[قصيدة في عمل أهل المدينة (دعوة للمناقشة)]
ـ[أبو مسلم الشنقيطي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 06:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة طلاب العلم مناقشة هذه القصيدة التي نظمها أحد علماء الشناقطة المعاصرين تحت موضوع عمل أهل المدينة وإبداء آرائهم وملاحظاتهم عليها، وقد تم نشرها في موقع شذرات شنقيطية http://www.chadarat.com على هيئة بي دي أف ونصها هو:
تواتر أعصرا عمل المدينه
ينير لمن يريد العلم دينه
بها كانت خواتم فعل طه
وكانت للهدى درعا حصينه
على عهد الصحابة خير عهد
وعهد التابعين أضف سنينه
وكانت عشرة الآلاف فيها
من الأصحاب وهي بها دفينه
وكان السبعة الفقهاء منها
فلم تعمر عمارتها مدينه
إليها يأرز الإيمان ... تنفي
خبيثا من وبا فتن ... أمينه
كفى بالمسجد النبوي طوبى
لمن صلى به أو مس طينه
وأدرك مالك فيها قطينا
فمن هذا الذي لاقى قطينه
إلى أن مات فيها عام "قطع"
فأضحت بعده الدنيا حزينه
ولو ضربوا لها أكباد إبْل
وأقلق كل ذي نِضو وضينه
فسل بالمذهب المدني صرفا
مسائل في الموطإ مستبيه
أصح الكتْب بعد كتاب ربي
فلا يَرتاب في آثاره نَه
ومن يحلف بصحة ما حوى من
حديث بَرَّ - عن نفر - يمينه
تفيد رواية الآحاد ظنا
وهذا قد يبلغه يقينه
وقد عدوه أصلا من أصول
عليها قام مذهبه متينه
وهذا المبحث ... القاضي عياض
لنا من غثه أبدى سمينه
فضربٌ من طريق النقل يأتي
وضرب باجتهاد ذوي السكينه
فما نقلوه من قول وفعل
وتقرير روايته رصينه
فقد نقلوا لنا مداً وصاعاً
كما نقلوا إقامته أذينه
كذا صفةَ الصلاة وتركَ جهر
ببسملة وأحباس ثمينه
مصلى العيد والقبرِ المفدى
ومنبرِه الذي أبدى حنينه
وتقرير لأمر مستفيض
كعهدة ذي مَدِين أو مَدينه
وتركُهم الزكاة بخضروات
مزارعةً ... كذا تأبير لينه
دراهمُ كافر ... إنشاد شعر
ولهوٍ يوم عيد يشتهينه
فهذا النقل ليس له مرد
فشدَّ بمثله كفا ضنينه
وما عملوا برأي واجتهاد
فمعركة النزاع به سخينه
فبعض المالكية ذو احتجاج
به وبه يرجح للقرينه
ولم يجنح له جل الأجلا
فتقطَع سنةٌ ثبتت وتينه
فإن تتعارض الآثار رجِّحْ
مُوافِقَ سنة الدار المكينه
ولا تمنع مجال تخالفٍ لن
تصيد ظباءه أبدا وعينه
أبو عمر ابنُ عبد البر أبدى
لنا "الكافي" علىفقه المدينه
وفيه القبض والإرسال جاءا
معا والقبض حجته متينه
رواه النجم والمدنيُّ منهم
وواطأ أشهبٌ فيه قرينه
وإرسال اليدين رواه فيها
له العُتَقِيُّ تلك له قرينه
محل الكره في وضع المصلي
على يسراه - يا صحبي - يمنيه
إذا قبض استنادا لا استنانا
وتأويلاته الأخرى مهينه
أرى متأخرين قد استدلوا
بأن السدل من عمل المدينه
ولم أره صريحا للقدامى
وإن نصرته طائفة رزينه
وصح الرفع بالإسناد عنهم
ويروى تركه والرفع زينه
كفى إنصاتُ مأموم بجهر
كذا تسليمة تكفي يمينه
وترك دعاء الاستفتاح تركٌ
لبسملة للجته سفينه
وترك تحية في خطبةٍ ذا
في "الاستذكار" جاء فَرِدْ معينه
وترك قراءة بصلاة ميْت
روته لنا المدونة المُعينه
خيار البيِّعين أجيب عنه
به لِتَفَرِّق لم ندر حينه
وأُوِّل بافتراقهما بقول
كذا منعَ الصكوك ببيع عينه
وما أسلفتُ نزرٌ من كثير
رجائي للمطالِع أن يعينه
ووقعةُ حرةٍ عاثت فسادا
بطيبةَ وقعةٌ كانت مُهينه
غزاها للفويسق في ثلاث
وستين ابن عقبة ذو الضغينه
فكم قتلوا من الأصحاب فيها
وكم ظلموا هنالك من ظعينه!
ومالكُ بالمدينة كان أدرى
حماه ... وكم حمى أَسَدٌ عرينه
ويعلم نقلة الأصحاب منها
وكل عنده سنن مبينه
لساكنها عليه الله صلى
وسلم ما تذكرنا جبينه
شفيعي يوم تأتي كل نفس
تجادل أو بما كسبت رهينه
شعر محمد بن محمد المامي اليعقوبي
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:33 ص]ـ
عمومًا الإمام مالك نفسه خالف عمل أهل المدينة في بعض المسائل.
وعمل أهل المدينة على درجات، فمنه ما يجري مجرى التَّواتر، ومنه ما هو دون ذلك، والاستدلال بالأحاديث على حجِّيَّة عمل أهل المدينة لا يستقيم أبدًا؛ كقول الشَّيخ:
[إليها يأرز الإيمان] فهذا ليس فيه دليل على الحُجيَّة بل هذا دليل لفضل المدينة.
[تنفي خبيثا من وبا فتن] هذا مقصور على السَّبب الَّذي لأجله قال الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم ما قال، والدَّليلُ على ذلك أنَّ المنافقين لم يزالوا بالمدينة حتَّى بعد وفاة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وهذا المبحث ... القاضي عياض
لنا من غثه أبدى سمينه
كلام شيخِ الإسلامِ أجود من كلام القاضي عياض، وإن كان شيخ الإسلام استفاد من كلام القاضي عبدالوهَّاب؛ إلاَّ أنَّهُ حقَّق أقوال المذاهب الثَّلاثة الباقية، وقد نقل أحد الحنفيَّة قول شيخ الإسلام من غير ذكر اسمه وارتضى تحقيقه في هذه المسألة.
والكلام يحتمل أطول من ذلك. والله أعلم.