[مع أبي الفضل القونوي ..]
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[09 - 11 - 06, 06:07 م]ـ
[المقدمة]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحه وسلم، أما بعد:
فمنذ أن إنطلقت بـ[ثمرات المطابع] دار في خلدي؛ لِمَ لا تُقيد تجربتي في تقريب كتب التخصص من أهلها؛ خاصة وقد نَدُرَ من يسعى لطلبها، وأثقلت تلكم العناوين الدقيقة أصحاب المحال التجارية .. فتخمرت تلكم الفكرة في بيت الله الحرام بمكة المكرمة.
الفكرة:
انقدحت شرارة التفكير في هذا الموضوع، وأنا أتجول في دارٍ قريبة من الحرم المكي .. إذ بي أجد عناوين تأخذ بتلابيب القلوب، وتهز وجدانها، خاصة إذا كانت مُقلتيك قد كَلتْ من كثرة التقليب بين رفوف المكتبات، بحثاً عن بحثٍ يجدي، ولسقيمٍ يشفي؛ يكون للملدوغ بسمِ القوم رقية، وعلى ورم العدو كية .. فما هي هذه الكتب؟!!
لقد تكحلت عيني برؤية بعضٍ من إنتاج الشيخ، وهي:
1 - أخبار جلال الدين الرومي ووقفات مع ترجمته في كتاب رجال الفكر والدعوة في الإسلام.
2 - أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي "النصيحة الذهبية لابن تيمية" وتحقيق في صاحبها.
3 - الصوفية القلندرية تاريخها وفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية فيها.
أخذتها بقوة، ورحلت إلى مقر سكني، تصفحت الأول، ثم الثاني، ثم الأخير.
بعدها شرعت في جردها، وتفحصها .. عندها رفعت يدي داعياً لهذا الرجل الذي لم أعرفه إلا بواسطة هذه الكتب الثلاثة ..
بعد ذلك .. رأيت –لزاماً عليّ- أن أبحث عن طريقة للوصول إلى هذا الكاتب القدير .. ووجدت رقم هاتفه على غلاف الكتاب .. اتصلت به شاكراً لهُ على ما بذل، ناقداً له عدم انتشار الكتاب في أفق أوسع –وخاصة بلاد نجد- .. شكى لي حاله الصحية، وأن ... قد قام بتوزيع الكتاب!! [وبقية المعنى في بطن الشاعر]
عندها كعادة أهالي المنطقة ضربت على الصدر، وقلت للشيخ: سأوصل رسائلكم كلها إلى عددٍ كبير من المكتبات ..
وما هي إلا مُدة يسيرة وإذ بكتب الشيخ تغزو مكتبات الرياض والقصيم وحائل، والمدينة، والمُذهل .. هو سرعة وصولها بخصومات عالية جداً، احتسبت أجرها على الذي لا تضيع ودائعه، وعنونت لها بأن مُلتقى [ .. ] يسهم في خصومات أكبر من 50% .. وقد وزعت كتاب [أخبار جلال الدين الرومي] على أكثر من أربعة عشر مكتبة بالرياض فقط، مع اشتراطنا أن لا يربحوا أكثر من ثلاثة ريالات فقط في الكتاب الواحد.
ومنذ تلكم اللحظة إزدادت علاقة الوصال والمحبة مع أستاذنا أبا الفضل .. نسأل الله لنا وله مزيداً من الفضل ..
هذا هو سر علاقتي بالشيخ الفاضل/ أبو الفضل محمد بن عبدالله أحمد القونوي –حفظه الله- .. !!
والذي ألح عليّ بعض الاخوة بتبيين سبب اهتمامي بالتعريف والترويج لكتب الشيخ دون مقابل دنيوي!
وهذه قصة فكرة بسيطة، استطعتُ –بحمد الله-:
أولاً: دعم الباحث في مثل هذه المجالات المتخصصة معنوياً.
ثانياً: تقريب علمه وفكرته من شريحة كبيرة من الباحثين والمهتمين.
ثالثاً: نشر تُراث الباحث، والذي يُعد ذخيرة لإنطلاقة متجددة.
رابعاً: ترويج تراث الباحث عبر أفق أوسع، ومدار أكبر.
إلى غير ذلك من النقاط الكثيرة، والتي من أهمها تعرفي على الأستاذ الفاضل ..
عندها بدأت شرارة لعمل أكبر، وأفق أوسع ..
ثم نسقت مع أخي البرقعي لإستضافة الشيخ في شبكة الدفاع عن السنة –لما كنا سوياً في الإشراف على بوابة الرد على الصوفية- وتمت الاستضافة لتقريب المهتمين شرقاً وغرباً بالباحث الكريم .. وإن كانت ظروف الأستاذ الصحية قد حجزته عن إتمام اللقاء .. على أمل أن يكون هذا المنبر شُعلة لمنار المُستقبل ..
وأختصر الحديث الطويل .. وأقول: وفي آخر زيارة لي إلى منزل الأستاذ الفاضل، طلبت منه نسخة ممغنطة لكتاب أضواء على الرسالة الذهبية، فوالله ما تلكأ ولا بخل؛ بل طلب مني أن أمره غداً واستلمها ..
أخذت الكتاب وحاولت تنسيقه –على الجهد والسعة- وها أنا اليوم أسعد كثيراً، وأنا أتقرب إلى الله عز وجل، بالذب عن عرض الإمامين الجليلين، وتبيان حقيقة المفترين .. بأن أنشر هذه الرسالة التي اسأل الله أن يُجزل لصاحبها الأجر والمثوبة، وأن يلبسه لباس العافية .. فوالله إنك لتجد قلماً غيوراً يتدفق بلسان علمي، ومنهجي منضبط .. لا أصحاب الجعجعات والتخليط!!
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 06:45 م]ـ
[ترجمة مقتضبة]
محمد بن عبد الله بن أحمد بن مصطفى، (أبو الفضل القونوي)
سعودي، من أصل تركي، ولد في قونية (مدينة في تركية) سنة 1386هـ نشأته في المدينة، ودرس جميع المراحل الدراسية فيها. نال شهادة البكالوريوس من كلية الدعوة (فرع جامعة الإمام محمد بن سعود). معلم ابتدائية، متزوج وله ثلاثة أبناء.
اتجه إلى دراسة تاريخ التصوف. له من الكتب:
- أخبار جلال الدين الرومي ....
- الصوفية القلندرية ....
- أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي ...
- موقف خليل بن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام بن تيمية
- ملاحم بن أبي عقب، من الكتب التي حذر منها شيخ الإسلام بن تيمية
- صدر الدين القونوي، الفيلسوف المتروحن
- رحلة الإمام العيني إلى قونية ....
- المنتخب من كتاب " مناقب العارفين " للأفلاكي (اختصار للسابق).
¥