تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كنت على حداثة سني أستنكر بقلبي تلك الصور والدُّمى لما كُنت أُلَقَّن من حرمة التصوير واقتناء التماثيل، وكنت أسأل من أظن أن عنده جواباً: ألم أُخبر أن الصور والأغاني والموسيقى حرام؟ فلِمَ يُسكت عن المولوية؟ ألم يُغرس فيَّ حبّ الرزانة والوقار، لأن الرجل يكون بهما رجلاً؟! فما للكبار والرجال حولي لا ينكرون على الرَّقَّاصين من المولوية رقصهم ودورانهم؟ ولم يكن جواب قرابتي ليتغير: مولانا بريء من كل ما قُرِف به من سماع الموسيقى ومن دوران ورقص!!

كنت لا أعرف من شأنه سوى هذين، فما كان لي من علم بما قد اختاره لعقده. وتمر أعوام وأنا إخاله من الصالحين أهل التعبّد المفترى عليهم، متأثراً بما وَلَج قلبي من تعظيمه وأنا بقونية، وبالذي قرأته بُعَيد أيام دراستي المتوسطة للندوي وغيره. وما كنت أحفل به كثيراً حتى أوقفني رجل قونوي من طلاب العلم على مواضع في المثنوي ونحن بمكتبة تجارية قرب تلّ علاء الدين، مواضع فيها المنكر كله، وانضم لذلك صدور كتب بالعربية تَطْفَحُ بمديح المثنوي وصاحبه، فصحَّ عندي العزم على دراسة الأمر.

فطلبت ترجمات المثنوي وكل ما يتعلق به مما هو الأصل والمصدر والأساس في ذلك. وكلما أقضى يوم في دراستي لها وأعني تلك المصادر، انْبَلَجَتْ حقيقة من حقائق المثنوي، وصاحبه، وتاريخه، صارخة بعكس ما كنت أعرف.

فما تقرؤه هو نتاج عامين من البحث والترجمة، أضعه بين يدي قرَّاء العربية لعلمي أن مكتبتهم العامرة فقيرة إلى مثله."

قال أبو عمر الدوسري:

جزى الله المؤلف كل خير على هذا البحث الذي أنفق من عمره سنتين بين المصادر والمراجع والتي زادت على 280 ما بين ما كُتب بالعربية أو التركية أو الفارسية ..

لقد قابلت بعض الزملاء من جمهوريات آسيوية، فذهلت بأنهم لا يعرفون عنه إلا كل خير ... حتى قرؤوا هذا البحث ..

وقابلت أحد زملائي من الهند؛ فاستعجب بأن الندوي قد رفع من شأنه وقال كيت وكيت .. فقلت لهُ: خير مصدر .. هو المترجم له .. دونك كتبه .. وهذا جامع .. من محبٍ متجرد .. يعلم أن الحب في الله والبغض في الله لا للذوات والتقديسات المصطنعة .. وتلك أوثق عُرى الإيمان .. فأنتقل بعد سنتين إلى حقيقة الإيمان وأوثق عراها .. وكان بالنسبة له شفاء ..

إني أُشد على يد المؤلف وأقول:

أحسنت .. لقد شفيت بهذا الجواب .. أشخاص مترددين بين ما يُقال فيه من كيل الثناء والمدح، وجرحٍ مفصلٍ بيّنٍ ظاهر .. وأنت بميزانك .. قد وقفت على الأخبار.

وإني لأطلب من المؤلف أن ينير الطريق ببحثٍ آخر عن تلك الطريقة الرومية الجلالية (المولوية) وبعض الطرق التركية كالبكتاشية –أو هكذا تنطق- وغيرها ..

أخيراً ..

لا يسعني إلا أن أدون شكري للمؤلف وأشد على يده .. فقد استفدت كثيراً من كتابه القيم .. الصوفية القلندرية .. ثم سُررت بكتابك الأضواء .. وها أنا أدون شكري على ما في الأخبار من أخبار .. كما شكري موصول لتلك الفتوى التي نُشرت ..

ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 06:58 م]ـ

أحد علماء الدولة العثمانية وكتابه (نقد المثنوي)

أثناء قراءتي للكتاب القيم [أخبار جلال الدين الرومي] لصاحبه الفاضل أبو الفضل محمد القونوي، استوقفني كلامه على كتاب لأحد علماء الدولة العثمانية محمد شاهين –رحمه الله- باسم [نقد المثنوي] والذي سطره بلغة الترك .. وقد أثناء الباحث على هذا الكتاب خيراً، وأخبر بأنه قد طبع طبعة تعود لأكثر من خمسين عاماً ..

وقد أنبأنا عنه بأنه رجل صريح، يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، وهكذا هم الأعلام .. لا يخشون إلا الله .. وقد نقل منه عدة نقول .. وعلق عليها .. ومن هذه النقول .. وهو في بلد يرزخ تحت احتلا ل الدولة الخرافية الصوفية المولوية، ومن بعدها الداعمة للصوفية أعني الكمالية، حيث يقول: (يجيء المثنوي إلى قصص كليلة ودمنة فيُلبسها طربوش المولوية وثيابها، ثم لا يكتفي بذلك حتى يُلبس فكرة وحدة الوجود ذلك الطربوش وتلك الثياب!!).

وقال في موضع آخر: (لم يقدر المثنوي أن يكون كشافاً للقرآن قط كما زعم الجلال، فإن معاني القرآن من الوضوح والبيان بمكان لا يحوج إلى كشف، بعكس المثنوي الذي يموج في الإبهام، والأسرار، والضبابية؛ بل لو قلنا إنه يأخذ بيد المرء من النور إلى الظلمات لما أبعدنا!!).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير