك عن الالتزام ما هو؟ إذا كان هذا الأب يصلي الفجر جماعة فهو ملتزم وخير من أخ أقول عنه أنا أو أنت ملتزم ولا يصليها إلا ما شاء الله، يسهر إلى آخر الليل ثم ينام إلى أوقات متأخرة، وهذا موجود مع الأسف الشديد من بعض من يقول: أنا ملتزم، وقس على ذلك.
بعض الشباب الذين نراهم نحن في الظاهر وفي الشكل لاعب كرة، وشكله لا يعجبكم أو كذا .. والله لو جلست إليه لوجدت أن فيه من الخير الكثير ما لا يحتاج منك إلا خطوة أو خطوتين أو ثلاثاً ويفتح الله عليه.
فلا تجعل حائلاً ولا خندقاً ولا هوة بينك وبينه، والمراكز الصيفية لها فضل، وأنا أشكرها حقيقة لهذه النظرة، ذهبوا كمثال إلى مدينة جدة إلى الشاطئ ورأوا هذا الشباب الذي يقال عنه: إنه كذا وكذا .. وأعطوهم أوراقاً وجلسوا معهم فوجدوا عندهم تعاطفاً جميلاً جداً مع الشباب الطيبين، يقول: يا ليتني مع هؤلاء الإخوة، لكن لا أحد يمر علي، وبعضهم عنده مشكلة عائلية خطيرة جداً يريد أن يتخلص منها فيلبس هذا اللباس ويذهب يفعل هذه الحركات ليس مقتنعاً بها، لكن بسبب المشاكل العائلية، وقضايا كان يجب أن تحل.
البعض منهم -وأستغفر الله من كلمة البعض، ليس هناك بعض في هذا الموضوع- عندما نكلمه عن موضوع الانتفاضة وعن فلسطين لا يوجد هناك أحد إلا ويقول: يا ليتني أستطيع أن أقدم لهم أي شيء، هل هذا الذي يشعر بهذا الشعور ملتزم أم لا؟ هذا والله ملتزم، لكن نحن يجب علينا بعض التحسينات نقدمها له، وينخرط بإذن الله تبارك وتعالى في صف العاملين لهذا الدين.
************************************************** ***************
أهمية سلامة القلب
أرجو -يا إخواني الكرام- أن أكون قد وضحتُ هذه القضية، وأرجو أن تكون الأسئلة حولها، وأن نعمل بها، وأنا أول من أوصي نفسي بها وأوصي إخواني.
وهذا الدين -يا إخوان- يسير على من يسره الله له، ولكنه شاق وصعب، لا تقولوا: هذه قضية .. هذه ... والله لو عانيت أن تلتزم بها فعلاً أنت وإخوانك وفي أي مجلس، أن تحفظ حق أخيك المسلم أياً كان، لتحقق بذلك درجة عظيمة جداً، وهي شاقة على كثير من الخلق، لكن الله سبحانه وتعالى ييسرها لمن يريد له التوفيق، وحسبكم وبه أختم الرجل الذي دخل من باب المسجد ولحيته تقطر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {يدخل عليكم رجل من أهل الجنة} وتعلمون لماذا كان هذا الرجل من أهل الجنة؛ لأنه ينام أو يبيت وليس في قلبه حقد أو غل على أي مسلم.
فهذه درجة عظيمة جداً، والله بإمكاننا أن نفعلها، وأنا أوصي الإخوة المربين والشباب أن يجعلوا من هذه المحاضن التربوية، محاضن فعلاً ومراكز فعلاً لتعليمنا وتعويدنا وتربيتنا على هذه الأمور لنكون إخوة متحابين في الله، {وكونوا عباد الله إخواناً} كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين)).
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******Id=1424