ويقول الأفلاكي عن حفيد ابن الرومي عارف جلبي: ((قال الأمير نجم الدين قائد قلعة كواله: أقبل حضرة عارف يوماً إلى دير الحكيم أفلاطون، فأعلمونا ذلك، فجئنا الدير في خمسة وأربعين رجلاً، فمكث عارف ثلاثة أيام بلياليهن يشرب الخمر مع رهبان ذلك الدير، فمر بخاطري أن الاشتغال بهذا إلى هذا الحد في العاشر من شهر ذي الحجة في الأيام المباركة هذه، وبخاصة محادثة ومجالسة الرهبان أمر جدٌ عجيب، فصرخ عارف لتوِّه فيَّ وقال:
لا تشارك الرب في التصرُّف وأنت على طريقه
لا تفتح عينيك على عيوب الناس
فالله أعلم بأسرار قلوب كل العباد، عليك نفسك ولا تُثَرثِرْ
ثم رمى في غضب شديد القدح من يده المباركة على المَرمَر رمية غشي علينا من هيبتها، فدار القدح وتدحرج وهو مليء إلى حافته ثم عاد ووقف أمام عارف، لم يتكسَّر أو يُهراق ما فيه!!
فقال عارف لو تكسَّر هذا القدح أو اُهريق ما فيه، لكنت وضعت لشربي نهاية وخاتمة!!
ولذكرنا أيامنا هذه بتحسُّر واحترام لنجم الدين، ولكن الحق ينبغي أن يعلم، وهو أن الله قد بارك هذه الأيام وأعزَّها لوجود الأعزاء المباركين، ولولا وجودهم لما لمَعَتْ الدنيا والآخرة، ولعدمتِ الكعبة والمسجد قيمتَهُما ونورهما، ثم أنشد شعراً.
يقول الراوي: فاستغفرت بإخلاص كامل وأصبحت عبداً له!!)).
(الأفلاكي ج2 ص 500 - 501)
ويقول الأفلاكي عن سماع جلال الدين الرومي: ((كان يذهب إليهن بعد صلاة المغرب وحيداً، فيجلس وسطهن ويجلسن حوله في حلقة، وينثرن عليه أوراق الورد بكثرة حتى يغرقنه فيها، ثم يجمعن هذه الورود بعدُ ويعتبرنها فألاً حسناً.
فينصحهن مولانا إلى نصف الليل، وبعدها تغني الجواري ويضربن بالدفوف وينفخن بالناي، ويقوم مولانا للسماع، فَيَعُدْن في حالة - كما صرح الأفلاكي - لا يعرفن رؤوسهن من أرجلهن، ثم يملأن حذائيه بالذهب والجواهر، ولكنه لا يلتفت إليه، فيصلي معهن الصبح ويذهب.
ويقول الأفلاكي: لم تقع هذه العادة في عصر أي نبي أو ولي، إلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، عندما كانت تأتيه نساء العرب لتعَلُّم أحكام الشريعة والإفادة منه، فلذلك هي حلال، وهي من خصوصيات حضرة مولانا)).
(الأفلاكي ج2 ص 380)
ويقول الأفلاكي عن أزواج النساء اللاتي كان يجلس معهن ابن الرومي: ((أما أزواج هؤلاء النسوة فيبقون خارج البيت يتحدثون ويرقبون حذارً وخشيةً أن يطَّلع على هذه الأسرار الغرباء)).
(الأفلاكي ج1 ص 723 - 724)
ويقول الأفلاكي: ((طلب الشمس التبريزي يوماً من مولانا أن يهبه محبوباً جميلاً يخدمه، فقدم له الجلال الرومي زوجته كيرا خاتون ـ زوجة ابن الرومي ـ.
إلا أن الشمس رفض قائلاً: هذه شقيقة روحي، هذه لا تصلح أريد لخدمتي غلاماً جميلاً.
فأهدى له الجلال لتوه ولده سلطان ولد،الذي وصف في الخبر بالفارسية بـ (يوسف يوسفان)، قائلاً: آمل أن يكون هذا عبداً لك يقلب نعليك ويخدمك.
فقال الشمس: هذا هو ابني الذي ربط قلبي. أريد الآن خمرة أشربها بدلاً من الماء لا أقدر على فقدها. فقام مولانا من فوره وملأ إبريقاً بالخمرة من حي اليهود ورجع ووضعه أمامه.
فلما رأى الشمس ذلك صرخ صرخة وشق ثوبه وجثا على قدمي مولانا إعجاباً وحيرة من طاعته لأمره هذا.
ثم قال بعد مديح له: إنما فعلت ذلك لأعلم درجة حلمه، وقال: إن عالم الجلال الداخلي من السعة يضيق عنه نطاق الرواية والكلام)).
(الأفلاكي ج2 ص 197)
ويذكر الأفلاكي: ((أن مريداً لمولانا - يقصد جلال الدين الرومي - كان يشكو من ثقل في رأسه وكثرة نومه، فوصف له أن يشرب السائل الحليبي المستخرج من الخشخاش)).
(الأفلاكي ج1 ص 654)
ويذكر الأفلاكي عن سيريانوس وهو رومي يزعمون أن ابن الرومي شفع له عند السلطان لئلا يقتله ثم أسلم بعد ذلك سيريانوس الرومي وصار مولوياً .. !!
وسماه ابن الرومي علاء الدين سيريانوس .. !!
(الأفلاكي ج1 ص 470)
يقول الأفلاكي: سأل مولانا - يقصد ابن الرومي - سِيريانوس يوماً: ماذا يقول علماء النصارى في حقيقة عيسى؟
فأجابه سيريانوس: يقولون: عيسى هو الله.
فقال مولانا: بعد الآن قل لهم: محمدنا آلَهُ من الله (أو أعظم ألوهية من الله) قالها ثلاثاً.
(الأفلاكي ج1 ص 471)
¥