[هل كتبت وصيتك؟]
ـ[خادم الإسلام]ــــــــ[09 - 11 - 06, 05:48 ص]ـ
وصيتي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده الحي الذي لا يموت والجن والأنس يموتون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحي ويميت وإليه النشور، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وجزاه عني وعن الإسلام والمسلمين خير ما جزى نبياً من أمته ...
أما بعد ....
فهذه وصيتي لأهلي من بعدي، أكتبها في وقت أشعر فيه أنني تحت التراب مجندلاً، لا حول لي ولا قوة إلا بالعلي الأعلى جل وعل ...
فإذا قرأتم كتابي هذا فاعلموا أنني أحب الله ورسوله،وأرجو أن أكون مع من أحب،وأن يتغمدني ربي برحمته ولطفه، واعلموا أنني أبرء إلى الله من كل شاقّة ونائحة عليّ ولا أرضى لكم ذلك، فاتقوا الله وقالوا ما يرضي ربي وربكم ...
فإذا طلبتم ليَّ المغسل والمكفن فاطلبوا ذلك من الأخ أديب،فإنه فقيه تقي وصديق حميم وإذا أردتم الصلاة عليَ فاطلبوا مسجداً على السنة إمامه ...
وأما قبري فاجتهدوا على أن يكون بجانب قبر جدي أو قريباً منه ...
وأما تركتي فإني والله لا أملك من الدنيا إلا مكتبتي العلمية وجهاز الكمبيوتر هما في نفسي أغلى من الدنيا وما عليها، فلم أترك لولدي من بعدي مالاً ولا أرضاً، فأرجوا أن تحافظوا عليها فهي نافعة لكم في أمور الدنيا والآخرة ....
وأما ما عليَّ من الديون فالأخ/ ناصر يسألني قيمة مؤنة الشهر من الغذاء، وعبد الحافظ قيمة الثلاجة وليس لأحدٍ غيرهما عليَّ شيء ... فإن نسيت فاسألوا الأخ صابر ....
وفي الأخير كلمات أكتبها لوالدَيّ ((أمي الحنونة، أبي العزيز)) سامحوني على تقصيري في حقكما واغفروا لي خطئي عليكما،فأنا الشقي إن لم تفعلا ذلك ...
أبي ... أمي ... سامحوا وجهاً تمرغ بالتراب، سامحوا جسماً بلا حراك ..
زوجتي الغالية .... إن أردتي أن تكوني زوجاً لي في الآخرة فاصبري،واطلبي من الله لكي ولي الجنة، وإن كان غير ذلك فأرجوا من الله أن يسعدكِ في الدنيا والآخرة كما سعيتِ في إسعادي في الدنيا،واجتهدتِ في ذلك.
فجزاكِ الله عني خيراً مع أنني سأنتظركِ هناك ...
ولدي وحِبي محمد .... أوصيك بالمحافظة على الصلاة والاجتهاد في برِّ أمك، وإذا سجدت فلا تنسى أن تدعو لوالدك فإنه لا شيء ينفعي من الدنيا بعد الموت من العمل إلا دعائك لي .....
والحمد لله رب العالمين ...
ليلة 27 رمضان 1427هـ
فائدة:
فتاوى ابن باز (الجزء رقم: 20، الصفحة رقم: 76/ 77) كتاب الوصايا > حكم الوصية ونصها الشرعي
حكم الوصية ونصها الشرعي
س45: هل كتابة الوصية واجبة؟ وهل يلزم لها شهود؟ وحيث إنني لا أعرف النص الشرعي أرجو إرشادي إليه جزاكم الله خيرا نشر في كتاب (فتاوى إسلامية) من جمع الشيخ محمد المسند ج 3 ص 35.
ج: تكتب الوصية حسب الصيغة التالية: أنا الموصي أدناه أوصي بأنني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه, وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها, وأن الله يبعث من في القبور، أوصي من تركت من أهلي وذريتي وسائر أقاربي بتقوى الله, وإصلاح ذات البين, وطاعة الله ورسوله, والتواصي بالحق والصبر عليه، وأوصيهم بمثل ما أوصى به إبراهيم عليه السلام بنيه ويعقوب سورة البقرة الآية 132 يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ثم يذكر ما يحب أن يوصي به من ثلث ماله أو أقل من ذلك أو مال معين, لا يزيد على الثلث ويبين مصارفه الشرعية, ويذكر الوكيل على ذلك.
والوصية ليست واجبة بل مستحبة إذا أحب أن يوصي بشيء؛ لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر. رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رواه البخاري في (الوصايا) باب الوصايا برقم (3827) , ومسلم في (الوصايا) الباب الأول برقم (1627). ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه, يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده, لكن إذا كانت عليه ديون أو حقوق ليس عليها وثائق تثبتها لأهلها وجب عليه أن يوصي بها حتى لا تضيع حقوق الناس، وينبغي أن يشهد على وصيته شاهدين عدلين، وأن يحررها من يوثق بتحريره من أهل العلم حتى يعتمد عليها، ولا ينبغي أن يكتفي بخطه فقط؛ لأنه قد يشتبه على المسئولين, وقد لا يتيسر من يعرفه من الثقات. والله ولي التوفيق.