تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وابلغ من ذلك من يقول ليس مقصودنا الا جمع النفس بأي شيء كان حتى يقول لا فرق بين قولك يا حي وقولك يا جحش وهذا مما قاله لي شخص منهم وانكرت ذلك عليه ومقصودهم بذلك ان تجتمع النفس حتى يتنزل عليها الشيطان.

ومنهم من يقول اذا كان قصد ومقصود فاجعل الجميع واحدا فيدخله فى اول الامر فى وحده الوجود

واما ابو حامد وأمثاله ممن امروا بهذه الطريقة فلم يكونوا يظنون انها تفضي الى الكفر لكن ينبغى ان يعرف ان البدع يريد الكفر ولكن امروا المريد ان يفرغ قلبه من كل شيء حتى قد يأمرون ان يقعد في مكان مظلم ويغطي رأسه ويقول الله الله وهم يعتقدون انه اذا فرغ قلبه استعد بذلك فينزل على قلبه من المعرفة ما هو المطلوب بل قد يقولون انه يحصل له من جنس ما يحصل للانبياء)

وقال أيضا (10/ 556): (فأما الإسم المفرد مظهرا مثل الله الله أو مضمرا مثل هو هو فهذا ليس بمشروع فى كتاب ولا سنة ولا هو مأثور ايضا عن أحد من سلف الأمة ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين وربما إتبعوا فيه حال شيخ مغلوب فيه مثلما يروى عن الشبلى أنه كان يقول الله الله فقيل له لم تقول لا إله إلا الله فقال أخاف أن أموت بين النفى والإثبات وهذه من زلات الشبلى التى تغفر له لصدق إيمانه وقوة وجده وغلبة الحال عليه فإنه كان ربما يجن ويذهب به إلى المارستان ويحلق لحيته وله أشياء من هذا النمط التى لا يجوز الإقتداء به فيها وإن كان معذورا أو مأجورا فإن العبد لو أراد أن يقول لا إله إلا الله ومات قبل كمالها لم لم يضره ذلك شيئا إذ الأعمال بالنيات بل يكتب بل يكتب له ما نواه وربما غلا بعضهم فى ذلك حتى يجعلوا ذكر الإسم المفرد للخاصة وذكر الكلمة التامة للعامة وربما قال بعضهم لا إله إلا الله للمؤمنين و الله للعارفين و هو للمحققين وربما إقتصر أحدهم فى خلوته أو فى جماعته على الله الله الله أو على هو أو ياهو أو لا هو إلا هو وربما ذكر بعض المصنفين فى الطريق تعظيم ذلك وإستدل عليه تارة بوجد وتارة برأى وتارة بنقل مكذوب كما يروى بعضهم أن النبى صلى الله عليه وسلم لقن على بن أبى طالب أن يقول الله الله الله فقالها النبى ثلاثا ثم أمر عليا فقالها ثلاثا وهذا حديث موضوع بإتفاق أهل العلم بالحديث وإنما كان تلقين النبى للذكر المأثور عنه ورأس الذكر لا إله إلا الله وهى الكلمة التى عرضها على عمه أبى طالب حين الموت و وقال يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله وقال أنى لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت إلا وجد روحه لها روحا وقال من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وقال من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة وقال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله والأحاديث كثيرة فى هذا المعنى)

وقال في درء تعارض العقل والنقل (4/ 362): (فأما مجرد ذكر الاسم المفرد وهو قول القائل: (الله الله) فلم تأت به الشريعة وليس هو كلاما مفيدا إذا الكلام المفيد أن يخبر عنه بإثبات شيء أو نفيه وأما التصور المفرد فلا فائدة فيه وإن كان ثابتا بأصل الفطرة وإن كان المعلوم بالفطرة ما تدخل فيه أمور ثبوتية وسلبية)

وقال ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين (ص 498): (الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلا ولا مفيد شيئا ولا هو كلام أصلا ولا يدل على مدح ولا تعظيم ولا يتعلق به إيمان ولا ثواب ولا يدخل به الذاكر في عقد الإسلام جملة فلو قال الكافر الله الله من أول عمره إلى آخره لم يصر بذلك مسلما فضلا عن أن يكون من جملة الذكر أو يكون أفضل الأذكار وبالغ بعضهم في ذلك حتى قال الذكر بالاسم المضمر أفضل من الذكر بالأسم الظاهر فالذكر بقوله هو هو بالاسم المضمر أفضل من الذكر بقولهم الله الله)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير